نبيلة منيب في مسيرة الدار البيضاء: غادين بنا للهاوية!
أحمد رباص
2023 / 6 / 5 - 04:48
شاركت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد في مسيرة الدار البيضاء التي نظمتها ودعت إليها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل غير أن السلطات منعتها وحاصرتها.
في تصريح لها وسط حشد من المتظاهرات والمتظاهرين، قالت السيدة منيب إن المسيرة عرفت مشاركة العديد من المواطنات والمواطنين الذين جاءوا من المغرب كله ليقولوا بصوت واحد إن المغاربة ضاقوا ذرعا بالتسريحات وبارتفاع كلفة المعيشة والأسعار. ضاقوا ذرعا بالحوار الاجتماعي المعطل، ما يعني أن أصوات الشعب التي تنطلق من هنا وهناك تواجه آذانا صماء لأن الحكومة ماشية في توجه خطير يفيد بالخضوع لتوصيات المؤسسات المالية العالمية مثل صندوف النفد الدولي والبنك العالمي.
ولاحظت منيب في تصريحها الصحفي أن الواقع المفروض حاليا على المغاربة والمتسم بالتقشف هو أصعب وأقوى مما شهدناه في سنوات 1981 و1984 و1990؟ لماذا؟ لأن الحكومة ضعيفة ومتمادية في الخوصصة حيث بدأت بخوصصة التعليم واستمرت في خوصصة قطاع الصحة بخلق مجموعات صحية يسيرها الخواص على شكل شركات متعددة التخصصات في الجهات الإثنا عشر، ولم يفلت قطاع الماء والكهرباء من الخوصصة ما يعني ان لا وجود لحماية اجتماعية معممة.
سوف تقدم ممتلكات المكتب الوطني للماء والكهرباء - تواصل منيب - للخواص بالمجان. وأين سيذهب المغاربة؟ تتساءل منيب.
التسعيرة الاجتماعية ستختفي، وسترتفع أثمنة السلع والخدمات، وقد أعطى صندوق النقد الدولي للحكومة اجلا محددا في 2028 لكي تزيل نهائيا صندوق المقاسة ما يعني رفع الدعم عن السكر والغاز وبعض أنواع الدقيق.
وتحدثت السيدة نبيلة منيب عن الجائحة وكيف أ ن تدبيرها كان سيئا خاصة عندما اراد المسؤولون فرض اللقاح بالقوة وهو ما تبين الآن خطأه. كما بينت الجائحة - تقول منيب - أن الدولة ملزمة بأن تتكلف بالماء والكهرباء والتعليم والصحة إذا ما أرادت تحقيق النهضة. لكن الحكومة ماشية في الاتجاه المعاكس بضرب المكتسبات وإغلاق باب التوظيف في الخدمة العمومية والتغاضي عن حق المواطنات والمواطنين في التظاهر مثلما وقع اليوم الأحد. وتتساءل المتحدثة: هل هذا كله خوف أم استهتار بما جاء في الدستور؟ وهذا يعني بالنسبة للمسؤولين أنهم غير مهتمين باحتجاجاتنا وأنهم ماضون قدما في بيع ما تبقى من مؤسسات ومقاولات الدولة، في إصلاح ضريبي يخدم الغني ولا يخدم الفقير، في إصلاح يستجيب لتقديم الخدمة لمشاريع الكبار من طرف الأبناك، أما الصغار فقد وضعوا المفاتيح تحت الأبواب وخلدوا للراحة.
وأشارت نبيلة منيب إلى أن الحكومة لا تعير أدنى اهتمام إلى هجرة الأدمغة ولم تبلور أي خطة لإرجاعهم، وأنها تشاهد الشباب يمتطي قوارب الموت لأجل "الحريك" والغرق في البحر دون أن تحرك ساكنا. ترى الحكومة الأساتذة يعانون وتفرض عليهم العقدة ليتسم وضعهم بالهشاشة وللتضييق عليهم حتى لا ينزلوا للشارع من أجل الاحتجاج.
وفي مقارنة لوضعنا مع ما يجري في فرنسا، قالت منيب إن العمال والمستخدمين في هذا البلد خرجوا إلى الشوارع ليقولوا لا للعمل أكثر لخدمة الباطرونا، وليطالبوا بالتوزيع العادل للثروة وبالإصلاح الضريبي الهادف لتوسيع الوعاء الضريبي وفرض الضريبة على الأغنياء وليس على الفقراء الكادحين. أما بالنسبة لنا نحن المغاربة، ترى منيب أننا ملزمون بالتحلي بالشجاعة لنقول كفى! ونتساءل: لماذا تعتقلون أولاد المغرب في السجون فقط لأنهم طالبوا بمستشفى وجامعة وفك العزلة عنهم وذويهم بشق الطرق وتفعيل حقهم في الشغل؟ تقصد شباب حراك الريف وغيره من الحراكات. وهنا، تلتفت نبيلة منيب إلى الصحافيين الأحرار الذين تكلموا عن خدام الدولة القدماء والجدد والذين تم الزج بهم في الزنازن وراء القضبان مطالبة بتنظيم أشكال احتجاجية لإطلاق سراحهم.
وقالت منيب: لا يمكن لنا أن نسكت عما يتعرض له أولادنا من ضرب وتنكيل وعما تتعرض له الصحة والتعليم والوظيفة العمومية من تخريب. وبنفس اللهحة، تحدثت النائبة العامة لحزب الشمعة عن الاستهتار واللامبالاة اللذين تتعامل بهما الدولة مع العلماء والخبراء في الرياضيات وباقي العلوم الكونية الأخرى بحيث أنها تبدي عدم حاجتها إليهم ولا تفكر في تعويض من ذهب منهم إلى التقاعد، مشيرة إلى ما جنح إليه وزير التعليم العالي الذي ادعى خلق جيل جديد منهم وكأنه يريد طبخهم في الكوكوت مينوت وإخراجهم تابعين خانعين في زمن التفاهة. ومن هنا تستنتج المتحدثة إلى أن الدولة لم تعد لها رغبة في إعطاء قيمة للعلم والعلماء، وأنها تروم صون قيمة واحدة وهي أنها تريد منا عبادة أصحاب الفلوس، في حين نحن نحيي - تقول منيب - الموظفين والعمال الشجعان الذين يسيقظون في الصباح الباكر ليباشروا أعمالهم حتى تبقى البلاد صامدة، ولهذا نحن ضد الانفتاح العشوائي، ضد الاستعمار الجديد، نريد الاستفادة من خيرات بلادنا.
وتختم منيب كلمتها بالقول: كفى من الغلاء، هاد الناس (تقصد الحكام) ما يعرفوش البطاطا وخيزو والخبز والسكر والزيت بشحال. كان عندنا البارح الاكتفاء الذاتي من الزيت، علاش حيدو لينا داك الشي؟ علاش ولينا مرتبطين بالخارج نشري منو كلشي؟ دارو المخطط، فشل وما كاينش التقييم. اختيارات لاشعبية ولاديمقراطية، ما كاينش التقييم وغادين بنا للهاوية.