موسكو: هروب -الخوذ البيضاء- من سوريا بدعم اجنبي يكشف عن هويتهم ونفاقهم


فالح الحمراني
2018 / 8 / 7 - 18:03     

الخارجية الروسية: هروب "الخوذ البيضاء" من سوريا بدعم اجنبي يكشف عن هويتهم ونفاقهم
فالح الحمـراني

أشارت دائرة الأعلام والصحافة الاثنين في تعليق لها حول الوضع المتعلق بسوريا، إلى التعليقات التي ادلى ممثل وزارة خارجية الولايات المتحد بشأن نتائج المحادثة الهاتفية التي أجراها مؤخرا وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي مايك بومبيو. ولفت التعليق إلى أنه قد " جاء في تلك التعليقات وبالطريقة القطعية التي يتميز بها الجانب الأمريكي، الزعم بان روسيا لا تفي بالتزاماتها في جنوب ـ غرب سوريا". وأضاف " نود أن نؤكد إلى أن صورة الواقع معكوسة، فواشنطن بالذات، وفي غضون اشهر طويلة، لم تعمل شيئا من اجل الفصل بين تشكيلات ما تسمى بالمعارضة المعتدلة والإرهابيين من داعش و"جبهة النصرة" في منطقة تخفيف التصعيد الجنوب ـ غربية. وتم الآن استعادة القانون والنظام في غرب ـ جنوب الجمهورية العربية السورية بفضل العمليات الناجحة للقوات المسلحة السورية وبدعمها من جانبنا، ويجري إقامة الظروف للعودة إلى الحياة السلمية".
وأشارت وزارة الخارجية الروسية في هذا السياق إلى دلالة الوضع المتعلق بنشطاء منظمة " الخوذ البيضاء" :" على وفق الأنباء الواردة فقد جرى على جناح السرعة إجلاء مجموعة من كبير من هؤلاء الإنسانيين المزعومين عبر إسرائيل إلى الأردن. وفي الوقت ذاته من المعروف إن "الخوذ البيضاء" بالضبط هم الذين شاركوا في تدبير الاستفزازات الأكثر مقتا خلال النزاع السوري. وتحركوا حصرا في المناطق التي كان يسيطر عليها الإسلاميون المتطرفون، واعدوا الوثائق المزورة بصورة سافرة، التي استخدمت كذريعة لتقديم اتهامات ضد السلطات السورية. وكما اكد شهود العملية الاستفزازية باستعمال الكيميائي في الغوطة الشرقية في كلماتهم في 26 أبريل عام 2018 أمام ممثلي منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في لاهي، التصوير التمثيلي للمقاطع الدعائية ومن ثم نشرها على نطاق واسع في وسائل الأعلام الغربية وشبكات الإنترنت".
ولاحظت وزارة الخارجية الروسية إن هناك دلالة رمزية في أن " الخوذ البيضاء"، فضلوا الهرب من سوريا بدعم اجنبي، يكشف عن هويتهم واظهر للعالم أجمع نفاقهم. وجاء في روح المثل (الروسي) الشهير " إن قبعة اللص تحترق" (الذي يشابه المثل العربي "يكاد المريب أن يقول أخذوني" ـ المترجم) وأوضح أية طلبيات نفذ هؤلاء النشطاء ومن أين جاءت التمويلات".
من ناحيتها قالت صحيفة "نيزافيسيما غازيتا": " إن الاستراتيجية الروسية في سوريا تأتي بالنتائج، ويبدو انه وبموجب الاتفاقات التي تم التوصل لها خلال لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين ودولاند ترامب في هلسنكي، تخلصت دمشق من منظمة "الخوذ البيضاء" التي ترعاها الولايات المتحدة".
وفي معرض تناولها طبيعة المنظمة التي نشطت في سوريا قالت الصحيفة: إن الخوذ البيضاء ساعدت التحالف الذي تترأسه الولايات المتحدة على انزال ضربات صاروخية في المنشئات السورية العسكرية حيث تم خزن الأسلحة الكيمياوية المزعومة. وأضافت "والان لم يعد وجود " للخوذ البيضاء في ما يسمى بالجبهة الجنوبية. واذا أخذنا بنظر الاعتبار أن القوات الحكومية السورية حققت الانتصار فان هذا يعني إن روسيا حققت أيضا النصر. علاوة على أن هناك أنباء تشير إلى أن الولايات المتحدة تنهي وجدوها في الجمهورية العربية السورية".
زاخاروفا تحذر
وكانت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد حذرت في مؤتمرها الصحفي في 20 يوليو/ تموز من تداعيات إجلاء عناصر الخوذ البيضاء للدول الغربية، واحتمالات استخدامهم مستقبلا للقيام بأعمال استفزازية في مناطق أخرى في العالم.
وقالت : في الواقع إن هذا الكيان، وعلى مدى عدة سنوات، يقوم، ومع الأسف، ليس من دون نجاح كقوة ضاربة في الحرب الإعلامية، وليس ضد سوريا وحسب، ولكن ضد روسيا أيضا. واذا ما تحدثنا بصراحة، فإنها ضد المجتمع الدولي الذي اختار منذ سنوات طويلة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية وسائل الإعلام، إساسا لتطوره، وتخلى عن الأنشطة الاستفزازية، على الأقل يصوت على ذلك. وأوضحت " إن رؤساء " الخوذ البيضاء" الذي انتقاهم الغرب كانوا على صلات وثيقة بالإرهابيين، وبالدرجة الأولى من " جبهة النصرة". وبمضي الزمن انتشرت في شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صور" الخوذ البيضاء" وهم يعانقون عناصر "جبهة النصرة". وتدلل تلك الصور على إن بعض هؤلاء "النشطاء المدنيون" شاركوا بصورة مباشرة في قتل جنود الجيش السوري الأسرى".
يبدو لي أن الوقت قد حان لنسميهم حتى ليس ب" الخوذ البيضاء" ولكن ب " الأقنعة البيضاء"، لان هؤلاء الأشخاص الذين قَدَموا انفسهم على مدى سنوات طويل كجماعة إنسانية، ظهروا في واقع الأمر، والآن اصبح هذا حقيقة ثابتة، انهم وببساطة عملاء للأجانب عملوا في سوريا ضد المصالح السورية ولمصالح البلدان الأخرى، مقابل مال ضخم، والآن يجري نقلهم على عجل، ويتم توزيعهم على مختلف البلدان.

ورجحت إن من شملتهم عملية الإجلاء هم الزعماء والنشطاء الذين قد يكونوا مطلعين على عمليات الحرب الإعلامية السرية التي جرى تنفيذها. ولهذه الخدمات القذرة بالذات يستحق هؤلاء المحرضين إمكانية قبولهم على متن سفينة التدخل الغربي في شئون سوريا ذات السيادة، المبحرة. من يعرف، ربما يمكن الاستفادة في حالات ومناطق أخرى، من هؤلاء الذين اصبحوا خبراء محنكين في الاستفزازات والتزوير والاستفزازات السافرة.
ودعت " الشركاء الأوربيين للتفكير مليا في جميع الأسئلة التي طرحناها، والعمل بما يتوافق والقانون الدولي، واحترام الدولة السورية، وعدم خلق مشاكل إضافية، لأنفسهم وللآخرين".