المرشحون للرئاسيات التركية يقدمون رؤيتهم عبر خطابات متلفزة


أحمد رباص
2023 / 5 / 9 - 04:50     

أذاعت هيئة الإذاعة العامة TRT خطبا انتخابية القاها المرشحون للرئاسة وممثلو الأحزاب السياسية في إطار الحملة السابقة على انتخابات 14 ماي، التي سوف تشهدها البلاد.
وبعث المرشحون الأربعة رسائلهم الأخيرة للناخبين في محطة الإذاعة مساء الأحد كجزء من تقليد طويل الأمد. سيظهرون المرة الأخيرة في الفترات الزمنية المخصصة لهم يوم 13 ماي.
من جهته، حث الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، الذي يسعى لتجديد فترة ولايته ضد أقوى مرشح معارض كمال كيليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، الناخبين على "اختيار "القرن التركي".
بنى أردوغان حملته الانتخابية على خطة عمل ذات رؤية مستقبلية كشف النقاب عنها العام الماضي متمثلة في سلسلة من الإصلاحات، سوف تشمل الاقتصاد والدفاع والتعليم والحقوق والحريات.
وقال أردوغان لملايين الناخبين: ​​"اختروا الثقة وانتشار الاستقرار"، مكررا موضوعا في حملته يركز على إنجازات حكومته في العقدين الماضيين.
يعتبر أردوغان الزعيم الأطول خدمة منذ تأسيس جمهورية تركيا قبل قرن من الزمان، سواء كرئيس للوزراء أو كرئيس للبلاد. وناشد الناخبين قائلا: "حددوا خياركم لصالح مستقبل أطفالكم"، مضيفًا أنه "لن يخسر أحد عندما نفوز"؛ يقصد حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه.
واضاف: "لقد أخذنا على عاتقنا المسؤولية التي أعطاها إيانا المواطنون في جميع الانتخابات الـ 15 التي خضناها. لقد تغلبنا على كل تحد في هذه العملية الصعبة بفضل دعمكم وصلواتكم".

وقال: "بكل تأكيد كانت لدينا عيوبنا وارتكبنا أخطاء ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر أننا سعينا بصدق لتقديم الخدمات والمشاريع الجديدة". وأشار أردوغان إلى الإصلاحات التي باشرها في السنوات الـ 21 الماضية، مضيفا ان إنجازهم الحقيقي هو تغيير تاريخي للعقلية، ومؤكدا أن هذه الثورة احتضنت كل مواطن شعر بالإقصاء بسبب عقيدته وعرقه بحيث أصبح كل مواطن جزء لا يتجزأ من تركيا.
ثم قال، في إشارة إلى الحائز على جائزة نوبل، ومطور لقاح ضد كوفيد-19، ومصارع بطل، ومطور طائرات بدون طيار، على التوالي: "لا أحد يشكك في عرق عزيز سنجار، أوغور شاهين ، أو رضا كايالب، أو سلجوق بايرقدار ".
وصرح بانهم، من خلال نفس العقلية، يستعدون لبناء حلم القرن التركي" الجديد، ولهذا يدعون الجميع للانضمام إليهم لتحقيق هذا الحلم.
وأضاف أردوغان أن الأمة تدرك جيدا ما مروا به لتحقيق أحلامهم:، مؤكدا أن أردوغان ومن معه أخذوا دائما في الاعتبار راحة البال لأمتهم ولبلدهم بينما كانوا يناضلون لإنقاذ البلد من براثن الوصاية (من العناصر الانقلابية)، وأيدي الجماعات الإرهابية الملطخة بالدماء والفخاخ التي نصبها القتلة الاقتصاديون"، على حد تعبيره.
في حين، خصص المرشحون الآخرون الذين ألقوا خطبهم الدعائية بالإجماع جزءً من فقراتها لانتقاد TRT، بدعوى أنهم لم يحصلوا على وقت متساوٍ لتغطية حملاتهم الانتخابية.
وهكذا اتهم كمال كيليجدار أوغلو، المرشح عن تحالف الأمة المؤلف من ستة أحزاب، TRT بأنها منبر إعلامي في خدمة الحزب الحاكم، قبل ان يخوض في "قصص حقيقية" لأشخاص، ابتداء من "(السيد) إبراهيم الذي انقطعت الكهرباء لأنه لم يستطع عدم دفع الفواتير" مرورا ب"عائلة عامل منجم مات في بارتين"، وصولا إلى طيفون كهرمان، وهو رجل سُجن بعد محاكمته خلال أعمال الشغب التي وقعت في حديقة جيزي عام 2013 ، تعهد كيليجدار أوغلو في وقت سابق بـالإفراج عنه إذا فاز في الانتخابات.
للتذكير، سوف يشارك في هذه الانتخابات 85 ​​مليون ناخب.
وخاطب اوغلو هذه الكتلة الناخبة الضخمة قائلا: "لن تصوتوا علي في 14 ماي، بل سوف تصوتون من أجل العدالة.
من جانبه، ردد محرم إنجه، رئيس حزب البلد، صدى مشاعر كيليجدار أوغلو تجاه TRT قبل إطلاق وابل من الاتهامات ضد الحكومة، منها تحويل مؤسسات الدولة إلى هيئات "معطلة" وسوء إدارة الاقتصاد والزراعة. وقال أيضا إن تركيا واجهت أزمة لاجئين ومهاجرين هائلة، معترفا بأن الدخول "غير المنضبط" لهؤلاء الأخيرين دفع تركيا إلى مشكلة خطيرة تتعلق بالنظام العام.
كما دعا إنجه الناخبين إلى التصويت لصالح "البلد" بدلاً من التحالفات التي يقودها أردوغان وكيليجدار أوغلو، مشيرا إلى إن حركته لم تكن "يسارية ولا يمينية" ولكنها تتألف من أولئك الذين "يسيرون على خطى أتاتورك"، مؤسس جمهورية تركيا. وقال: "سنحكم البلاد كما فعل أتاتورك، بالحكمة والعدالة والأخلاق".
وتعهد إنجه في كلمته بـ"النضال بدون تنازلات" ضد الجماعات الإرهابية، من حزب العمال الكردستاني إلى جماعة غولن الإرهابية، وبالعمل على تحقيق نمو اقتصادي سنوي لا يقل عن 7٪.
وفي علاقة بالسياسة الخارجية، قال إنهم سيشاركون في محادثات العضوية مع الاتحاد الأوروبي.
أما سنان أوغان، مرشح تحالف الأجداد، إن أولويتين رئيسيتين له بعد انتخابه هما توقيع مرسوم بـ "إعادة السوريين وجميع اللاجئين إلى بلدانهم" و "إنشاء وزارة للكوارث".
وقال أوغان إن انتخابات 14 ماي ستكون "انتخابات تقرر مصير (تركيا).
وقال المرشح اليميني المتطرف في خطابه: "ستصوت ما إذا كان 13 مليون لاجئ سيبقون هنا أم يذهبون".