في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور(ج 2)


مرتضى العبيدي
2024 / 5 / 11 - 18:42     

لقد ولدنا في خضمّ النضال ضدّ التحريفية (الجزء الأول)

لفهم الظروف التي ولد فيها حزبنا، من الضروري فهم الأحداث التي وقعت داخل الحزب الشيوعي الإكوادوري السابق، وتأثير نضال الثوريين بالإكوادور ضد التحريفيين الخروشوفيين الذين استولوا على السلطة في الاتحاد السوفييتي.
في الإكوادور، لم تظهر المعركة ضد التحريفية والدفاع عن الأفكار الثورية بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي. إذ قامت قيادة الحزب الشيوعي السابق (PCE)، برئاسة "بيدرو سعد"، في الأربعينيات من القرن العشرين، بنشر أفكار الأمين العام للحزب الشيوعي الأمريكي، "إيرل براودر" (Earl Browder)، الذي اقترح إعطاء الأولوية قبل كل شيء للنضال من أجل السلام؛ ومنح ثقة مطلقة في الإمبريالية الأمريكية التي "تَوَافق" معها في النضال ضد الفاشية. لذلك، كان علينا التقليل من الصراع الطبقي الداخلي في كل بلد؛ ومنح الثقة في النظام الاقتصادي الأمريكي لحل مشاكل الجماهير والتقدم شيئا فشيئا نحو ثورة سلمية وبطيئة؛ ومعارضة اندلاع الصراعات الطبقية. وأخيراً صهر الحزب الشيوعي في الجبهات الوطنية والمنظمات الاجتماعية التي يتقاطع معها.
وقد أثرت هذه الأفكار على سياسة التعاون مع البرجوازية التي طورها الحزب الشيوعي الإكوادوري خلال أحداث "جلوريوسا" (Gloriosa) في عام 1944، والتي انتهت بقبول نقل السلطة إلى "فيلاسكو إيبارا" والمشاركة في الحكومة البرجوازية الجديدة.
إن هزيمة الحركة الشعبية في 28 مايو 1944، وكذلك السياسة التعاونية التي روجت لها قيادة الحزب الشيوعي الاكوادوري السابق، تعني أنه على الرغم من المشاكل الخطيرة التي واجهها العمال والشعب، في الفترة من 1946 إلى 1959، لم تتمكن الحركة الثورية من التطور. على الرغم من أن الظروف كانت مهيأة لتحقيق قفزة إلى الأمام في النضال ما قبل الثورة، إلا أن سياسة المصالحة منعت تطور المنظمات الاجتماعية من التقدم، ولم يمكن دمج النضالات المعزولة التي كانت تجري في العديد من مقاطعات البلاد في أعمال وطنية كبرى.
اهتمت القيادة الانتهازية بقيادة سعد بالمشاركة في الانتخابات وليس بالقيام بالثورة، وبذلت كل ما في وسعها لضمان ترسيخ ممارسة انتهازية، من خلال خداع الجماهير، أدت إلى أن يصبح بيدرو سعد عضوا وظيفيا في مجلس الشيوخ. ومن البرلمان، بدلا من تحويل الموقع إلى سلاح لصالح العمال، أصبح مركزا للتسوية والتوافق مع البرجوازية. وقد أدت السياسة التي روجت لها القطاعات الثورية داخل الحزب الشيوعي القديم إلى تضييق الخناق على سعد ودفعه إلى الرفض العلني للأطروحات "البرودرية" التي كان يدافع عنها بشدة.
أدى انتصار "الثورة الكوبية" إلى تعميق الجدل داخل الحزب الشيوعي الإكوادوري القديم بين المواقف الثورية والتحريفية. وعلى الرغم من أن قيادة سعد دعمت في البداية تشكيل الاتحاد الثوري للشباب الإكوادوري (URJE)، إلا أنها انتهت إلى إدانة ومهاجمة جميع القادة أو المناضلين الذين يدافعون عن الكفاح المسلح كطريق للثورة، وفقا لأطروحات الخرشوفية.
أدت المواقف التحريفية لسعد وزمرته بين عامي 1962 و1963 إلى أزمة كبيرة داخل التنظيم، مما دفع الغالبية العظمى من المناضلين إلى التنصل من القيادة الوطنية الانتهازية بقيادة سعد. واتجه الصراع بين الشيوعيين والتحريفيين نحو القطيعة. (يتبع).
صحيفة "الى الأمام"، العدد 2079، من 17 إلى 23 يناير/جانفي 2024