المتاجرة بعنوان علي - ع -


وليد عبدالحسين جبر
2024 / 3 / 30 - 10:41     

ونحن نعيش هذه الايام ذكرى استشهاد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، فتشت في مكتبتي عن كتاب يجعلني اقرأ علي في ايامه ، و اصابتني الحيرة ، هل اقرأ ما كتبه عنه علي الوردي من فصول في بعض كتبه ، ام اقرأ ما كتبه عزيز السيد جاسم في علي سلطة الحق ام اقرأ ما كتبه مرتضى مطهري ام ما كتبه محمد جواد مغنيه ام هاشم معروف الحسني ام جورج جرداق ، فأن عن علي " ع " ركن خاص في مكتبتي الشخصية مزدانة بشرح نهج بلاغته لأبن ابي الحديد و محمد جواد مغنيه ومحمد عبده ، غير انني تذكرت ان هناك كتاب مهم جدا للمفكر الثائر علي شريعتي قرأته قبل "١٨" عام تقريبا كان بعنوان " علي في محنه الثلاث : محنة التاريخ / محنة التشيع / محنة الانسان " فقلت هكذا كتاب قرأته في مرحلة معينة من الوعي ومضى على هذه القراءة اكثر من عقد من الزمن ، يستحق ان اعود اليه واقرأه مجددا ، فمددت يدي الى المجموعة الكاملة لأعمال علي شريعتي ، وبالتحديد المجلد الثاني منها الذي يضم هذا الكتاب الثري عن علي " ع " وقد كانت هذه الاعمال الكاملة وكذلك الكتاب الذي كان مطبوع بشكل مستقل بهذا العنوان " علي في محنه الثلاث " والذي قرأته قبل اكثر من عقد كما اسلفت من طباعة وترجمة ونشر دار الامير وكعادتي في البدء بمطالعة الكتاب رحتُ اتصفح فهرس عناوينه ومقدمته ، واذا بي اجد نفسي قد وقعت ضحية المتاجرة من قبل دور النشر باسم وعنوان علي " ع " لإنني في عام ٢٠٢١ كنت اتجول في معرض بغداد الدولي للكتاب ، فجذبتني الى احدى دور النشر التي تعرض الكتب اعلان واضح ان دار لاوكون ، توفر كتب مترجمة جديدة للمفكر علي شريعتي ولكوني من عشاق هذا الكاتب الذي مثلت كتاباته عند قراءتي لها قبل اكثر من عقد ، بداية الوعي الذي امتلكته بسببه ، لذا مباشرة رحت ملهوفا لاقتناء هذه العناوين التي كانت عبارة عن كتيبات صغيرة في حجمها الا ان اسعارها غالية جدا ، و تحت سطوة حب كتابات علي شريعتي اقتنيتها مرغما ، وكان احد هذه الكتيبات علي وحيدا وبفعل تقادم الايام لم اشعر عند تصفحي اياها ان هذا فصل من كتاب شريعتي علي في محنه الثلاث ، رأت دار النشر لاوكون ولغرض تجاري ربحي ان تقتبسه من كتاب علي في محنه ، وتطبعه في كتيب مستقل ، وحينما عرفت هذه التجارة بعنوان علي " ع " وفكر علي شريعتي والتي ادت الى تضليلي في شراء فصل من كتاب هو عندي اصلا ، ابتسمت وقلت بيني وبين نفسي ، حتى انتم تجار الكتب وناشريها تتجارون بعنوان علي ، تصورت ان الساسة الذين حصلوا على المواقع والحكم فقط من تاجر بعلي واذا اجد الكثير ممن يجعل من عنوان علي بابا لتجارته كي يمرر بضاعته على الناس تحت هذا العنوان .
ولكن الكتب عن علي نور وتكرارها بأكثر من نسخة في مكتبة ما مصداقا للآية القرآنية نور على نور .