إسماعيل كوسا يعانق النجم .
عبداللطيف الحسيني
2023 / 8 / 13 - 00:56
عبداللطيف الحسينيّ. برلين .
أكتبُ لاسماعيل من منتبذي برلين،وكلٌّ منكم يكتبُ أوسيكتبُ عنه من
منتبذاته: فرنسا وكندا وأمريكا والهند.
أرأيتَم كيفَ طوّحت بنا الدنيا.؟
كنّا خمسين .....ثمّ تقدّم العمرُ بالزمن الذي شاخ بنا، فنقصَ العددُ إلى
النصف ثم إلى الربع أو إلى الأقلّ ، بقينا:" إسماعيل كوسا وعدنان شيخموس
وحليم يوسف وعبدالقادر موسى و وليد الحسيني ومروان شيخي و لقمان محمود
وأنا" وتركْنا خلفَنا مئات الجلسات الأدبية داخلَ البيوت أو في المراكز
الثقافية في المحافظة وعشرات المنابر الورقيّة التي تحتفظ بنتاجنا...ولم
تزل : شعراً ورسماً ونقداً وقصّة، إلى أن فرّقتنا هذه الأرضُ ،ففيها منأى
للكريم عن الاذى.
....
قبل أكثرَ من عقدين طلبتُ منه طباعةَ عملٍ شعريّ له ، فعندَه الكثيرُ
ليجمعَه و يشذّبه ليُصار إلى كتاب مطبوع تبرّكاً بنا نحن الذين لنا
كتبُنا المطبوعة" حليم ومروان و لقمان وأنا" ولنجتمع حولَ ديوانه الذي
أسماه"حديقة واسعة للتعب" وبشرطٍ ، وهو شرطُ الحريّة،أن نسلخ الكتاب
بملاحظاتنا ،وعليه أن يرضى ومن ثمّ عليه أن يطبع بعد الأخذ بالملاحظات،
فوافق ضاحكاً:"على الاٌقلّ سأنجو منكم بعد الطباعة" ، والتفَتَ
إليّ"وخاصة أنت الذي تلاحق الضمة والفتحة والكسرة وهمزتي القطع والوصل".
: أنت شاعري يا إسماعيل.
قبل عقد ذهبتُ إليه لأودّعه قبل خروجي من عامودا: باتت المدينةُ تضيقُ بي
أو أضيقُ بها، ولم أعد أتحمّل العيش فيها ، وعلى غرار كفافيس:"سأذهبُ إلى
بلاد أخرى، سأذهبُ إلى ضفة أخرى،سأجدُ مدينةً أفضلَ من هذه المدينة".يا
إسماعيل؟.
فردّ عليّ على غرار كفافيس: لن تجدَ أرَضاً جديدةً ،ولا بحاراً أخرى،
فالمدينةُ ستتبعُكَ، وستُطَوِّفُ في الطُّرُقاتِ ذاتِها ، وتَهرَمُ في
الأحياءِ نفسِها،وتشيبُ ، أخيراً ، في البيوتِ نفسِها.ستؤدِّي بكَ
السُّبُلُ ، دائماً ، إلى هذه المدينةِ.
فلا تأْمُلَنَّ في فرارٍ
إذْ ليس لك من سفينةٍ
و لا مِن طريقٍ .
وكما خرّبْتَ حياتَكَ هنا
في هذه الزاويةِ من العالَم
فهي خرابٌ أنّى ذهبْتَ".