يوم هاتفت سكرتير الله


إلياس شتواني
2024 / 4 / 20 - 23:20     

تناولت هاتفي بيدي وعلى محياي ارتسم الغضب والانفعال؛ ثم اتصلت مجددا بالله.. فقير اليك.. حرفيا فقير سبحانك..
كان الخط مشغولا في البداية كالعادة، فقد حاولت عدة مرات قبل أن يجيبني سكرتير الله..
"نعم"، صاح صوت ذكوري بخشونة.. الملاك السكرتير.. كانت امرأة في المرة السابقة..
"هل الله موجود؟"، سألته باضطراب بالغ.. الله.. في كل زمان ومكان.. الأزلي.. السرمدي.. الذي ينزل عن عرشه.. كيف أمكنني سؤال ذلك؟؟ أخرق.. أحمق..
"نعم هو موجود، ولكنه لا يود أخذ أي مكالمات حاليا." أجابني السكرتير بحدة بالغة.. أحسست بالامتعاض.. كأني أتطفل.. كأني غير مرغوب فيه.. كأني حثالة بشرية.. لا أهمية.. أموت ثم أقبر.. أصير دودا وترابا.. تخيل معي..
"متى يمكنني معاودة الاتصال؟" سألت مرة ثانية.. حاولت الالحاح في الطلب.. أليس هذا ما يقولون.. الالحاح في السؤال.. رغم الكتاب والقدر.. حديث ابن مسعود.. شقي أم سعيد..
"لا أعلم! حاول في وقت آخر!" أجاب السكرتير وفي صوته ضحكة مكبوتة.. ضحكة ماكرة.. ساورني الشك.. هل يستدرجني.. الشك المحرم.. المراء.. تبا لي..
عندها أغلق الخط في وجهي..
لم أفهم أي شيء..