![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
التناقض بين الانحياز للحقيقة والانحياز الطبقي
يزعم أغلب المثقفين والمفكرين أن الانحياز لمصلحة إحدى الطبقات معناه خيانة قضية الحقيقة لصالح الايديولوجيا، وأن السعي إلى الحقيقة يتطلب أقصى تجرد من كل الانحيازات بما فيها الانحياز لمصلحة إحدى الطبقات (على اعتبار أننا مجتمع واحد في حقيقته وتناقضاته وهم). والحقيقة إن هؤلاء المثقفون يرددون هذا الوهم الايديولوجي إما للتعمية على انحيازهم الواعي ودفاعهم المستتر في الفكر عن مصالح الطبقات الحاكمة، وإما عن إيمانهم بهذا الوهم الايديولوجي وهو ما يعني انحيازهم الغير واعي لمصالح الطبقات الحاكمة. وفي مجتمع منقسم إلى طبقات متصارعة، يمكننا القول أنه لا يمكن الإفلات من الايديولوجيا التي ظهرت في بادئ الأمر كنتيجة للانقسامات الناشئة عن الصراع الطبقي، مساعدة أو مبررة لسيطرة إحدى الطبقات، أو منتقدة لايديولوجيا طبقة مسيطرة لصالح تأسيس ايديولوجيا جديدة لطبقة تطمح في السيطرة بدلا عنها. وهذا يعني أن كل فكرة أو تصور أو نظرية أو كل نقد في أي مجال ايديولوجي (فلسفي، ديني، سياسي، اقتصادي، حقوقي.. إلخ)، حتى وإن احتوى على قدر من الحقيقة (أو قل إن الحقيقة نمت في هذا الشكل وبهذه الطريقة)؛ يؤسس بهذا القدر أو ذاك وهما وايديولوجيا كاذبة، لا يمكن الإفلات من ذلك كما لا يمكن للإنسان ابن المجتمع المنقسم أن يفلت من انقسام المجتمع.
|
|