الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينينيّ - الماويّ ): 8 مارس، اليوم العالمي للإعداد للثورة و لا شيء أقلّ من ذلك !
شادي الشماوي
2024 / 3 / 7 - 00:23
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينينيّ - الماويّ ): 8 مارس، اليوم العالمي للإعداد للثورة و لا شيء أقلّ من ذلك !
cpilmlm.org
إنقضت 45 سنة منذ التمرّد على قانون الخميني للإرتداء الإجباري للحجاب . و كان ذلك القانون بمثابة إعلان حرب على النساء من قبل الجمهوريّة الإيرانية التيوقراطية الفاشيّة – و هذه الحرب لا تزال دائرة . و خلال هذه ال45 سنة ، شهدت مقاومة النساء نقاط إنفجار على غرار تمرّد " المرأة ، الحياة ، الحرّية " . إلاّ أنّ المقاومة لم تستطع أن تتخطّى ذلك إلى إنجاز ثورة تطيح بالنظام الإسلاميّ . و المسألة هي إلى أيّ مدى سنظلّ نتمرّد ضد ظروف الإستعباد ؟ و كما نعلم ، أقصى ما يمكن أن تبلغه هذه التمرّدات هو أن تهزّ سلاسل العبوديّة و لا تكسرها . الحاجة إلى الثورة صارخة ! كيف يجب أن نتصرّف للإعداد إلى الثورة و كيف نحقّقها في الواقع ؟ هل سنسمح لنظام رجعيّ آخر أن يحلّ محلّ هذا النظام الإضطهادي الرجعيّ كما حدث قبل 45 سنة ؟ هل سنسمح لكارثة أخرى أن تحدث ؟ إن كانت الإجابة بلا ، فما هو الدور الذى ستنهض به سلطة النساء كقوّة محرّكة للثورة ؟ و كيف نعدّ الآن لثورة و حرب ضد هذا النظام ؟
مع الإطاحة بنظام الشاه و صعود الجمهوريّة الإسلاميّة إلى السلطة ، إتّخذ إضطهاد النساء أشكالا أفظع حتّى . فقد أوجدت الجمهوريّة الإسلاميّة مزيجا خاصا من العلاقات الإجتماعيّة الإسلاميّة / الشبيهة بالعبوديّة و العلاقات الرأسماليّة -الإمبرياليّة التي ضاعفت من قيود إستعباد النساء . و قد بيّنت 45 سنة من الحكم التيوقراطي في إيران أنّه حيثما تكون الأصوليّة الدينيّة في السلطة ، ستكون البطرياركيّة / التفوّق الذكوري و العنف الكاره للنساء سائدين .
و يشهد إضطهاد النساء و تشهد العلاقات الاجتماعية البطياركية / للتفوّق الذكوري إنتشارا و إشتدادا عبر العالم قاطبة . و في الواقع ، هذه ظاهرة عالميّة للنظام الرأسمالي وهي جزء من سيره العادي . لكن في العقود القليلة الماضية ، جدّت تغيّرات كبرى في إطار النظام الرأسمالي العالمي جلبت النساء إلى المجال الاقتصادي بطريقة لم يسبق لها مثيل ، فحوّلت و " أنّثت " قوّة العمل و " أنّثت " الفقر . و هذه الظواهر العالميّة تشمل إيران أيضا . و قد أحدثت هذه التغيّرات إرتجاجات في هياكل علاقات التفوّق الذكوري / البطرياركيّة ، و ردّا على ذلك ، إرتأت الطبقات الحاكمة في بلدان " شمال الكوكب " و كذلك في بلدان " جنوب الكوكب " و بصفة متصاعدة التشديد على بناء الأسرة و على القيم التقليديّة . و قد إنطوى هذا على إعادة تأكيد الحقّ الذكوري و تغذية ثقافة الكره للنساء المستقلاّت ، و القتل و التعذيب الحكوميّين لفرض إجباريّة إرتداء الحجاب ؛ و فى الولايات المتّحدة ، تمّ إلغاء حقّ الإجهاض لفرض تنشأة الأطفال .
و قد أضحى خطّ صدع إضطهاد النساء المثال الأسطع لمدى الفساد / فوات أوان التام حقّا للنظام الرأسمالي . و خطّ الصدع هذا و حركته و تطوّره ، يفرزون بإستمرار قوى إجتماعيّة على الصعيد العالمي يرتهن تحريرها بالإجتثاث الثوريّ لعلاقات الملكيّة التقليديّة و طُرق التفكير التقليديّة – خطّ الصدع يمكن أن يرجّ رجّا النظام الرأسمالي العالمي بإنفجارات كبرى ، و يعزّز من إمكانيّة الإطاحة به .
