حول تقرير كريم جبار الناصري
داود السلمان
2024 / 2 / 4 - 11:30
في ملتقى تجديد
(للآن نحن مكبلون) للشاعر داود السلمان
كريم جبار الناصري – بغداد
احتفى (ملتقى تجديد) بجلسته الثانية في المركز الثقافي البغدادي، أصبوحة يوم الجمعة 2/ 2 / 2024 بالكاتب والشاعر داود السلمان وبمجموعته الشعرية (للآن نحن مكبلون) الصادرة عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق.
دار الجلسة القاص د. كريم صبح حيث قدم سيرة ومنجز الضيف قائلا: "ضيفنا تولد 1967 بغداد: له بصمته الشعرية في منجزاته (ميلاد العواصف 2003 ودفء الثلج 2010 و للآن نحن مكبلون 2023).. له دراساته المطبوعة (الغجر في العراق: دراسة أنثروبولوجية/ حسين علي محفوظ سنوات موغلة بالإبداع / الشيخ الثائر أبا ذر الغفاري) له مخطوطات (التسامح في القران) الإسلام والطقوس الجاهلية/ الله في فكر عمر الخيام) السلمان عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق وعضو نقابة الصحفيين، وشغل مناصب إدارية متعددة منها سكرتير تحرير صحيفة الحقوقي العراقي.
حديث الضيف:
تحدّث الضيف في الجلسة شاكرًا الملتقى لاستضافته ومرحبا بالحضور ونوه عن الملتقى" بما إن أسم الملتقى تجديد فلابد أن نعبر نحو التساؤلات الفكرية والسياسية والثقافية القديمة؛ فهناك القديم بقى يراوح في مكانه وحيانا المبدع كذلك، إذن ما هو الحل هو(التجديد) وتسليط الضوء على من لم يسلط الضوء عليه، وعدم تسليط الضوء يرجع لعدة أسباب كثيرة ومنها الطائفية، حتى المؤسسات الثقافية لم تسلط الأضواء على البعض لكونها تريد المثقف والأديب مؤدلج.
حوار..
حاور مدير الجلسة الضيف وطرح عدة أسئلة منها (ما هو طبيعة عملك في الصحافة ؟.. كل قصيدة ولادة فأي ولادة هنا أحب أليك ؟ من أنت داود السلمان الفيلسوف الشاعر أم الشاعر الفيلسوف ؟ ما طبيعة اللحظة الشعرية عند داود؟ لو خير لي اختيار العنوان لكنت اخترت (من سجلات البتاويين) كعنوان فهي تحكي تاريخ العوز والفقر والجوع وفيها أدب.؟ رد الضيف عن التساؤل" بعد التغيير فتح المجال لتأسيس المجلات والصحف فكل مجموعة قامت بفتح صحيفة أو مجلة فالحقوقيين العراقيين فتحوا مجلة الحقوقي العراقي وكنت سكرتير التحرير في تهيئة الملفات عدا التصحيح اللغوي والأمور القانونية يديرها غيري. وفي جانب القصيدة الولادة والأحب هناك عدة منها (لا احد يتكهن / السادرون يثيرون الأسئلة / من يوقف الهذيان / هذيان في زمن كورونا ) وقراء الشاعر مقاطع من قصيدتين وهي (رغبات بالغة التعسف و من سجلات البتاويين).. أما الحالة المعرفية الفلسفية فكل إنسان كان له كراهية للفلسفة فسوف يكتب معلومات عن الفلسفة. إذا الفلسفة تعني الحياة ونعرف الحقيقية المغيبة والوجود وكيف نفهم الآخرين من خلالها. وعن اللحظة الشعرية قال: " كل الأطر تأتي بالدهشة فهي أسباب الوجود فتأتي الفكرة واكتب القصيدة.. فقصيدة من سجلات البتاويين كتبتها بشعوري الخاص وهناك أشخاص هم حقيقيون." ومن ثم قراء مقطع منها.
مداخلات..
كان للحضور مداخلات فتداخل (الناقد والكاتب سعد السوداني) مؤكدا "المجموعة الشعرية المتخمة بصور ومشاهدات حزينة ومؤلمة ملتقطة من الواقع الاجتماعي والسياسي منذ فترة الثمانينات وكان الشاعر يحمل كامرة ويصور تلك المشاهد.. وتحدث الناقد عن جانب المرأة في المجموعة وقال: "هناك صور ايجابية وسلبية حملتها القصائد ففي المجموعة اثنان وعشرون قصيدة، وأربع عشر قصيدة لم ترد فيها المرأة فثمان قصائد وردت المرأة فيها وكان هناك صور ايجابية رائعة وجميلة وهناك صور سلبية والتي لا تعبر عن ذات الشاعر بل عن النص. وكان للناقد سعد رأي وهو "لو خيرت أن أحول هذه المجموعة إلى قصص قصيرة جدا، لان كل صورة فيها ومضة قصصية.
