اذا انت أمير , وانا أمير,مين الي راح يرعى الحمير؟


عبد الحكيم عثمان
2018 / 2 / 5 - 20:25     

لدينا في العراقي الدارج او في الثقافة العراقية (الفلكلور العراقي)عن الامثال الشعبية القول(ابو المثل ماترك شيئ وماقاله) معنى ان الانثال الشعبية لم تترك ظاهرة مجتمعية ولم تتناولها
وكذا الحال في بلاد الشام ايضا فلم يترك لديهم الفلكلور الشعبي او تقافتهم الشعبية او قائل الامثال شيئ من ظاهرة في مجتمعاتهم ولم يتناولها,
وهنا في هذا المقال اتناول ظاهرة الالحاد او سبب من اسباب الالحاد ,اي الكفر بالله الخالق, وهي ظاهرة الفروق الفردية بين بني البشر في كل شيئ-فالقدرات العقلية(الذكاء) فهناك الذكي والاذكى وهناك الغبي والاغبى وهناك متوسط الذكاء وهناك متوقد الذكاء, وفي القدرات الجسدية,فهناك القوي والاقوى, والضعيف والاضعف, وفي الشكل او الصورة,فهناك الجميل والاجمل ومتوسط الجمال والقبيح والاقبح,وفي الطول ,فهناك الطويل والاطول ومتوسط الطول والقصير والاقصر,وفي القدرات المادية,فهناك الثري وهناك الاثرى,وهناك ميسور الحال وهناك من هو فاحش الثراء وهناك الفقير وهناك الافقر وهناك من هو تحت خط الفقر- فهذا التمايز بين بني البشر يدفع الكثير بأتهام الله وخاصة من الذين يؤمنون بالله سواء كان اله المسلمين او يهوه او يسوع او بوذا او اي رب تؤمن به اي طائفة من بني البشر,لآنهم يعتقدون او توصلوا الى اعتقاد ان الله الذي يؤمنون به او الرب الذي يؤمنون به هو مسبب هذا التمايز بين بني خليقته.
ويعتقدون خاصة من المسلمين أن ربهم لكي يعالج هذا التمايز وخاصة منه الفقر الذي طال بعض خليقته بان فرض على اغنيائهم الزكاة او طالبهم بالصدقة لمعالجة الفرق الشاسع بين الاثرياء او الاغنياء [ان فرض على اغنياء المسلمين الزكاة والصدقة) وورد اعتراض الاثرياء على فرضربهم عليهم الزكاة والصدقة في قوله تعالى( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ-47 سورة ياسين بالمفتشر او بالمشرمحي او بالقلم العريض او طك بطك, قالوا لربهم عندما فرض عليهم الزكاة واطعام الفقراء والمساكين, ليش حضرتكم ما تنفق عليهم او ماتطعمهم وبالاصل لماذا جعلتهم فقراء. الست انت المسبب لحالتهم هذه.
وبعضهم اعتبر ان مطالبتهم بدفع الزكاة او الصدقة من اموالهم التي ماجنوها الا بتفانيهم وجهدهم وتعبهم, نوع من البدع وطرق الاحتيال على البسطاء لإقناعهم بفقرهم وبؤسهم وإسكاتهم وضمان عدم ارتدادهم أو خروجهم عن "الطاعة ومفارقة الجماعة"، وهي واحدة من الخرافات الأسطورية والسنن الخزعبلاتية التي يطرحها المؤمنون ويحاولون تمريرها لتبرير التفاوت الطبقي والفقر وانعدام العدالة الربانية بتوزيع الثروة ومظهر لانشراخ المجتمعات أفقياً بين فقراء وأغنياء، ومعنبرين ان نظام الزكاة التي فرضها ربهم عليهم.
ماهو الى نظام لتبرير الفشل الالهي ولتبرير انتفاء العدالة السماوية الخرافية التي يجب أن تكون هي الأساس. ويعتقد هؤلاء ان من اسس العدالة الالهية التي يزعمها اله الاسلام ان يكون البشر بدون استثناء كل البشر اذا وجد اصلا حسب مايعتقدون(من الحد وكفر برب الاسلام) الأصل والعدالة عند الله المفترض وفي حال وجوده أن يكون هناك عدالة في توزيع الثروة بين البشر وألا يكون هناك فقراء..فالفقر والجوع والكوارث الاجتماعية هي أكبر دليل على عدم وجود الله (الرحمن الرحيم العادل الرؤوف الحكيم ...)
نقول او المثل الشعبي الشامي يرد عليهم بالقول عيوني اروحلكم فدوة
اذا انتم امراء وغيركم امراء من سيرعى الماشية ومن سيصنع من البانها الجبن والزبدة والقشطة التي ستلهطون ومن سيصنع من جلودها القنادر(الاحذية والشحاطات والنعالات,الصنادل بالشامي او المركوبة) التي ستحتذون, ومن سيصنع لكم من صوفها ووبرها الملابس التي ترتدون والبطانيات والفرش(الدواشك بالعراقي) التي عليها تنامون وبها تستدفؤون , ومن سيصنع لكم من لحومها الشاورمة(الكص بالعراقي) والتكة والكباب والكفتة والكوارع(الباجة بالعراقي) والباسطرمة بألعرقي(النقانق) بالعربية الفصحى, الزكاة هو مايسمى اليوم بنظم التكافل الاجتماعي الذي تنادون به فلم على فرضه من رب العباد تنتقدون وترفضون. واذا انتم امراء وغيركم امراء من منكم سيزرع ومن اين ستعملون الزلاطة وقلاية البندورة ومن سيعمل المخلل الطرشي بالعراقي ومن اين لكم بوحش الطاوة(المقلاة) الباذنجان وكيف ومن سيعمل لكم الشبس(الفنكر جبس) اصابع البطاطا المقلية, ومن سيعمل لكم الخبز والكاتوا(الكيك بالعراقي) ومن سيعمل لكم المقبلات ومن اين لكم الخمور التي بها تتلذون ومن سيعمل العربات ولمن والمركبات (سيارات ,طائرات,قاطرات, بواخر) ومن سيعمل في البناء؟ ومن سيبني لك الدور التي بها تسكنون ومن سيعمل لكم المنتجعات ,ومن سيعمل لكم خادم وسائق وقهوجي وقندرجي وحداد وبستاني وبيبي سيتر وبدي كارد ومدلكجي ومن سيزرقكم بالحقن ان مرضتم؟ هل منكم رجل رشيد,اذا انت امير وغيرك امير مين الي راح يرعى كل هذا ويعمل كل ما انتم ونحن بحاجة الية ليس فقط بحاجة اليه ولكن كلها ضرورات الحياة وبدون هذا التفاوت بين بني البشر الذي ترفضون هذه اسبابه ومبرراته وليس كما تتفلسفون.
لكم التحية