النازية وانعكاساتها في رواية ”الرجل الذي سعى إلى ظله- لدافيد لاجركرانتتز
حميد كشكولي
2023 / 12 / 20 - 18:20
هناك العديد من الكتاب السويديين الذين كتبوا عن النازية. فيما يلي بعض الأمثلة على الروايات التي تصور النازية في السويد:
• الرجل الفاقد لطريق لهاكان نيسير: رواية تصور مجموعة نازية سويدية خيالية وخططهم لتنفيذ هجوم إرهابي.
• الرجل الذي سعى إلى ظله لدافيد لاجركرانتز*: رواية عن نازي سويدي يهرب إلى أمريكا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية.
• الرجل على الشرفة لماج سيوالل وبير فاهلو: رواية عن مجموعة نازية سويدية تخطط لتنفيذ هجوم إرهابي.
هناك أيضًا العديد من الكتاب السويديين الذين كتبوا عن النازية في مجالات أخرى غير الروايات. على سبيل المثال، كتبت الصحفية والكاتبة آنا-لينا لودينيس عدة كتب عن النازية في السويد، بما في ذلك رجل من ورملاند: بيرغ فورجورد وأولئك السويديون النازيون الأوائل. كتب المؤرخ العسكري ستيلن بويرود كتابًا عن النازية في السويد خلال الحرب العالمية الثانية، النازية في السويد 1924-1945.
تهدف هذه الروايات والكتب إلى تسليط الضوء على النازية في السويد وتأثيرها على البلاد. إنها تساعدنا على فهم كيفية ظهور النازية في السويد، وكيف أثرت على المجتمع السويدي، وكيف أثرت على البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.
تحليل شخصية ليزبيث سالاندر في رواية "الرجل الذي سعى إلى ظله"
ليزبيث سالاندر شخصية رئيسية في سلسلة "ميلينيوم" للكاتب السويدي ستيج لارسون، وقد تم تقديمها في رواية "الفتاة ذات الوشم التنين". هي شخصية معقدة ومتعددة الأوجه، وهي تثير اهتمام القراء من جميع أنحاء العالم.
في رواية "الرجل الذي سعى إلى ظله"، تستمر ليزبيث في رحلتها للكشف عن الحقيقة حول ماضيها. لقد تعرضت للاعتداء الجسدي والنفسي من قبل والدها وسلطات الدولة، وهي تكافح من أجل التغلب على الندوب التي تركتها هذه التجارب.
في السجن، تواجه ليزبيث تحديات جديدة. تحاول البقاء بعيدة عن المشاكل، لكنها سرعان ما تجد نفسها في مواجهة مع Benito، الزعيمة غير الرسمية للنساء السجينات. تسجن ليزبيث في رواية "الرجل الذي سعى إلى ظله" بتهمة قتل كارل أوفرتون. كان كارل أوفرتون هو الرجل الذي اعتدى عليها جنسياً عندما كانت طفلة، ويعتقد ليزبيث أنه مسؤول عن قتل والدها.
تهرب ليزبيث من السجن، وتتعاون مع ميكائيل بلمكفيست، الصحفي الذي ساعدها سابقًا، للتحقيق في قضية كارل أوفرتون. يكتشفون أن كارل أوفرتون كان يعمل مع رجل أعمال ثري يدعى ليو مانهايمر. ليو مانهايمر هو أيضًا مسؤول عن قتل والد ليزبيث، ولهذا السبب تحاول ليزبيث قتله أيضًا.
في النهاية، يتم القبض على ليزبيث وميكائيل بتهمة قتل كارل أوفرتون. ومع ذلك، يتم إطلاق سراحهم في النهاية عندما تكشف ليزبيث عن الحقيقة عن ماضيها.
في الرواية، تُصوَّر ليزبيث على أنها ضحية للاعتداء الجنسي. لقد تعرضت للاعتداء من قبل والدها وسلطات الدولة، ولهذا السبب تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة والمشاكل النفسية الأخرى. في النهاية، تتمكن ليزبيث من التغلب على تجاربها المؤلمة، لكنها لا تزال تعاني من آثارها.