الكاتب والشاعر(أحمد البياتي) له مداخلته... تحدث عن الشاعر داود بقوله "اعتقد انه محقا في كل مفردة دونها فقد استطاع أن يكون هذا الوجع، كون فيها الواقع الذي يعيشه، وحين يكتب لأنه جزء من المجتمع فلذلك الأحداث التي يعيشها تهم الجميع، فحاول الإمساك باللحظة ودونها.. وأشار البياتي " لا احد يستطيع أن يكتب دون أن يمسك بأدواته الشعرية، الشعر الذي لا يستشعره الشاعر ليس بشعر والشاعر الذي يمتلك أدواته الشعرية والفكرية والفنية ينتج لنا شعرا، فالصورة الشعرية حين تكون معبرة وصادقة تأخذ طريقها الى المتلقي، فحين أقرا أحس بالوجع، عرفت داود لوقت طويل عرفته ليس شاعر، فقط فوجدته يكتب في الفلسفة وطلبت منه أن يكتب العمود الثقافي، فاستطاع أن يكتب باقتدار ولغة داود يفهما الجميع فيكتب ما يعيشه الناس ويستشعره.
أما الناقد (محمد يونس) اعد ورقة معنونة (داود السلمان المبدأ والاستعارة) جاء فيها عدة محاور نأخذ منها المحاور " (المبدأ اللغوي والمبدأ الوجداني والمبدأ الاستعاري) فعن المبدأ اللغوي هناك نقاط له، وهي الشكل الهندسي للجملة الشعرية والتعبير المشترك بحذف النسب وكفالة الاستعارة للقصد الموضوعي.. وعن المبدأ الوجداني وضح الناقد "هناك أمور في الشعرية ومنها علة وأسباب الاحتجاج الشعري وتفويض الخطاب لمواجهة التناقضات الكبرى ومن الذات نحو النص.. وعن محور المبدأ الاستعاري دون الناقد بعض النقاط منها" المهام الشكلية للاستعارة وجاء فيها البعد الوظيفي والمظهر اللغوي والإدراك المباشر ونقطة المعنى المفاهيمي والتوصيل اللغوي فهناك الترابط بين معنى وأخر والمشتركات المعنى العام والخاص والتقابل والواجهة أما في نقطة نسب الاحتمال والتفاوض جاء فيها" التواري المحكم وقابلية الاستعارة على التفاوض وجدارة الإبدال وختم ورقته بـ " أتمنى أن يتفرد بذاته فهو منهمك بالآخرين بشكل غير مناسب وعليه أن يمتلك ناصية تلقي تبحث عن قيم أدبية وفي التفرد الفني يميز الشاعر.
الكاتب المسرحي والقاص (عبد السادة جبار) كان له تساؤلات منها هل شعرت في حياتك بالخيبة من خلال كتاباتك ؟ ولو قدر لك أن تعود الى وضعك قبل التغيير هل تفكر باختيار طريق غير هذا الطريق؟.. أما الروائي (عزيز الشعباني) قدم ملاحظة عن الفكرة الكتابية.. وتداخل احد الحضور (حسن ناصر) بقوله الشاعر داود متمكن وعميق الثقافة وفيلسوف حقيقي يعيش هموم مجتمعه وبرغم مشاهدتي له لأول مرة، فهو يستحق الاحترام والتقدير، لأنه مبدع وشجاع يقول الحقيقة بدون تحفظ أو مجاملة.
ختاما.. رد الضيف على مداخلات الحضور بـ " شكرا للحضور والمداخلين وأنا قطعا مع المرأة وما جاء بالنصوص، هو تماشي مع النص وكل الإبداعات هي مخيبة للآمال ولو خير لي ورجعت الى الوراء لاخترت الفلسفة والفكر الديني" قدمت شهادة تقديرية من قبل رئيس المنتدى الروائي والقاص (مهدي علي ازبين ) ودرع الإبداع من قبل د. عبد الكريم المصطفاوي تقديرا للضيف ومنجزه الإبداعي.