ما الفرق بين المقاومة والثورة ؟
رمضان عيسى
2021 / 1 / 24 - 00:20
نعرف أن مفهومي " المقاومة " و " الثورة " تُلقان على مجموع النشاطات والأفعال والفوارانات الشعبية التي تقوم بها الشعوب لازالة إحتلال أجنبي عسكري موجود على الأرض ، أو لرفع أي ضغط ، أو إجراءات تعسفية تقوم بها أنظمة الحكم، ، مثل فرض ضرائب ، أو فرض قيود على الحريات أو اعتقالات ، أو الإخلال الصارخ بمواد الدستور ....
قد تتنوع وسائل المقاومة أو الثورة بين الإحتجاجات الجزئية والاضرابات ، أو الحراكات الشعبية الجماهيرية ، وبين الاشتباك المسلح مع الجهات التي تعتبر معادية ، سواء شرطة الاحتلال ، أو شرطة أنظمة حكم قمعية ، فردية ، ديكتاتورية .
إذن ، ما الفرق بينهما ؟
لا يوجد فرق كبير في الأساليب التي تتبعها كل من المقاومة والثورة في رفع الظلم الواقع على الشعب ، وإنما الفرق في الهدف البعيد والشمولية والحذرية ونوعية القيادة ...
فالمقاومة تهدف الى ازالة مظهر من مظاهر الظلم ، أو الضغط الحادث ، على فئة من فئات المجتمع ، أو على مجموع الشعب، وتكتفي بذلك ، وقد تكتفي بالحلول الوسط ، ولا تهدف الى التغيير الشامل لنظام الحكم ، أي تغيير وتجديد كل المؤسسات التي كانت تُبرر وتُزكي بقاء النظام السابق .
أما الثورة فتهدف
- في حالة وجود إحتلال - الى إزالة الاحتلال ، وازالة كل الشرائع والقوانين التي فرضها الاحتلال ، وفي حالة وجود نظام حكم جائر ، فتهدف الى اسقاط النظام ، وبناء نظام جديد يختلف كليا عن السابق وتغيير جميع مستندات السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية التي كانت سائدة في عهد السلطة القديمة .
وهناك فرق آخر بين المقاومة والثورة ولا يقل أهمية ، وله دور مهم في التمسك بالثوابت الثورية ، وترشيد الطريق الثوري ومنعه من الانحراف ، وتثبيت المنجزات ... وهو القيادة .
فالمقاومة لا تفترض وجود قيادة : حزب ثوري ، أو حركة ثورية ، أو جبهة لها أجهزتها السياسية والتنظيمية ، ومحصنة بجهاز عسكري مسلح متوافق مع الحراك السياسي في وقت السلم ووقت الصدام .
والأهم أن يكون هذا الحزب أو الحركة أو الجبهة تسترشد بنظرية ثورية تهدف الى التغيير الثوري ، وتطرح المبررات الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية للتغيير .
ف" لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " لينين - الشرارة .
فالمقاومة ممكن تكون فوران ، أو فوارانات ، انتفاضة غير متناسقة لا في الحراك الشعبي ، ولا في نوعية القيادة ، ومظاهر الحركة عبارة عن فوارانات عواطفية ، وردود أفعال مؤقتة ومتفرقة زمانياً ومكانياً .
أما الحراك الثوري الحقيقي ، فلا يمكن إلا بكون الحراك الثوري تحت قيادة حزب ثوري يكون من الوعي بحيث لا يتراجع عن شعار " ديمومة الثورة " حتى تحقيق الأهداف الوطنية ، والأهداف الاجتماعية بشمولية وعمق لصالح الجماهير الشعبية الكادحة التي شكلت العمود الفقري للثورة والحاضنة الشعبية الواسعة التي لا يمكن لحركة أو حزب أن يستمر في وجوده بدونها .