مواطني أريف بين الجهل و الإستلاب


كوسلا ابشن
2025 / 1 / 12 - 22:02     

ميليشيات زاوية "الإستقلال", بقيادة علال الفاشي برفقة الجيش المخزني بقيادة الحسن الفاشي, إرتكبا أبشع جريمة الآبادة الجماعية بأريف سنة 1958 -1959, وكذا 1984. و جريمة الآبادة الجماعية لا تنسى و لا تمحيها السنين, و خاصة ما أرتكب فيها من أعمال وحشية مثل بقر بطون الحوامل لمعرفة جنس الجنين أو وضع القنابل في جيوب جلابيب الرجال و تفجيرها عن بعد و التنكيل بالجثث, و قتل المواشي و حرق المحاصل و إغتصاب النساء و الفتيات. جرائم زاوية "الإستقلال" بأريف في جزئياتها لم تعرفها المنطقة حتى في أشد العدوان الأوروبي ( الفرنسي-الإسباني) بين 1923-1926.
الزاوية الإجرامية "الإستقلال", عقيدتها مبنية على تدمير الذات الأمازيغية, و عقدتها من العزة القومية للشعب أريف, جعلها تصب كل كرهها و حقدها و جرائمها على وطن أريف و أهله, و المجزرة الوحشية مثالا على هذا الحقد المطلق. بتاريخها الدموي و الوحشي كانت الزاوية غير مرغوبة فيها شعبيا في تواجدها بأرض أريف. كان مقرها في آيت ناظور مثلا و لسنوات بعد فتحه خاليا, لا يدخله إلا أعضاءه, وهم قلة قليلة, و جلهم من خارج المنطقة ( موظفي المؤسسة التعليمية), و لم يكن "الإستقلال" يتوفر على فروع في بلدات إقليم آيت ناظور.
من غرابة زمن الجهل و الإستلاب الفكري و الثقافي, و تفشي ظاهرة الوصولية و الإنتهازية, بدأ المجرمون الفاشيون لزاوية علال الفاشي, بربطة العنق الأوروبية و الطربوش العثناني ينتشرون بحرية, و يغزون المنطقة الى حد فتح فرع ل"العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان" بمدينة زغنغن, حدث مؤسف و لا يتحمله العقل السليم. التجمع المسمى "العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان" مؤسسة اللاحقوقية, تابعة لزاوية الجريمة المنظمة و التمييز العنصري " الإستقلال", الزاوية التي أسستها الإدارة الفرنسية لضرب المقاومة المسلحة الأمازيغية.
زغنغن, لمن لا يعرفه كان مهد المقاومة المسلحة أريفية ضد الإسبان (1909-1912). قدم الكثير من الشهداء من أجل حرية أريف و إستقلاله, الكفاح المسلح الذي عانقه كامل التراب أريفي الى إعلان قيام جمهورية أريف. إنتقاما لبسالة أريفيين في الدفاع عن أرضهم و شعبهم, إرتكبت زاوية علال الفاشي أفضع آبادة جماعية بأريف.
حاليا في عصر الجهل و الإذلال يكافئ مرتزقة أريف الفاشية الفاسوية, بقبول فتح أوكار للزاوية, لتدنيس التراب أريفي المقدس بمدماء الشهداء, و منه بلدة المقاومة زغنغن. الزاوية و العصبة هما أعداء لحقوق الأمازيغ عامة و أهل أريف خاصة, و التوسع في أريف, سياسة إستراتيجية تبنتها الزاوية بهدف محاولة غسل دماغ أريفيين, و تخزينه بأفكار مغلوطة و أكاذيب حول "الإستقلال" و الهوية, لتجعل من أريفيين مصابين بمرض ( ستوكهولم سيندروم), يحبون عدوهم التاريخي عوض محاربة قاتل أبناء شعب أريف. العصبة الفاشستية المخزنية المعادية لحقوق الأمازيغ, منذ تأسيسها و هي تدافع عن سياسة إنتهاكات حقوق إمازيغن, الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و اللغوية و السياسية. العصبة عارضت كل المطالب الأمازيغية العادلة, و دافعت عن كل القرارات المنتهكة لحقوق الأمازيغ, كما دافعت عن موقف الزاوية الرافض لترسيم الهوية و اللغة الأمازيغيتين, الذي عبر عنه عباس الفاسي أثناء قيادته لموظفي القصر.
العصبة التي تأسست على أساس عرقي عربي, بأهدافها العرقية من حماية مصالح النظام الكولونيالي الى الدفاع عن القومية العربية, فماذا ستقدم للأمازيغ الشعب المحلي عامة و ساكنة زغنغن خاصة؟
للجيل الحالي من مواطني أريف, معرفة أن العصبة دافعت عن سياسة الإقصاء و التهميش و الإستبداد, و أن أهداف الزاوية و العصبة بأريف تكمن في التستر على جرائم "الإستقلال" و المخزن المرتكبة بأريف, و تحاول حاليا العمل مع المرتزقة الوصوليين و الإنتهازيين المحليين ليس فقط للتستر على الجرائم السابقة, و إنما لإرتكاب جريمة أعظم مما سبق, في حق الطبيعة الإنسانية, و هي جريمة التحول الهوياتي, بالتشجيع على الإستطان و الدينامية في نشر الأفكار المغلوطة و نشر الإيديولوجية الإستعمارية بين صفوف الجماهير الشعبية الأمازيغية أريفية, بأساليب المكر و الخداع, لصناعة الهوية الإستعمارية الزائفة في البلاد التي أستعصيت على دبابات النظام الكولونيالي في إركاعها و إخضاعها طيلة سنوات من الصراع الدامي, المرافق لسياسة الإغتيالات و الإعدامات و الإعتقالات التعسفية و التعذيب الوحشي في سجون النظام الكولونيالي.
أحرار أريف يناضلون بدون هوادة في فضح أهداف الإستعمار و أعوانه, ليس فقط في الخارج وحده, و إنما هم مناضلون ينشطون في كل مناطق أريف, و على عاتق هؤلاء الأحرار المسؤولية الكبرى في فضح جرائم الزاوية الفاشستية بأريف و التصدي لسياستها و سياسة مؤسساتها اللاحقوقية و اللاعمالية و الإعلامية الرجعية و تحركاتها المعادية لحقوق أهل أريف, كما على الأحرار فضح المرتزقة الوصوليين المحليين, و محاكمة عمالتهم للأعداء في المحاكم الشعبية الجماهيرية. بزغنغن أكيد أن جينات المقاومة و العزة القومية مستمرة بين أبناء المدينة, و أكيد أن أصحاب العزة أريفية يرفضون وجود مقرات تابعة للفاشية الفاسية بمدينة الشهداء, و يدعون الى مقاطعة التحركات و المهرجانات الفرجوية الرامية لكسب أصوات أبناء ضحايا الآبادة الجماعية لصالح القتلة الفاشيين.
إقطعوا الطريق يا شعب أريف على المؤسسات الفاشستية السياسوية واللاحقوقية و اللاعمالية, الناشرة لثقافة الوباء القاتل, المدمر للذات الأمازيغية.