هل لدى كمالا هاريس بديل عن سياسة دونالد ترامب الخارجية؟


حازم كويي
2024 / 8 / 29 - 20:13     

الانتخابات الأمريكية:
ترجمة وإعداد: حازم كويي

كانت السياسة الخارجية التي أنتهجها ترامب غير عادية بالنسبة لرئيس امريكي،رغم أنه لم ينجح بأي حال من الأحوال. فمن الأفضل لِكامالا هاريس أن تعمل بشكل جيد لشحذ ملفها الشخصي ورفع مكانتها.
مع إنقشاع ضباب خطاب العبارات لفترة وجيزة في مؤتمرشيكاغو، قالت كامالا هاريس إنها تضمن،من أن الولايات المتحدة ستستمر في إمتلاك "أقوى القوات المسلحة وأكثرها فتكا " وهذا سوف يعزز "القيادة العالمية".
أعطت الشعوب في الشرق الأوسط أو جنوب شرق آسيا أو أفغانستان لنفسها إنطباعاً عما وعدت به. لقد أصبحوا هدفاً لهذه "القوة الأكثر فتكاً " المنتشرة نيابة عن دولة تدعي أنها فريدة من نوعها لدرجة أنها تثير الحق في وضع متميز في هيكل العلاقة الدولية أو "القيادة العالمية".
هاريس ليست بأي حال من الأحوال أدنى من رؤوساء أميركا في العقود الماضية ،بما في ذلك دونالد ترامب وهوسه ب "أمريكا أولاً". وهذا ينطبق أيضاً على الصراع الفلسطيني إلاسرائيلي. حيث قالت هاريس في شيكاغو، إن الحكومة الأمريكية تعمل على إنهاء حرب غزة.
هذه الحكومة، التي تنتمي إليها، تراقب موت أكثر من 40،000 فلسطيني لمدة عشرة أشهر، وقد جعل هذا ممكناً من خلال دعم إسرائيل، مساعدات الأسلحة والوجود العسكري الإقليمي. والسؤال هو كيف تنوي هاريس تحقيق حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وهو ما تدعمه صراحة.
في ظل هذه الظروف أصبحت الصيغة عبارة فارغة تماماً كما تحول نموذج الدولتين الى بناء وهمي، والذين يتجنبون أنصارهم الغربيين استخدام أدوات القانون الدولية من أجل تحقيق ذلك.
هل لا تزال هاريس بديلاً عن ترامب؟ كرئيس أمريكي،أمرفي نهاية 2017 بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، وهو ما تم بحلول مايو 2018. التزام مثير للإعجاب بحقوق الفلسطينيين في تقرير المصير. ولم يتراجع الخلف جو بايدن بسحب هذا التغيير في المكان بقدر ما كان متوقعاً من هاريس إذا فازت في 5 نوفمبر.
إن المعيار الملزم للديمقراطيين والجمهوريين في الشرق الاوسط هو التحزب غير المشروط لإسرائيل.
تمسك ترامب بها بصرامة، وأطلق عليها "السياسة الواقعية " مع دلالات التصريح للخداع. وإعترافه بالقدس برمتها لإسرائيل،أنتزعها من الفلسطينيين الذين طالبوا بجزء من المدينة (القدس الشرقية) لإقامة دولتهم. الرسالة: عندما نتحدث عن دولة فلسطينية، فإننا نفعل الكثير لمنع حدوث ذلك.
بالمناسبة،تم نسيان "عقيدة ترامب الواقعية" التي تبناها بشكل خاطئ وبسرعة كبيرة. قبل كل شئ، تستحق المقارنة مع دول العالم اليوم.
في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2018، وصف ترامب نهجه على النحو التالي: "بموجب السياسة الأمريكية المتمثلة في الواقعية مع المبادئ، يجب أن نفهم أنه ليس لدينا عقائد قديمة، وأيديولوجيات فقدت مصداقيتها وما يسمى بالخبراء، الذين كانوا مخطئين على مر السنين وأحتجزوها كرهائن".
وفقًا لذلك، رأى ترامب كرئيس، أنه من المناسب الحفاظ على العلاقات الفردية مع الدول أو التعامل معها كحالة فردية دون أن يسترشد كثيراً بعقلية المعسكرأو الولاء لتحالف.وقد مارس ذلك في دبلوماسيته تجاه كوريا الشمالية، والتي أدت إلى عقد ثلاث لقاءات مع الرئيس كيم جونغ أون بين عامي 2018 و 2019 وأسفرت على الأقل عن إعادة رفاة الجنود الأمريكيين الذين قتلوافي الحرب الكورية (1950-1953).
وتم تعليق المناورات في كوريا الجنوبية مؤقتاً،وبطبيعة الحال لم يحدث أي تقدم على مستوى الضمانات الأمنية الأمريكية لبيونغ يانغ ضد التخلي عن برنامجها النووي.
دون مراعاة مصالح الحلفاء وأخذها في الإعتبار، أعلن ترامب عن إلغاءه العقد النووي مع طهران في مايو 2018وفي إجراء أُحادي الجانب تماماً،وركز على "الحالة المعزولة" لإيران. كانت هذه السياسة الخارجية جديدة وغير تقليدية عندما أخذت في الاعتبار ومع ميلها نحوأولوية "العلاقات الفردية" التي تقاس فقط بإحتياجات الولايات المتحدة،واخذت في الإعتبار حقيقة أن العالم المتعدد الأقطاب لا يزال فوضوياً للغاية بحيث لايمكنه العمل كنظام عالمي مع المعتاد .
ولم يتغير هذا على الإطلاق عام 2024، بل على العكس سيتعين على هاريس أن تقدم إجابة تتجاوز التقارب عبر الأطلسي.