عندما يزورها Holger Palmgren، صديقها القديم، ويقدم لها معلومات جديدة حول ماضيها، تقرر ليزبيث الخروج من السجن والبدء في التحقيق. تتعاون مع Mikael Blomkvist، الصحفي الذي ساعدها سابقًا، وتتبعون الأدلة التي تقودهما إلى Leo Mannheimer، رجل أعمال ثري له صلات بوالد ليزبيث.
تكشف الرواية الكثير عن شخصية ليزبيث. فهي ذكية وقوية وشجاعة، لكنها أيضًا حساسة وعاطفية. إنها تكافح من أجل إيجاد مكانها في العالم، لكنها مصممة على تحقيق العدالة لضحايا الاعتداء.
فيما يلي بعض التحليلات المحددة لشخصية ليزبيث سالاندر في رواية "الرجل الذي سعى إلى ظله":
• الصراع الداخلي: تعاني ليزبيث من صراع داخلي بين قوتها وضعفها. فهي قوية وشجاعة، لكنها أيضًا حساسة وعاطفية. هذا الصراع الداخلي يظهر في العديد من المواقف في الرواية، مثل عندما تواجه Benito في السجن أو عندما تتعامل مع الذكريات المؤلمة من ماضيها.
• البحث عن الذات: تسعى ليزبيث إلى فهم نفسها ومكانها في العالم. لقد تعرضت للاعتداء الجسدي والنفسي منذ صغرها، وهي تكافح من أجل التغلب على الندوب التي تركتها هذه التجارب. هذا البحث عن الذات يظهر في العديد من المواقف في الرواية، مثل عندما تلتقي بوالدها أو عندما تحاول أن تفهم علاقتها مع Mikael Blomkvist.
• السعي إلى العدالة: تسعى ليزبيث إلى تحقيق العدالة لضحايا الاعتداء. لقد تعرضت للاعتداء بنفسها، وهي تدرك مدى الألم والمعاناة التي يمكن أن يسببها ذلك. هذا السعي إلى العدالة يظهر في العديد من المواقف في الرواية، مثل عندما تلاحق Leo Mannheimer أو عندما تحاول مساعدة ضحايا الاعتداء الجنسي.
بشكل عام، تعد ليزبيث سالاندر شخصية معقدة ومتعددة الأوجه. إنها شخصية مثيرة للاهتمام ولها تأثير كبير على القراء.
يمكن أن تكون رسالة الراوي في رواية "الرجل الذي سعى إلى ظله" متعددة، ولكن من الممكن تلخيصها في النقاط التالية:
• أهمية البحث عن الحقيقة: تكافح ليزبيث طوال الرواية للعثور على الحقيقة حول ماضيها. إنها تعرف أن الحقيقة مهمة لأنها ستساعدها على فهم نفسها ومكانها في العالم.
• أهمية تحقيق العدالة: تسعى ليزبيث أيضًا لتحقيق العدالة لضحايا الاعتداء. إنها تعرف أن العدالة مهمة لأنها ستساعد في منع حدوث المزيد من الضرر.
• أهمية الشجاعة: تواجه ليزبيث العديد من التحديات في الرواية، لكنها تظل شجاعة ومثابرة. إنها تعلم أن الشجاعة ضرورية لتحقيق أهدافها.
• أهمية الأمل: تكافح ليزبيث من أجل التغلب على تجاربها المؤلمة، لكنها لا تفقد الأمل أبدًا. إنها تعلم أن الأمل هو القوة التي تساعدها على المضي قدمًا.
بالإضافة إلى هذه الرسائل العامة، يمكن أن يكون للراوي أيضًا رسائل أكثر تحديدًا حول موضوعات مثل:
• الاعتداء الجنسي: تتعرض ليزبيث للاعتداء الجنسي من قبل والدها وسلطات الدولة. تسلط الرواية الضوء على مدى الألم والمعاناة التي يمكن أن يسببها الاعتداء الجنسي.
• الفساد الحكومي: يكشف الراوي عن الفساد الحكومي الذي سمح للاعتداء الجنسي على ليزبيث بالحدوث. تسلط الرواية الضوء على أهمية المساءلة الحكومية.
• الشرف: تواجه ليزبيث تحديات من Benito، التي تعتقد أن ليزبيث تلحق العار بشرف النساء. تسلط الرواية الضوء على قيود مفهوم الشرف.