و هذه القوى المحرّكة ذاتها و حركة الرأسماليّة اللتين يصعّدان من إضطهاد النساء و يحوّلانه إلى خطّ صدع جدّي بالنسبة إلى النظام الرأسمالي وضعا الإنسانيّة في مفترق طُرق سمّاه القائد الثوري بوب أفاكيان في تحليله المتميّز و اللامع بظرف سيفرز إمّا " مستقبلا فظيعا أو مستقبلا تحريريّا حقّا " . و ديناميكيّة النظام الرأسمالي الإمبريالي ذاتها تفضى إلى حصول تغييرات لا تتوقّف في العالم تضع النظام نفسه في خطر كبير . و يعدّ إضطرار إمبرياليّة الولايات المتّحدة و حصنها العسكري في الشرق الأوسط ( إسرائيل ) إلى إقتراف إبادة جماعيّة في غزّة ، و الحرب بالوكالة بين الإمبرياليّين الروس و حلف الناتو في أوكرانيا ، من العلامات التي تدلّ على حاجة العالم إلى إعادة تنظيمه من جديد . لكن نتيجة إعادة التنظيم هذه لا يجب أن تُترك إلى الإمبرياليّين و الدول الرجعيّة مثل إيران و إسرائيل و الباكستان و تركيا و أفغانستان إلخ فهي دول عميلة لهذه أو تلك القوة من القوى الإمبرياليّة ، وهي تخدم النظام الرأسمالي العالمي . و إنشاء عالم جديد عمليّة ينبغي أن تضطلع بها شعوب العالم بواسطة القيام بثورات شيوعيّة . و إلاّ فإنّ الوضع الراهن سيؤدّى إلى مستقبل " فظيع " حقّا .
إنّ الحروب المدمّرة و الإبادة الجماعيّة و تمرّدات الشعوب في أنحاء مختلفة من العالم أمثلة عن كيف تحصل تطوّرات مستمرّة في العالم وهي تقوّض أطر الدول الإمبرياليّة و تتسبّب لها في إخفاقات تعدّ الأرضيّة للإطاحة بها .
لكن طريق اثورة لا يزال مغلقا فالسير العادي للرأسماليّة و سياسات السلطات الحاكمة جعلت نص الإنسانيّة الأنثوي هدف هجماته الوحشيّة التي تمضى أبعد من الإختلافات الطبقيّة الموجودة في صفوف هذه المجموعة المستهدفة ذاتها . و لسوء الحظّ ، الغالبيّة العظمى من هذه القوّة الإجتماعيّة التي هي في حاجة مريعة إلى الثورة ، لا تعلم أيّ شيء عن الثورة و طريقة إجتثاث إضطهاد النساء و كيفيّة إنشاء مجتمع يكفّ فيه الناس عن أن يكونوا منقسمين إلى طبقات و إلى " نساء " و " رجال " و إلى أعراق و أمم متباينة .
الوقت متأخّر ! لنستعدّ و نعدّ الشعب لأحداث بالغة الأهمّية
على نحو إستعجالي يجب أن نقوم بتدخّلات ثوريّة – على نطاق واسع و كذلك على نطاق ضيّق – في تمرّدات النساء و يجب كسبهنّ إلى الحركة التي تهدف إلى الإعداد إلى ثورة شيوعيّة تستند إلى الشيوعيّة الجديدة : حركة من أجل الثورة !
هذا أمر ضرورته ملحّة لأجل تحرير الإنسانيّة جمعاء . و بالقمع الدمويّ لتمرّد جينا و ما تلاه من جزر ، شعُر الكثيرون بالإحباط و اليأس . و لئن كانوا يملكون فهما علميّا للوضع و للطريق إلى الحلّ الوحيد - أي الثورة - كان يأسهم ليكون أقلّ. و بالتالى ، يجب أن نرفض السلبيّة السياسيّة . فالوضع في إيران و في العالم سيشهد تغيّرات بشكل ثابت . و عبر العالم ، ينتظرنا إضطراب و فوضى كبيرين . و دون فهم سبب حدوث هذا و كيف يرتبط بالقمع و الإستغلال المنفلتين من عقالهما ضد عشرات ملايين الناس في إيران ، و جرائم الجمهوريّة الإسلاميّة ضد النساء ، و الحلّ الحقيقيّ و طُرق التوصّل إلى ذلك ، لن يفهموا أبدا [ المشكل و الحلّ الحقيقيّين – المترجم ] .
