كانت مصر تحت الحكم الروماني وتعيش بسلام وحضارة وقانون, هل يصح هذا الادعاء؟


عبد الحكيم عثمان
2018 / 3 / 7 - 16:13     

كانت مصر تحت الحكم الروماني وتعيش بسلام وحضارة وقانون, هل يصح هذا الادعاء؟
السلام عليكم:
يتجاهل الكثير ممن احاورهم تاريخ مصر في حقبة استعمار الامبراطورية الرومانية لها, ويسعى لتجميل هذا الاستعمار ويصفه بالحكم ولايصفه بالاستعمار والهيمنة, ويسوف لهذا الاستعمار والهيمنة ويجمله ويدعى ان المصرين كانوا يعيشون في ظل هذه الهيمنة بامان وأمن وسلام وحضارة,فهل يصح هذا الادعاء؟ وهل مايدعي مناصري هذا الاستعمار حقيقي
لنقلب معنا تاريخ مصر خلال حقبة هيمنة الاستعمار الروماني على مقدرات مصر وشعبها,ليتبين هل مايدعي
دعاة ان مصر عندما كانت تحت الهيمنة الرومانية كان شعبها يعيش بسلام وحضارة وفي ظل قوانين غاية في الرقي هل هو حقيقي؟
تجدد هذا الادعاء ان مصر كانت تعيش بسلام وحضارة وقانون في تعليق على مقالي(
أدعائتكم واهية لاتصح والادلة على بطلانها لاتحصى.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=591260

ادناه نص التعليق ورقمه:
العدد: 762550 - عبدالحكيم عثمان
2018 / 3 / 5 - 19:26
التحكم: الحوار المتمدن نصير الاديب العلي
كانت مصر تحت الحكم الروماني وتعيش بسلام وحضارة وقانون وحولها سيدك الى دوله العبيد وسلب حقوقهم

لنتابع تاريخ مصر تحت حكم الامبراطورية الرومانية:
مرت مصر في حقبة استعمار الامبراطورية الرومانية بحقبتين من الحكم الروماني
الحقبة الاولى :
عندما كانت الامبراطورية الرومانية وثنية اي ذات عقيدة وثنية.
بقيت مصر خلال هذه الحقبة تحت سيطرة الاستعمار الروماني من عام (31 ق.م) حتى اعتماد الدولة الرومانية المسيحية دين رسمي لدولتها في اوائل القن الميلادي الثالث واستمرت هذه الهيمنة حتى العام(395 م)
اعتمدت روما في بسط سيطرتها على مصر
بالقوة العسكرية والتي أقامت لهم الثكنات في أنحاء البلاد فكان هناك حامية شرق الإسكندرية وحامية بابليون وحامية أسوان وغيرها من الحاميات التي انتشرت في أرجاء البلاد.

وكان يتولى حكم مصر وال يبعثه الإمبراطور نيابة عنه ومقره الإسكندرية يهيمن على إدارة البلاد وشئونها المالية وهو مسئول أمام الإمبراطور مباشرة وكانت مدة ولايته قصيرة حتى لا يستقل بها ،وهذا ما جعل الولاة لا يهتمون بمصالح البلاد بل صبوا اهتماماتهم على مصالحهم الشخصية وحرموا المصريين من الاشتراك في إدارة بلادهم مما جعلهم كالغرباء فيها ،بالإضافة إلى منعهم من الانضمام للجيش حتى لا يدفعهم ذلك إلى جمع صفوفهم ومقاومة الرومان في المستقبل.

وكانت مصر تحت هذا الاستعمار
بالنسبة إلى روما البقرة الحلوب إذ كانت نظم الإدارة تستغل الثروات وتبتز أموال المصريين تجارا ومزارعين وصناعا حتى هجر عدد كبير من المصريين متاجرهم ومزارعهم ومصانعهم مما أدى إلى كساد التجارة وتأخر الزراعة وتقهقر الصناعة، وقلت الموارد، وضعف الإنتاج، وأهمل نظام الرى وفقد الامن وكثر السلب والنهب، وفر المصريين من قسوة الحكم وفساده، وجشعه، فقد فرضت ضرائب عديدة لا حصر لها فهناك ضريبة سنوية تجبى على الحيوان وعلى الأرض الصالحة للزراعه، وعلى الحدائق، وضريبه شهريه تجبى من التجار على اختلاف متاجرهم وكذلك على التجارة المارة من النيل.

