![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
الضحية والجلاد ما بين حسام وحميدتي
لم يكن الخيار الا هذا، فقد كان حسام مناضلا اراد الحرية وطمح الى التغيير، وكأي شاب-ه سوداني فقد حلم بأن الحياة يجب ان تغير مسارها، وان عليها فتح افقها، لا يجب ان تبقى مغلقة وكاتمة انفاسها، حسام كأي اخر من هؤلاء الشباب اراد ان يعيش بمستوى لائق في هذه الحياة، ان يرى العدالة والمساواة وهما يتحققان في حياته، ان يرفل بثروات بلاده الوفيرة، ان لا يفكر بالهجرة من بلده الى مكان اخر. حسام لم يكن ضد احد، بل كان ضد نمط حياة قاسي، نمط جلب الويلات والحروب والدمار والتشظي لبلده، كان لسان حاله يردد كلمة غوته((ساءت احوالنا في كل الامور، العرف والشريعة القديمة، لم يعد احد يستطيع ان يثق بأي منهما)) فكان عليه ان يقف مع كل الشباب الاخرين، وينتفض ضد هذا الشكل غير العادل من الحياة. حسام شاب عشريني لم يعرف من هذه الحياة غير انظمة قاسية، جلاده، دموية، كان يتظاهر في بغداد والبصرة ضد العصابات التي تحكم العراق، سالت دموعه من الغازات وركض كثيرا من الهراوات والعصي، حسام ذهب الى السودان بلده، ولعلها كانت بانتظاره ككثير من الشباب، تظاهر واعتصم في شوارع الخرطوم، حتى ازالوا مجرم الحرب والقاتل الاكبر، البشير، صوروا للعالم بأن العسكر هم من ازال البشير، ارادوا ان يعيدوا السيناريو المصري، لكن هذه المرة كان الشباب قد وعى التجربة، فلم يقبلوا بأن يضع العسكر والداعمين له المجتمع السوداني امام خيارين –شرين- لا ثالث لهما، اما نحن العسكر او الاخوان المسلمين، حسام وغيره من الشباب لم يقبلوا بهذه المعادلة القذرة رغم الضغوط الاوروبية والامريكية والعربية، "يجب تسليم السلطة للمدنيين"، هو ذا شعارهم الذي تمسكوا به، هم محقين بذلك، لان السلطة ستكون بيد ابناء البشير "العسكر"، ولن يكون هناك تغيير. اصر حسام وجميع شباب الحرية والتغيير على الاعتصام، لم يريدوا ان تذهب تضحيات من سبقوهم سدى، العسكر لا يريد ان يتنازل عن الحكم الا بضمانات بأن لا يحاكموا او يلاحقوا، العسكر يدرك انه سيحاكم، لابد من ذلك، تفاوض مع الشباب، الا انه يخرج بدون نتائج، فتلقى العسكر الضوء الاخضر بقتل المعتصمين، فذهب حسام ومئة من الشباب الاخرين ضحايا هذه الخطوة القذرة من العسكر بقيادة حميدتي.
|
|