واجب التضامن أولا
وديع السرغيني
2019 / 2 / 18 - 17:21
واجب التضامن أولا
أصبح من المعتاد، خلال الوقفات والمسيرات الاحتجاجية تضامنا مع معتقلي الرأي السياسيين، أو خلال التذكير بالشهداء المناضلين.. أن تنشب الخلافات بين الرفاق، والحال أن جميعهم يناصرون القضية، سواء أكانت مرتبطة بالمطالبة والنضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين لأسباب نضالية، فكرية أو سياسية أو تنظيمية أو احتجاجية..الخ أو مرتبطة بالوفاء والإخلاص للشهداء ولعطاءاتهم، قيد حياتهم، ولكل شيء يمكنه خدمة القضية، ومصير المغاربة، وحقهم في مجتمع الحرية والديمقراطية والاشتراكية.
فهل هناك من سبب وجيه يبرر هذه الخلافات خلال الحركة الطلابية التقدمية، وشهيد الحركة القاعدية، بمختلف مدارسها وتوجهاتها الديمقراطية والتقدمية، الشهيد "أيت الجيد بن عيسى"؟!
فمهما كان حجم الخلافات الفكرية والسياسية بين عموم المتضامنين، خلال محاكمة هذا الظلامي المجرم "حامي الدين"، فيجب في نظري إرجاء هذه الخلافات إلى حين، لكي لا تصبح هوسا، ولكي لا يصبح التضامن مع أقارب الشهيد وأنصار خطه النضالي، عرضة وإشهار في المزاد العلني.. وهو الشيء الذي لا نرضاه حقيقة أن يتم في هذه المناسبة، التي تحتاج الاصطفاف والإدانة الجماعية لجريمة قتل اقترفت بالدم البارد مع سبق الإصرار والترصد، جريمة دُبّر لها بالليل بتوجيه من النظام القمعي القائم، وبتنفيذ من طرف الأخطبوط الظلامي، "العدالة والتنمية" و"العدل والإحسان" وآخرون..
فالأشكال الجماعية، والإجماعية لا تنتقص شيئا من مبدئية جميع المشاركين، رغم تباينهم واختلاف تصوراتهم حول الاعتقال السياسي، وحول الموقف من القوى الظلامية، والتي لا يمكن نكرانها.. فإذا نشدت جميع مكونات الصف الديمقراطي والتقدمي وحدتها خلال هذه اللحظة، فلا ضرر بخط النضال الديمقراطي الذي لا شك في مبدئيته، ويساريته التي أضحت عرضة للتبخيس والتهكم من طرف الأقلام الصحافية الرخيصة، أمام بعض الممارسات والانزلاقات التي أخلـّت بعهد الوفاء والإخلاص للشهيد، وللمثل الديمقراطية التي آمن بها قيد حياته.
هكذا أتصور الأمر في هذه اللحظات، وكنت أتمنى أن أكون حاضرا مشهرا بالجريمة،، وبمن نفذها، وبمن يقف وراءها، دون استعراض لمواقفي في مجالات عدة، ودون استغلال لهذه اللحظة لإبراز خلافاتي مع "رفاق الطريق" داخل العائلة اليسارية.. هكذا أتصور الوحدة المنشودة والضرورية، حول قضايا من هذا الحجم وهذا النوع، سيرا على درب شهداء العنف الظلامي، بن جلون وبوملي وبن عيسى، وجميع شهداء الحركة التحررية المغربية.
وديع السرغيني
13 فبراير 2019