وكان صاحب المصنع ملزما بدفع ضريبه قبل خروج البضاعة من مصنعه ،وضريبة التاج التي كان المصريون يكرهون عليها لتقديم الأموال هدية لشراء تاج الإمبراطور عند ارتقائه العرش أو عند الشروع في بناء معبد أو تمثال للإمبراطور، وضريبة على السفن والعربات وبيع الأراضي، وعلى الحمامات العامة والأسواق، وأثاث المنازل، ومن لم يقم بدفع هذه الضرائب فإنه يعمل في السخريه في حفر الترع وتطهيرها. وعلاوة على ذلك كان على المصريين تزويد الجنود الرومان بالقمح والشعير لغذائهم وعلف دوابهم عند مرورهم بقرى مصر. وقد أثقل الرومان على المصريين بالضرائب الباهظة المتعددة التي شملت كل شيء والتي جعلت الحياة جحيما لا يطاق، مما أدى إلى فرار كثير من الزراع عن مواطنهم، وترك أرضهم بدون زراعه، فارتفعت الأسعار، وتدهورت الزراعة، فالصناعة وانكمشت التجارة.(هل تهور الزراعة في مصر من مظاهر الحضارة؟)

عندما كان المصرين يدينون بالوثنية ذات عقيدة الرومان نعموا بالحرية الدينية في فترة هيمنة الحكم الروماني الوثني وعندما دخلت المسيحية الى مصر في منتصف القرن الأول الميلادي، على يد القديس (مرقس) لقربها من فلسطين. واخذت بالانتشار
في الإسكندرية والوجه البحرى ثم انتشر تدريجيا في أنحاء مصر خلال القرن الثاني الميلادي فثارت مخاوف الرومان الوثنيين، وصبوا العذاب صبا على المصريين الذين اعتنقوا المسيحية، وتركوا الوثنية الدين الرسمي للدولة.

وأخذ الاضطهاد صورة منظمة في عهد الإمبراطور سفروس(193_211م) ثم بلغ ذروته القصوى في حكم الإمبراطور دقلديانوس (284-305م) فقد رغب هذا الإمبراطور أن يضعه رعاياه موضع الألوهية، حتى يضمن حياته وملكه، فقاومه المسيحيون في ذلك، فعمد إلى تعذيبهم، فصمد المصريون لهذا الاضطهاد بقوة وعناد أضفى عليه صفة قومية، وقدمت مصر في سبيل عقيدتها أعدادا كبيرة من الشهداء مما حمل الكنيسة القبطية في مصر أن تطلق على عصر هذا الإمبراطور (عصر الشهداء). فهل قم الحريات الدينية صوروة من صور الحضارة لدولة الرومان التي يدعيها اكثر من مدعي؟

الحقبة الثانية في تاريخ مصر والمصرين:

عندما اعتبرت الامبراطورية الرومانية في زمن قسطنطين الاول( (306_337م) ان دين دولتها الرسمي المسيحية انتهى اضطهاد المسيحين في مصر

أصدر الأمير تيودوسيوس الأول (378_395م)في سنة 381م مرسوما بجعل المسيحية دين الدولة الرسمي الوحيد في جميع أنحاء الإمبراطوريه.



انتهى اضطهاد المصرين في مصر ولنقل اصبح اخف وطأة ولكن تحول الاضطهاد وزيادة اساليب التعذيب الى الوثنين فيها والعمل على اجبارهم على اعتناق المسيحية بالقوة او بذا النهج الذي اعتمده الوثنين لمنع المد للديانة المسيحية في مصر.

وتحول الاضطهاد لمسيحي مصر بسب الاختلاف المذهبي بين مصر وبين روما, بسبب وقوع خلاف بينهما على طبيعة السيد المسيح,حيث بلغ النزاع اقصاه
بين كنيسة الإسكندرية التي تنادى بالطبيعة الواحدة للمسيح (وهي ان الطبيعة الالهية والطبيعة البشرية اتت إلى موضع واحد ،وهو جسد المسيح، بغير اختلاط ولا امتزاج ولاتغيير في الطبيعتين)، وبين كنيسة روما القائلة بالطبيعتين .

وبذلك تعرض المصريون لألوان العذاب لاعتناقهم مذهبا مخالفا لمذهب الإمبراطورية.اي سلام هذا الذي تدعوه عاشته مصر في ظل الاستعمار الروماني؟



وهذا كان حال مصر تحت الاستعمار الروماني

في ظل الحكم الروماني لمصر شعر المصريين باضصطهاد كبير لهم نتيجة:

1 – إلغاء مجلس المدينة الذي كان يعقد اتناء فترة الحكم البطلمية لمصر.

2 – الضرائب الباهضة التي تفرض علي المصريين.

3 – عدم مشاركة المصريين في الحكم.

4 – الاستغلال الاقتصادي لثروات مصر ، حيث أصبحت مصر في حقبة هيمنة الاستعمار الروماني لها مزرعة للقمح لتزويد روما وتوزيعها على سكانها لكسب تأييدهم.

وكل هذا دفع المصرين لعدم الدفاع عن حكامهم عندما هاجمها المسلمين باربعة الالاف مقاتل فقط وانتزعت مصر من الهيمنة الرومانية وانهت حكمها لمصر, ولو كان المصرين ينعمون بالامن والامان والسلام والازدهار الحضاري تحت ظل هيمنة الامبراطورية الرومانية كما يزعم من يزعم لما استطاع اربعة الاف مقاتل عربي مسلم من اسقاط هيمنة الرومان لمصر ولهب وانتفض شعبها باكمله للدفاع عنها.

الفيصل هو التاريخ فلا تحاولوا تجاهله فهو بالمرصاد لما تدعون

لكم التحية