و تشعر الجماهير الشعبيّة بعمق بالحاجة إلى تغيير راديكالي . و لكي يروا أنّ هناك طريقة حقيقيّة للقيام بمثل هذا التغيير ، يجب أن نناضل ضد النظرات الخاطئة ، السياسيّة منها و النظرات إلى العالم السائدة في صفوف الجماهير . يجب أن تفهم فهما علميّا أنّه ما من شيء إيجابي يمكن كسبُه بالوقوف إلى جانب جمهوريّة إيران الإسلاميّة أو إلى جانب الإمبرياليّة الأمريكية . كلّ من يمقت الإمبرياليّة الأمريكيّة يترتّب عليه أيضا أن يمقت الجمهوريّة الإسلاميّة و كلّ من يمقت الجمهوريّة الإسلاميّة يترتّب عليه أيضا أن يمقت الإمبريالية الأمريكيّة . هذا جزء لا يتجزّأ من الأرضيّة السياسيّة للتحرير في إيران ، و هو جزء حيويّ لتشكل " حركة من أجل الثورة " . لا بدّ من كسر قفص النظرات القوميّة في صفوف النشطاء السياسيّين و الجماهير الشعبيّة حتّى تتمكّن من تحرير نفسها من حدودها الفكريّة .
عندما تصبح قادرة على النظر إلى واقع العالم نظرة علميّة دقيقة و عميقة ، عندئذ سترى من جهة كيف أنّ الجمهوريّة افسلاميّة و إسرائيل و القوى الإمبرياليّة " الغربيّة " و " الشرقيّة " متشابكة تمام التشابك ، و من الجهة الأخرى ، مدى تشابك [ مصالح – المرتجم ]عديد مليارات المضطهَدين في العالم . و ستشعر من كلّ قلبها بالمعنى الحقيقيّ ل " الأمميّة يجب أن تشمل الجنس البشريّ " ، و ستحتفظ على الدوام بهذا الشعور القائم على أساس في الواقع الماديّ .
و أيضا يتوجّب عليناأن نستبعد سياسات الهويّة و السياسات النسبيّة و كافة أشكال النشاط التي تمثّل إهدارا للوقت ، و تلك النساء ذات الأوهام الديمقراطيّ البرجوازيّة و اللواتى تنتظرن من السلطات الحاكمة و المؤسّسات " العالميّة " أن تلقى أكثر من نظرة على " حقوق النساء " فهنّ في أفضل الأحوال من الساذجات اللواتى إعتدن على عبوديّتهنّ و هنّ يدعون الآخرين للإعتياد عليها بدورهم . و تحاول هذه التيّارات أن تدفع بديل الثورة الحقيقي إلى خارج الركح و تطرد الشيوعيّين الثوريّين من مجالات النضال . و عقد تسويات مع مثل هذه التيّارات الرجعيّة لا تخدم سوى تعزيز سلاسل العبوديّة .
لا شء عدا الشيوعيّة الجديدة بوسعه أن يوفّر إلى الجماهير الشعبيّة و إلى الذين يبحثون حقّا عن فهم " ما هو المشكل و ما هو الحلّ " فهما علميّا للواقع . و كلّ من يرغب في أن يكون مقاتلا / مقاتلة في سبيل تحرير الإنسانيّة يتعيّن أن لا يهدر أبدا حياته / حياتها في النشاط مع حركات هدفها كلّ شيء آخر عدا التغيير الراديكالي للمجتمع ، و هي تفتقد إلى إستراتيجيا مطوّرة تطويرا جيّدا و إلى تنظيم جيّد التخطيط للقتال . و هذه الطُرق الأخرى ستحكم على الناس بالبقاء في إطا الوضع السائد و ستكون النتيجة حقّا رهيبة .
لقد وجّه تمرّد جينا صفعة قويّة لقلعة و حصن الإستعباد البطرياركي / التفوّق الذكوري في إيران ، و وفّر مؤشّرا أوّليّا للقدرة الهائلة للنساء على أن تكنّ القوّة التحريريّة للإنسانيّة ، و يمكن أن تُمسي رأس حربة ثورة تسعى إلى إجتثاث كلّ الإضطهاد و الإستغلال الذين يحيطان بنا . و الشرق الأوسط ، و إيران و العالم بأسره يعرفون مخاضا بأحداث ضخمة ، غير متوقّعة . و في كلّ هذه الأحداث ، برنامج الثورة الشيوعيّة و القوى المنظّمة يجب أن يكونا على مسرح الأحداث ، حتّى و إن كان الشيوعيّون الثوريّون ( حاليّا ] قوّة صغيرة . يجب أن يكونوا هناك و أن يساعدوا الناس في السباحة ضد التيّار و في تقدير الفرص الثوريّة الكامنة في ثنايا هذا الوضع . إبلاغ أنّ " الثورة هي الحلّ الوحيد ! " و واقع أنّ بإمكان الإنسانيّة في هذه اللحظة بالذات أن تعبّد الطريق إلى التقدّم بهذا الحلّ مع الشيوعيّة الجديدة ، إبلاغ هذا إلى المتمرّدين و المتمرّدات – إلى تمرّدات جينا و غيرها من التمرّدات التي تلوح في الأفق يهدف إلى التقدّم بمنابر جديدة لخطّ ثوريّ حقّا في كلّ ركن من أركان المجتمع .
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) – مارس 2024