نقابة الصحفيين الفلسطينيين تعدل نظامها الداخلي النافذ وتعقد مؤتمرها الاستثنائي
محمود خليفه
2023 / 1 / 29 - 20:47
اليوم اواخر كانون الثاني الحالي وفي قاعة جمعية الهلال الاحمرالفلسطيني الرئيسيه في البيره .عقدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين مؤتمرها الاستثنائي المخول بالموافقه على التعديلات والتطويرات المختلفه المقدمه من الامانه العامه . الى الهيئه العموميه للنقابه والتي يصل تعداد عضوويتها الى ما يزيد عن 2500 عضوا شارك منهم في المؤتمر ما يزيد عن 1600 عضوا وبنسبة مشاركه بلغت حوالي 75%.. ومن اللافت والجدير بالاهتمام هو العدد الكبير والنسبه العاليه لمشاركة الصحفيات الفلسطينيات ومن مختلف المجالات والمستويات الصحفية والاعلاميه .وذلك تعبيرا عن مشاركة المراة الواسعه والمتقدمه في قطاع الاعلام وفي العمل الصحفي من جهه.. ولمستوى جدية وعي المراة لعمل النقابة ولدورها الايجابي والفاعل في الدفاع عن حقوق الصحفيين عموما والصحفيات بشكل خاص .وفي الكفاح من اجل تعزيز المكانه الاجتماعيه والوطنية للنقابه ودورها في تطوير القطاع الاعلامي عموما والصحفي بشكل خاص .
انعقد مؤتمر النقابة في ظل الظروف الصعبة والمعقدة الناجمة عن عدوانية ووحشية الحكومه الاسرائيليه الفاشية واليمينية المتطرفه وامعانها في قتل واغتيال واعتقال البشر والشجر والحجر.. ومواصلتها للهجمة اليمينية على القدس والمقدسات ولممارستها سياسة التمييز العنصري والابارتهايد وللتهويد والاسرلة والنهب الاقتصادي ومصادرة الاراضي وفي ظل خنوع وتخاذل النظام العربي وتحالفه بعضه مع الاستعمار الاحتلالي الاسرائيلي بالتطبيع وبالتتبيع واتفاقات ابراهام الترامبيه واستمرار الجمة الفاشية على الحركه الاسيره ومواصلة عمليات اللقضم والضم والنهب ومصادرة الاموال .. وفي ظل استمرار التحالف الاستراتيجي الامريكي الاسرائيلي واستمرار الصمت العربي والدولي الرسمي وادارة الظهر الدولية والكيل بمكيالين وممارسة ازدواجية المعايير تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادله ونضاله المشروع والعادل وفق القوانين الدولية والانسانية ومعاييرها
تقدمت الامانه العامه للمؤتمر بعرض موجز لتوجهاتها في التعديل ومبرراته المتعلقة بواقع العاملات والعاملين في القطاع الصحفي وبواقع النقابة وما حققته من انجازات وتطور خلال السنوات العشره الماضيه التي وقعت بعد المؤتمر العام واعادة تاسيس النقابة وعقد مؤتمراتها النظاميه السابقه .واعتبرت الامانه العامه ان التعديلات المقترحة على المؤتمر هي حصيلة حوارات ونقاشات واسعه ومطوله مع الاطر الصحفيه المشاركه والعامله في النقابه .وتستند على التجربة العملية واحتياجاتهاالعمليه .واكدت الامانه العامه في عرضها لحيثيات التعديل ومبرراته انها تلاقي احتياجات المراه العاملة في الصحافة من حيث النسبة العالية لها في النقابه والتي تصل الى حوالي ال30%وهي نسبة عاليه ولها مستلزماتها واحتياجاتها النقابية والتنظيمية والبرنامجية للمحافظة عليها وحمايتها من التمييز والانتهاكات من جهه... والوصول بها لمستوى العمل اللائق والقطاع المتطور وبيئة العمل وشروطه وظروفه ووضعه الملائم .اضافة الى التحديات السياسية والوطنية ومجابهة الانتهاكات والتمييز العنصري والعربده التي يفرضها الاستعمار الاسرائيلي وهي اليوميه والمتواصلة ضد الصحافة والصحفيين الفلسطينيين .
