![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
سلامة كيلة.. الماركسي النبيل
معن البياري
تُصيبك خيبةٌ عظيمةٌ إذا أردتَ البحثَ بين المثقفين الماركسيين العرب، والذين يعتنقون الاشتراكية خيارا فكريا، على من انحازوا للثورات العربية التي نشبت في العام 2011، ولم يروْها مؤامرةً، ومن انتصروا لقيم الثورة السورية، وأنصفوها، واصطفّوا مع ناسِها وشهدائها، ونشطوا في تعرية جرائم حرب الإبادة التي ردّ بها النظام في دمشق على هتافات الثائرين بالحرية والانعتاق من الجوْر والفساد والاستبداد. ستُبادر فورا إلى إشهار اسم سلامة كيلة، ثم تتعب وقتا غير قليل، وأنت تفتّشُ عن أسماء مثقفين عربٍ آخرين من هذا السّمت النادر. وهذه مواقع التواصل الاجتماعي ضجّت، منذ رحيل هذا الماركسي النبيل، بحسب واحدةٍ من شمائله، ظهيرة أول من أمس الثلاثاء، بتعبيرات الأسى وفداحة الخسران على غيابه، أزجاها قراؤه قبل أصدقائه ومعارفه، إلا أنّ كتّابا وناشطين ماركسيين، وشيوعيين، من أهل اليسار العربي إيّاه، ضنّوا على الرجل بكلمة ودّ، ولو أمام جلال الموت، ما يعني نقصان الأخلاق لدى هؤلاء، وما يعني أيضا أنها شاسعةٌ مقاديرُ التباعد التي جعلت اليساري المحترم، والراديكالي حقا، في ضفّةٍ غير التي يقيم فيها هؤلاء، في ضفّة الدفاعِ عن الاستبداد، والتعميةِ على جرائم التمويت، والإزورار عن آلام الشعب السوري، والمطمئنّين لأوهامهم إيّاها عن الإرهاب، والإسلاميين، والثابتين على السذاجة الفلكلورية عن مؤامرة الربيع العربي، وما يُشابه هذه الأزعومة من رطاناتٍ، كان مفزِعا أن تردّدها أسماءٌ كانت لامعةً في إنتاجاتها وحضورها، وتنتصر لقوى الاستبداد والنظم العسكرية.
|
|