بشكل عام، ترسل رواية "الرجل الذي سعى إلى ظله" رسالة قوية حول أهمية البحث عن الحقيقة، وتحقيق العدالة والشجاعة، والأمل. وهي رواية مثيرة للتفكير تثير العديد من القضايا المهمة.
نهاية رواية "الرجل الذي سعى إلى ظله"
في نهاية الرواية، تنجح ليزبيث وميكائيل في كشف الحقيقة حول ماضي ليزبيث. يكتشفون أن والدها، كارل أوسبورن، كان ضابطًا في المخابرات السويدية، وأنه كان متورطًا في مشروع سري لاختبار العقاقير النفسية على الأطفال. كان ليزبيث أحد الأطفال الذين شاركوا في المشروع، وتم الاعتداء عليها جسديًا ونفسيًا.
تمكن ليزبيث وميكائيل من كشف هذه المعلومات للجمهور، مما أدى إلى فضيحة سياسية كبيرة. تم القبض على كارل أوسبورن ووجهت إليه تهم الاعتداء الجنسي.
في النهاية، تجد ليزبيث السلام مع ماضيها. تدرك أن ما حدث لها ليس خطأها، وأنها قادرة على المضي قدمًا. تعيش مع ميكائيل، وتبدأ في تكوين عائلة.
تنتهي الرواية برسالة أمل. توضح أن الحقيقة يمكن أن تنتصر، وأن العدالة يمكن أن تتحقق حتى بعد سنوات من المعاناة.
في النهاية، تتمكن ليزبيث وميكائيل من القبض على Leo Mannheimer. يحكم عليه بالسجن 15 عامًا بتهمة التعذيب والإجهاض غير القانوني. تتمكن ليزبيث أيضًا من أن تصبح حرة، حيث يتم إلغاء حكمها.
تنتهي الرواية بعودة ليزبيث إلى حياتها السابقة. إنها تعيش مع ميكائيل، وتستمر في العمل كباحثة خاصة. لقد عانت الكثير، لكنها لم تفقد الأمل أبدًا.
في مشهد الذروة، تواجه ليزبيث Leo Mannheimer في قاعة المحكمة. إنها تخبر المحكمة عن الاعتداء الذي تعرضت له، وكيف ساعدها ميكائيل على التعافي. كلماتها لها تأثير قوي على المحكمة، ويحكم على Leo Mannheimer بالسجن 15 عامًا.
تنتهي الرواية برسالة أمل. توضح الرواية أن حتى بعد المعاناة الشديدة، يمكن للناس التغلب على الظل والمضي قدمًا في حياتهم.
----------------------------------------------------------------------
*ديفيد لاجيرانتز (من مواليد 4 سبتمبر 1962) صحفي ومؤلف سويدي وعضو في مجلس إدارة القلم السويدي، أُشتهر لكونه مؤلف «أنا زلاتان إبراهيموفيتش» (وهي السيرة الذاتية للاعب كرة القدم زلاتان إبراهيموفيتش) ومؤلف رواية «الفتاة في شبكة العنكبوت» ورواية «الفتاة التي تأخذ عينا مقابل عين»، وهما الجزء الرابع والخامس من سلسة روايات الألفية التي كتبها أولا ستيج لارسون.نشأ لاجيررانتز في سولنا، ستوكهولم. درس الفلسفة والدين في الجامعة وتخرج بعد ذلك من مدرسة جوتنبرج للصحافة. بدأ حياته المهنية كمراسل في صحيفة "Sundsvalls Tidning" المحلية كمراسل للجرائم، كما عمل في الصحيفة اليومية الوطنية "Expressen"، حيث قام بتغطية صحفية لقضايا جنائية كبرى في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات في السويد ، ولا سيما جرائم القتل التي قام بها نيكيتا بيرغنستروم (وهو قاتل فنلندي أدين بارتكاب جريمة قتل لثلاثة أفراد من عائلة واحدة) التي أصبحت فيما بعد عنوان لكتابه «ملائكة أمسيلي»
لاجيررانتز هو نجل الباحث الأدبي والدعاية أولوف لاجيررانتز ومارتينا روين (ابنة هانز روين) وشقيق الممثلة والدبلوماسية ماريكا لاغركرانتز. وهو متزوج من المديرة الإعلامية آن لاجيررانتز ولديهما ثلاثة أطفال.
