حركة التحرير الوطني الفلسطينية (فتح) في الذكرى (59) لانطلاقتها
ابراهيم خليل العلاف
2024 / 1 / 1 - 17:21
والمدونات التاريخية تذكرنا بأنه في اليوم الاول من كانون الثاني - يناير سنة 1965 صدر البيان الاول لحركة فتح الفلسطينية وبداية الثورة المسلحة.
وفي كتاب الدكتور ابراهيم خليل العلاف الموسوم ( تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر ) صدر عن دار ابن الاثير للطباعة والنشر بجامعة الموصل سنة 1985 وقفت عن ما اسميته الثورة الفلسطينية 1965 قلت على الصفحة ( 220) انه في اليوم الاول من شهر كانون الثاني 1965 اعلنت القيادة العامة لقوات العاصفة عن عمليات عسكرية داخل عدة مناطق في فلسطين المحتلة .وكانت تلك هي الشرارة الاولى التي قالت للعالم بأن شعب فلسطين وان شرد ،فإنه لم يمت ولم يقبل واقع الهزيمة .وقوات العاصفة هي الجناح العسكري لمنظمة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي شقت طريق الكفاح المسلح وتبعتها منظمات فدائية اخرى صارت ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية .وقد بذلت خلال الفترة من 20 -24 ابار - مايو سنة 1966 محاولات لتوحيد المنظمات الفدائية ولكنها لم تنجح .
وبعد حرب حزيران 1967 وانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الرابع في القاهرة ما بين 10-17 تموز - يوليو 1968 جرت تعديلات مناسبة على الميثاق الوطني والنظام الاساسي. وبموجب هذه التعديلات اصبحت تشكيلة منظمة التحرير تقوم على اساس قيادة المنظمات الفدائية لها بقيادة فتح. وقد شكلت هذه العملية خطوة متقدمة من اجل تحقيق الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني وتطوير الكفاح المسلح والتفاف الشعب حول الثورة.
كان المجلس الوطني الفلسطيني الرابع حدثا مهما في تاريخ فلسطين المعاصر فقد شاركت في اعماله كل المنظمات الفلسطينية منها فتح وجبهة تحرير فلسطين والهيئة العاملة لدعم الثورة وجبهة ثوار فلسطين وجبهة التحرير الشعبية الفلسطينية ومنظمة طلائع الفداء والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وممثلين عن جيش التحرير والاتحاد العام لطلبة فلسطين والاتحاد العام لعمال فلسطين.
وفي شباط -فبراير سنة 1969 انعقد المجلس الوطني الخامس في القاهرة وانتخب ياسر عرفات ابو عمار رئيسا للجنة التنفيذية. اما المجلس الوطني السادس فقد انعقد للفترة من 7-9 ايلول - سبتمبر سنة 1969 في القاهرة وضم المجلس (112) عضوا يمثون جميع المنظمات الفلسطينية تقريبا وفي هذا المجلس أعلن لأول مرة ان هدف الكفاح الفلسطيني هو التحرير الشامل والكامل لفلسطين واقامة الدولة الفلسطينية.
وبعد تلك الدورة اشتدت التحركات وزادت المخططات المعادية للمقاومة الفلسطينية ووقعت احداث 1970 بين المقاومة والسطات الاردنية وجرت مياه كثيرة من تحت جسر التحرير وانفرط عقد الوحدة بين الفلسطينية ووقعت اتفاقيات اوسلو وظهرت حركة المقاومة الاسلامية وحدثت حرب غزة التي ما نزال نعيش اجواءها واثبتت الوقائع ان شعب فلسطين لا يمكن ان يموت وان جيلا بعد جيل يسعى من اجل التحرير وتكوين الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وهذا ما تم الاتفاق عليه عربيا والى حد ما فلسطينيا لكن الغرب وفي المقدمة امريكا وبريطانيا وفرنسا لم يصلا بعد الى حد الاقتناع بهذا الهدف المشروع .
الفلسطينيون في الضفة الغربية وفي رام الله وكما ترون في الصورة المرفقة من قناة الجزيرة الفضائية استذكروا اليوم الاول من كانون الثاني - يناير حيث تمر الذكرى (59) لظهور حركة فتح وجناحها العسكري العاصفة.