صمود و زوال .. الرأسمالية 8
موسى راكان موسى
2021 / 8 / 17 - 19:45
من فهم "رأس المال" لماركس و آمن بأننا اليوم في نمط إنتاج رأسمالي سيعاني من الانفصام بين ما يؤمن به و الواقع .. و النتيجة هي الحالات التالية :
ــ الوقوع في الدوغمائية ؛ فالفكر المُتبنى هو صحيح بشكل مطلق و هو يصف الواقع حتى و إن كان هناك اختلاف بين هذا الواقع و ما يصفه به الفكر المُتبنى .. فينتهي للـ((ـتبرير)) لا ((التفسير)) .
ــ الوقوع في البراجماتية ؛ ليس بالمهم أن الفكر المُتبنى صحيح أو مغلوط جزئيا [ناقص] أو مغلوط كليا .. المهم هو العمل [سواء أكان العمل ذو سمة نقابية أو حزبية أو حقوقية أو غير ذلك] ، بالتالي لا يهم فعليا ما إن كان القائم هو نمط إنتاج رأسمالي أم لا .. المهم (( العمل )) .
ــ الوقوع في المثالية التصحيحية ؛ و في ذلك خيارين :
* التخلي عن الفكر المُتبنى إلى فكر آخر .
* تصحيح الفكر المُتبنى : و قد لعبت ثلاث أشكال هذا الدور ؛ (نبذ التجارب الفعلية التي تمت و قامت بإسم الماركسية / الفكر في تضاد مع الواقع دائما) .. (فكر "رأس المال" هو فكر ناقص لأنه لم يكتمل كما أراد له ماركس / الفكر بحاجة لأن يكتمل بالفكر) .. (فكر "رأس المال" هو فكر مغلوط لأنه لم يعرف التطورات اللاحقة / الفكر بحاجة لأن يتطور بالفكر) .
بالنسبة للعقائديين و المتصوفة [رهبان الفكر] فإن المهم وضع نجم الفكرة [فهم كالكواكب الدوارة] .. أما بالنسبة للعمليين فإن المهم هو الحركة بغض النظر عن وضع نجم الفكرة [فهم كالشهب و النيازك] ؛ و الانفصال ليس مطلق بين الأولين و الأخرين .
لا تهم أخطاء التطبيق عند من أدعى الماركسية ، و لا يهم التحريف أو الردة عن الماركسية ، و لا يهم "التطوير الفكري" في الماركسية ، فالماركسية كمجموعة أفكار .. كفكر .. غير مهمة ، العلم هو ما يهم .. المادية التاريخية كواحدة من إحدى المدارس العلمية في التاريخ ؛ الفكر حر لأن يكون ما شاء كيفما شاء .. لكن العلم ليس حرا .. الفكر هوى فردي قد يتوافق مع أهواء أخرى فيصبح "طائفي" حسب شكل ما يتوافق معه ، لكن العلم منهجية معينة تلزم المختلفين و تلجم المخالفين .
======
ماكس ڤيبر : (( ليس التصوّر المادي للتاريخ سيارة أجرة يدخلها المرء و يخرج منها كما يشاء ، فإن من يدخلها يفقد حريته في مغادرتها ، حتى و لو كان من الثوريين )) .