النازية في السويد
للنازية تاريخ طويل ومعقد في السويد. لقد كانت مجزأة إلى حد ما طوال وجودها، وهناك مئات الأحزاب والمجموعات والجمعيات التي انضمت إلى الحركة. جمعت الأحزاب النازية الصرفة في السويد ما يصل إلى 27000 صوت في الانتخابات الديمقراطية.
1920-1930s
بدأت النازية في الحصول على موطئ قدم في السويد في عشرينيات القرن الماضي. كانت أول منظمة نازية في السويد هي حزب السويد الوطني الاشتراكي (SNSP)، الذي أسسه الطبيب البيطري بيرغ فورجورد عام 1924. حقق الحزب بعض النجاح في بداية الثلاثينيات، وحصل على 10000 صوت في انتخابات عام 1932.
كان شخصية مهمة أخرى في النازية السويدية سفين أولوف لينهولم، الذي أسس اتحاد النضال الوطني الاشتراكي (NSK) عام 1930. كان NSK منظمة شبه عسكرية مستوحاة من SA الألمانية.
خلال الثلاثينيات، زادت معاداة السامية في السويد. كان هذا نتيجة للجو العام المناهض للديمقراطية والقومية في البلاد، ولكن أيضًا من نجاحات الحزب النازي الألماني.
1940s
خلال الحرب العالمية الثانية، كانت السويد محايدة رسميًا، ولكن كان هناك رأي ألماني ودود كبير في البلاد. أدى ذلك إلى نمو معين للنازية السويدية.
استقبلت السويد حوالي 8000 يهودي فروا من ألمانيا النازية خلال الحرب. ومع ذلك، كان هذا جزءًا صغيرًا نسبيًا من إجمالي 6 ملايين يهودي قتلوا في المحرقة.
1950s-1960s
بعد الحرب العالمية الثانية، انخفض تأثير النازية في السويد. كان هذا يرجع جزئيًا إلى أن النازية كانت مرتبطة بالمحرقة وفظائع الحرب العالمية الثانية.
ومع ذلك، لا يزال هناك عدد من المنظمات النازية في السويد خلال هذه الفترة. كانت واحدة من أبرزها الشباب الشمالي، التي تأسست عام 1951.
1970s-1980s
خلال السبعينيات والثمانينيات، بدأت النازية في النمو مرة أخرى في السويد. كان هذا يرجع جزئيًا إلى الأزمة الاقتصادية وزيادة الهجرة.
كانت عاملاً مهمًا في ظهور النيو نازية هي النوادي النارية الإجرامية مثل Hells Angels و Bandidos. كانت هذه النوادي لديها أيديولوجية عنصرية ومعادية للسامية قوية.
1990s
كانت النيو نازية في ذروتها في السويد خلال التسعينيات. كان هناك عدد كبير من المنظمات النيو نازية، بما في ذلك الجبهة الوطنية / التجمع الشعبي الاشتراكي والجبهة الوطنية الاشتراكية.
في عام 1993، ارتكب اثنان من النازيين الجدد مقتل شرطيين اثنين في مالاكسوند. أدى القتل إلى موجة قوية من الاحتجاجات ضد النازية في السويد.
2000s
خلال القرن الحادي والعشرين، انخفض تأثير النازية في السويد. يرجع هذا جزئيًا إلى زيادة عدم التسامح مع العنصرية والتطرف.
لا يزال هناك عدد من المنظمات النازية في السويد، لكنها لا تتمتع بنفس السلطة والنفوذ التي كانت تتمتع بها في التسعينيات.
الحركة السويدية للمقاومة
إحدى أبرز المنظمات النازية في السويد اليوم هي الحركة السويدية للمقاومة (SMR). تأسست SMR عام 2008 ولديها نشاطات نشطة في أجزاء مختلفة من البلاد.
SMR هي منظمة عسكرية تدعو إلى العنف لتحقيق أهدافها السياسية. شاركت المنظمة في عدد من الأعمال الإرهابية، بما في ذلك هجوم بالقنابل على مسجد في مالمو عام 2017.
SMR هي واحدة من أكبر المنظمات النازية في أوروبا. تضم المنظمة حوالي 2000 عضو في السويد ولديها أيضًا فروع في دول أخرى، بما في ذلك النرويج والدنمارك وفنلندا.
مالمو
2023-12-20