المجازر الصهيونية متغلغلة في عقلية زعماء إسرائيل -- قانا لن تُنسىَّ --
عصام محمد جميل مروة
2023 / 4 / 20 - 18:05
فيما كان العالم يذهب الى معالجات مسائل ومشاكل متعثرة حول كيفية التقييم لمجارات مستقبل البشرية مروراً بالبيئة و ايجاد حلولاً مشتركة إبان انعقاد مؤتمرات دولية لفض الصراعات الكبرى في العالم عندما كان الرئيس الامريكي بيل كلينتون يحاول وضع العالم في منتصف التسعينيات من القرن الماضي نحو السلام لتمتين التمثيل الدولى بين الشعوب من منطلق حضاري ونبذ الحروب والصراعات الدولية الكبرى والاليمة وفي مقدمتها حَل القضية الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي "" إسحاق رابين - ووزير دفاعه حينها شمعون بيريز "" ، كانا من أشد وعتاة العداء للشعب الفلسطيني واللبناني والسوري على حد سواء بعد حروب متعددة ومجازر إرتكبوها اثناء التمهيد لتحصين دولة العدو والإحتلال اسرائيل الكبرى من البحر الى النهر . ومن المحيط الى الخليج !؟.
كان رابين وبيريز قد زحفوا في حروب إسرائيل عام 1967 - 1973 على ارض مصر وفي مرتفعات الجولان السورية ، وشكلوا معاً أسلوباً جديداً من الممارسات في البشاعة على الارض اثناء الحروب حيث غدت المجازر المروعة في حق المدنيين نهجاً صاعقاً يُرتكب بلا محاسبة أو حتى سؤال أو رقيب . المجازر التي عملت الادارات العسكرية الإسرائيلية في لبنان "" كانت اكثر فضاحة بكل معطياتها في الامكنة والازمنة اثناء الاجتياحات الإسرائيلية لجنوب لبنان "" ، منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي و صعوداً تناسب ذلك مع تواجد المقاومة الفلسطينية في ايام حركة "" فتح لاند ""، لكن المجازر كانت تتكرر ويبررها العدو بعد كل عملية عسكرية او فدائية ضد وحشية الصهاينة . إرتكبت القوات الاسرائيلية مجزرة كبيرة اثناء اجتياح عام 1978 في بلدة الخيام المطلة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة . كانت القيادة العسكرية الصهيونية تقوم بأمور القتل الجماعي تحت غطاء المجتمع الدولى ، ولم يُحاكم قادة ميدانين كانوا قد خططوا ومارسوا القتل الجماعي ، ولا حقا في عمق الجنوب بإتجاه العاصمة بيروت بعد "" الاجتياح الاسرائيلي بأوامر من مناحيم بيغين وتنفيذ أرئيل شارون وزير الحربية "" ، عام 1982 حيث تم طرد منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وإبعادها عن لبنان كتدبير وإحتراز وإتفاق لبناني عربي ودولى مع إسرائيل لغرض حماية أمن شمال إسرائيل من العمليات الفدائية حينها ، ومع ذلك وقعت "" مجزرة صبرا وشاتيلا "" ، التي كانت جريمة شنعاء ارتكبتها القوات اللبنانية إنتقاماً لمقتل الرئيس المنتخب حينها بشير الجميل بدعم كامل من الاحتلال الصهيوني للبنان.
وكانت ومازالت الجرائم والمجازر تُرتكب تحت حجج حق الممارسة العسكرية ضد العدو .
وفي "" 18- نيسان - عام - 1996 "" ، قامت القوات الاسرائيلية بإرتكاب ابشع مجزرة بعدما دكت صواريخ العدو الصهيوني مراكز قوات الامم المتحدة التابعة لليونيفيل في مركز عسكري لدولة الفيجي حيث وصلت في تلك الليلة اعداد هائلة من المدنيين من بلدة قانا وجوارها بعد انهمار القصف المدفعي ضد المدنيين في محيط بلدة قانا ، ولكن العدو الأسرائيلي لم يتراجع عن ملاحقة المدنيين حينما إختبؤا أو لجؤا الى الحماية تحت اعلام الامم المتحدة ، لكن عقلية قادة العدو مشبعة برائحة الانتقام ، كانت عمليات القبضة الحديدية ، وعناقيد الغضب ، قد توسعت مما ادي الى ممارسات فوق العادة في إرتكاب المجازر كنمط متعارف عليه صهيونياً دون محاسبة .
سقط في المقر العسكري لقوات الفيجي العشرات من الجنود والضباط واكثر من "" 108 شهداء ""، افراد من العائلات اللبنانية توزعت ما بين الرضع والاولاد والنساء والشيوخ ، وكانت الصواريخ المركزة في إستخدامها الحريق التام للمقر الذي صار تهمةً للعدو ، دون عقاب او مسائلة دولية تُذكر !؟.
في مثل هذا اليوم 18 نيسان من عام 1996 توسعت مساحة الاستنكار والشجب والملاحقة لمن إرتكبوا مجزرة قانا الشهيرة ولكن الادارة الاميركية "" كرمت زعماء إسرائيل "" وقدمت لهم التسهيلات والمرونة العلنية للوصول الى ارفع المستويات في جمع الدول الاوروبية الكبيرة كداعم مهم لحماية إسرائيل الكبرى .
منذ عهد بن غوريون وليفي اشكول وغولدا مائيير وموشي دايان ومناحيم بيغين واسحق شامير واسحاق رابين وشيمون بيريز وارئيل شارون وبنيامين نتنياهو ويهودا اولمرت وسيبني ليفني ، والإرهاب يتغلغل في عقلية مَنْ يرث ويتابع ذلك النهج الخارق والخارج عن تقبل استمرار إسرائيل بلا ارتكاب مجازر مستمرة الى اللحظة واخرها في رام الله وفي قطاع غزة .
عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 20 - نيسان - افريل / 2023 / ..