فمن شان التعديلات المقترحه على المؤتمر تقوية الدور القيادي للامانه العامه.وتطوير الهيكل التنظيمي وتمكين البناء بتشكيل اطار قيادي للمتابعة اليوميه ..وللوقوف على ما يجب القيام به من قبل الادارات والدوائرالمتخصصه ... المعنية والمرتبطة في الامانه العامه وفي المجلس الاداري وبما يمكن من توسيع دائرة المشاركة من الهيئه العامه وعموم ابناء وبنات المهنه وكافة مستويات النقابة وفروعها
يضاف الى ذلك ايضا ..توجه الامانه العامه لتشكيل الفروع في الداخل ..وفي بلدان اللجوء والشتات ومخيمات الخارج ..وبما يتطلبه ذلك من تطوير لاحق على االهيكل التنظيمي
لقد شارك العديد من النقابيين بملاحظاتهم واقتراحاتهم واخضعت جميع الملاحظات والاقتراحات للتدقيق والتصويت والاخذ ببعضها اغناءا وتطويرا لما هو مقدم من الامانه العامه .وقد اكدت بعض الملاحظات على اهمية استمرار الحوار والمناقشة مع الهيئة العامه ومع الخبراء والمتخصصين القانونيين واصحاب التجربة وصولا الى المستوى الافضل والاكثر استجابة للتحديات والاحتياجات الراهنة والمستقبليه .على اعتبار ان النظام الداخلي هو الانعكاس الحقيقي والتعبير الفعلي عن طبيعة العلاقات الداخلية والبرنامجية اللازمة بين المستويات المختلة القيادية والوسيطة والقاعديه وعل اعتبار ان النقابة في حركة مستمرة وتطور دائم وفي حالة من تغير وتطور الاحتياجات وبالتالي في حاجة لتطوير وتعديل النظام الداخلي تبعا لها...وقرر المؤتمر تشكيل لجنة للصياغه وتدقيق المقترحات ومقاربتها واستيعابه من نهاد ابو غوش وعماد الصفر والمستشار القانوني للنقابه
ومن الجدير بالذكر ان المؤتمر العام القادم والمقرر ان ينعقد في الذكرى السنويه الاولى لاغتيال الصحفيه الايقونه شيرين ابو عاقله .. وبمناسبة اليوم العالمي للصحافه بداية ايار القادم ..ومن المرجح انه سيكون مجالا لاعادة التدقيق واستمرار الحوار حول الاحتياجات والتحديات ولا بد للقانونيين والنقابيين والخبراء المتخصصين في المنظمات الشعبية والمهنيه والمجمع المدني عموما وفي قطاع الصحافة بشكل خاص .ان يتنبهوا الى ان مهنة الصحافة تستقطب وتضم في صفوفها العديد من الفئات والمستويات الاجتماعية ... بدءا من العاملين والعاملات ...مرورا بالمراسلين والمصورين والسائقين والاداريين ومقدمي البرامج وغيرها من الفئات والكفاءات الفنية والمهنية .وان مصالح هؤلاء متباينه وليست متعارضه وبالتالي مطالبها واحتياجاتها ايضا متباينه ..وان متابعتها والكفاح من اجل انتزاعها متباين ومختلف ..الامر الذي سيتطلب تطويرا للبناء تجاه الاتحاد العام او النقابه العامه الوطنيه .ولا بد ايضا من تنبه الخبراء والنقابة الى ان النقابة القوية والفاعله كما اشارت كلمة النقيب ..والقادره على تمثيل وخدمة مصالح اعضائها وتطوير قطاعهاكما اشارت كلمة الرئيس ... بالضروره ستكون نقابة جماهيرية وديمقراطية وبنظام داخلي عصري .وهذا يتطلب فيما يتطلب تنظيم واستقطاب عموم العاملين في المهنة بغض النظر عن افكارهم وتوجهاتهم الوطنية والسياسيه .. وبغض النظر عن درجة وعيهم وانتماءاتهم الفكرية الوطنية والاسلاميه ..وليس تنظيم نخبتهم اوطليعتم او المتقدمين او المتنورين منهم ..مما يعني الابتعاد عن التشدد في المواصفات وفي الواجبات وفي الشروط التعجيزية للعضويه .. وهذا يتطلب المرونة في شروط العضوية وفي الواجبات .... والابتعاد عن الشروط السياسية التعجيزية او المتشدده ... لصالح التاكيد والتركيز على الجوهري ... وعلى ما يفسح المجال للجماهيرية ...ويحقق التمكين والديمقراطية التنظيمية باساليبها ووسائلها وعناصرها ومعاييرها وتوصياتها الدولية المعلنه ..والبرنامجيه والمشاركه القاعديه الواسعة... وبما يفضي الى الابتعاد عن النخبوية التي لا تتلائم ومواجهة التحديات والاحتياجات واستحقاقات المرحله من جهه ..ولا تتلائم مع التطورات الهائله والسريعه والتحولات التي احاطت بالتكنولوجيا والاعلام الرقمي والالكتروني و الاجتماعي... والذي فيه تحول العالم الى قرية صغيرة نحضره الى فلسطين ...وفيه ناخذ النقابة الى الراي العام الدولي والى البشرية جمعاء