الرد على القول (ان الاسلام لاضرورة له)


عبد الحكيم عثمان
2018 / 1 / 16 - 01:21     

الرد على القول(أن الاسلام لاضرورة له.)
السلام عليكم:
في التعليق التالي على مقالة الكاتب جهاد علاونة(
كتابي الجديد: المسيح في حياتنا
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=585583
احد المشاركين في الحوار
اعتبر انه لاضرورة للاسلام كدعوة وهي موجه للمتقين فقط ولم يأتي الاسلام لهداية للكفار وان هذه الدعوة لن تستطيع تغير عقيدة الكفار فما الحاجة لها اذاكانت موجه للمتقين واستشهد على وجهة نظره هذه على الاية القرآنية من اوائل سورة البقرة:
بسم الله الرحمن الرحيم:
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ.
---------------------------------------------------
وعلى ذات ما اقره المحاورلا على المقال اعلاه نقول ما فائدة الديانة المسيحية,فهذه الديانة لم تأت لهداية الكفار ايضا ,بل اتت لهداية الضالين من بني اسرائيل, وبني اسرائيل اصحاب ديانة توحيدية تؤمن بالله الواحد ولكنهم كما اقر السيد المسيح انهم ضلوا ولكنهم لم يكفروا او ليسو كفار فالسيد المسيح حدد اهداف دعوته وهي هداية الخراف الضالة من بني اسرائيل ولم يأتي لهداية الكفار فورد في انجيل متى تحديد مهمة وغاية الدعوة الى المسيحية
(إنجيل متى 15: 24) فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
وايضا في انجيل مرقص جاء التأكيد على غاية وهدف المسيحية
(مر 2: 17): فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ»."
واذا اعتبرنا الاصحاء هم الاتقياء الذي وردت الاشارة اليهم في اوائل سورة البقر واذا اعتبرنا الابرار هم المتقين ذاتهم الذي وردت الاشارة اليهم في اوائل سورة البقرة - نتأكد ان السيد المسيح لم يأتي ليدعوا الكفار الى الهداية بل اتى ليدعو الخطاة والضالين الى الهداية ولاشك ان الخطاة والضالين ليسو من زمرة الكفار ولم ترد في الاناجيل كافة ان دعوة المسيحية موجه للكفار وعليه بما ان الكاتب بولس اسحق لايرى اي ضرورة لآي ديانة لم تأتِ من اجل هداية الكفار لاضرورة لها وبما انه يرى لاضرورة للاسلام كونه لم يأتِ لهداية الكفار, وعليه وعلى ذات القاعدة التي ارساها ابونا بولس اسحق فلا ضرورة ايضا للمسيحية كونها لم تأت لهداية الكفار ايضا , ومن الضروري ان ابين المغزى والغاية مما ورد في اوائل سورة البقرة,
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ.

لاشك ان كل الرسالات السماوية ومنها الاسلام جاء لهداية الانسان وتوجيه عنايتهم الى الله خالقهم سواء كان متقين او كفار او سواء كانوا ابرار او فجار فهي رسالات جائت للانسان او عامة البشر لهذا الغرض حصرا وهو الايمان بوجود خالق لهم ولم تميز في هذا الهدف والغاية بين متقي وكافر, ولكن يعاني الرسل من صعوبات في هداية المعاندين من البشر فينتابهم شيئ من الشعور بالعجز وشعورهم بالتقصير في ابلاغ دعوتهم ودليل هذا الشعور في ألايآت من سورة نوح:

بسم الله الرحمن الرحيم:

قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا.

فجائت هذه ألايات لتبعد هذا الشعور عن الرسل ولتقول لهم وخاصة رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه,انه عدم ايمان الكفار بالدعوة المحمدية ليس نتيجة تقصير, او عجز لااكثر ولا اقل, وجاء ايضا الغاية من هذه الايات في قوله تعالى لرسوله صلوات ربي وسلامه عليه,في قوله تعالى في سورة الانعام:

﴿ وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾.35

والايات التي اكدت ان رسولنا عليه الصلاة والسلام كان يشعر بالتقصير او العجز في اداء رسالته:
فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا-6 سورة الكهف
والاية:
أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) سورة فاطر

وجائت اوائل سورة البقرة لتزيل هذا الشعور لااكثر ولا اقل وليس هدف الاية الكريمة ان الدعوة الى عبادة الله الواحد تستثني الكافرين من البشر منها, فقال تعالى تأكيدا على أن الرسالة المحمدية جائت لكل البشر سواء كانوا متقين او كفار(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)سورة سبأ

هكذا هو فهمنا لآيات الله,لتقول لرسولنا الكريم لاتلفت الى المعاندين اصحاب الفكر البيزنطي ولاتجعل عدم ايمانهم يثنيك عن مواصة الدعوة الى الايمان بالله ولاتجعل اعراضهم عنها يثنيك عن هذه الغاية او يشعرك بالاحباط واليأس,ولكن لاتلتفت اليهم ولاتضعهم في الحسبان واعرض عنهم وجاء التأكد الالهي لرسولنا الكريم بالاعراض عن هكذا شرائح المعاندة ذات التوجه والفكر البيزنطي في قوله تعالى:
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴿١٩٩ الأعراف﴾ فمهمتك هي دعوتهم الى الايمان بالله فأن اعرضوا فلا تلتفت اليهم ولايثنيك عن دعوتك اعراضهم_ هكذا نفهم آيات ربنا سبحانه وتعالى عما يفترون_فمن يرى انه لافائدة من الاسلام,فنقول له لافائدة من المسيحية ايضا فهي لم تأت ايضل الا لهداية الضالين من خراف بني اسرائيل ولم يرسل السيد المسيح لهداية الكفار كما اكد ذالك السيد المسيح في قوله:(إنجيل متى 15: 24) فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
وايضا في انجيل مرقص جاء التأكيد على غاية وهدف المسيحية
(مر 2: 17): فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ»."
لكم التحية