الاستاذة خديجة صفوت ،ودس السم في الدسم ..!!


قاسم حسن محاجنة
2014 / 2 / 19 - 14:04     


لا يحق لي الاعتراض على افكار الاستاذة خديجة ،بل وأنني انتهز الفرصة لأحييها على جهدها الفكري ، والذي ليس بحاجة الى تقريظ أو إطراء مني أو من الأخرين .
وانصياعا "لأوامر " الشفافية الفكرية ، فأنني ألفت الانظار الى المقال الذي كنتُ نشرته هنا بعنوان :" رفقا بنا يا استاذة خديجة صفوت .." ، وقام موقع الحوار وعلى عادته في "حماية " كتابه الكبار بنشر مقالي في الصفوف الخلفية ، وقد أعتدتُ على ذلك ، فأين الثرى من الثريا...!! ، وهذا رابطه :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=394419 ، وقد تطرقت فيه الى "نقد " مقالها حول العلاقة بين أحمد بن حنبل ودافيد بن غوريون ، وإذا استوعبت مداركي ما هَدفت اليه الاستاذة في ذاك المقال ،(ولا أدعي فهم المقال ..!!) ، فالأستاذة ترى بابن حنبل وما يُمثل فكره المنقذ للاسلام السني ، وهذا الفكر يُشكل أقوى تهديد للرأسمالية والصهيونية ، أو بكلماتها :" المقصود هنا بالشيخ الامام احمد بن حنبل.الذي تعيين على انقاذ الاسلام السنى ابان فتنة خلق القرأن بوصفه احد اوائل خصوم عبد الله ابن لاسوداء و احفاده امثال بن جوريون وهيرتزيل ممن رهنوا فكرهم و ابداعاتهم الابليسية لتدمير الاسلام السنى كونه اشد ما يقض مضجع الرأسمالية المالية الصيهونية العالمية و مشروعها القيامي" . وهذا من حق الاستاذة الطبيعي بأن تعتبر الحنابلة القدماء والجدد ، هم وهم فقط الذين "يسرقون " النوم من عيون اعراب الشتات ، الرأسمالية المالية الصهيونية ويهددون مشروعها القيامي، واذا جاز لي فهم ما ترمي اليه الاستاذة ب"المشروع القيامي " ، فأعتقد بأن المقصود به ،هي دولة اسرائيل ، فهي مشروع صهيوني مدعوم من القوى الامبريالية في حينه وفي هذا الزمان .
وقد حفزني ذاك المقال الى متابعة كتابات الاستاذة المنشورة في الحوار ، وقرأت بتمعن مقالها المنشور والموسوم ب :" فضائحية المعارضات النخبوية المأجورة " ، وليس لي اعتراض على موقف الاستاذة من المعارضات المأجورة ، لكن شدت انتباهي هذه الجملة في المقال المذكور :" فشكرا للتكفيريين ومن الاخيرين-فيماخلا من يبقرون بطون الحوامل ليخرجوا الاجنة فيقلونها في المقلاة ويأكلونها-ثمة من الجهاديين و حتى من التكفريين شباب مغرر به يعتقد انه يدافع عن شئ يؤمن به و يدفع حياته ثمنا لذلك. و بغض النظرعن اختلافنا التاريخي والجذري معهك- يظل منهم قياسا من هو افضل من بعض تلك النخب المتمولة المتزلمة و كلنا يعرف بعضهم حق المعرفة."
نفهم من هذا بأن الشكر موصول للجهاديين والتكفيريين (ما عدا الذين يبقرون بطون الحوامل ) لأنهم كشفوا زيف وفضائحية المعارضات المأجورة . أما بقية الجهاديين والتكفيريين ، فأنهم يحصلون من الاستاذة على صكوك البراءة ، وذلك لأنه مغرر بهم ويؤمنون بأنهم يُدافعون عن فكرة ( أو شيء على حد تعبير الأستاذة ) يؤمنون بها ..فهم بشكل أو بأخر ضحايا ..!!
ولنتفق مع الأستاذة بأن هؤلاء قد مروا بعملية "غسيل دماغ " ، أوصلتهم الى "هنا " ..!! لكن لنا أن نتساءل ونسأل الأستاذة ، عن هوية أصحاب "مغاسل " غسيل الدماغ هذه ؟؟ أليسوا هم ، التلاميذ النُجباء للفكر الذي وصفته الاستاذة بأنه :" اشد ما يقض مضجع الرأسمالية المالية الصيهونية العالمية و مشروعها القيامي" .!!!
وهؤلاء الذين حصلوا من الاستاذة على صكوك البراءة ،يذبحون يوميا الناس كالخراف ، بالمعنى الحرفي للكلمة ،على الهوية الطائفية ، يُصدرون تشريعات وفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ، يُلاحقون النساء خطوة بخطوة ويُصدرون بحقهن أحكام الاعدام (بكل وسائل تنفيذه ، من رجم وذبح ) ، على استعمال الفيسبوك ...مثلا !! لكنهم لا :" ..يُخرجوا الاجنة فيقلونها في المقلاة ويأكلونها " كما تقول الاستاذة ، فهم (يا حرام ) ، مغرر بهم فقط ..!!
لكن يبدو بأن هذا هو النمط الفكري للأستاذة والتي تعتبر الحنابلة وتحديدا غُلاتهم ، تعتبرهم أصحاب الصحوة الفكرية التي تُنافح عن العرب والمُسلمين ، فقد سَبَق ووصفت في مقالة سابقة :" وكان احمد بن حنبل حريا بان يلهم العالم من بعده ما شهد العالم الاسلامي من بعد من "صحوة فكرية بزعامة ابن تيمية ( 661–728 ) هـ ( 1263 – 1328 )م وتلميذه ابن قيم الجوزية ( 691- 751) هـ ( 1292- 1350 م) و - See more at: http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=314250&utm_source=twitterfeed&utm_medium=twitter#sthash.IrgUS2EH.dpuf.
يتضح بأن ابن تيمية ، المرجعية الدينية الاولى للفكر التكفيري ، وداعي دُعاة الذبح للمُخالف ، هو صاحب صحوة فكرية ..!!
للأستاذة كامل الحق في تبني ما يحلو لها من عقائد وأفكار ( ومن أنا العبد الفقير ..؟؟!!) ، حتى "أُقرر لها ولغيرها " ، ما يعتنقونه من أفكار ، لكن لنا الحق كل الحق ، في نقد ما تطرحه ، وتحديدا من على صفحات هذا المنبر ..!! ورؤية المنهجية التي تتبعها للترويج لفكر ظلامي ، مرفوض من الغالبية ، سواء كانت معارضات غير مسؤولة أو حكومات عميلة وسيئة .
وموقفنا من المعارضات ( المصلحية )والنخب (المتواطئة ) ، ومؤسسة الكهنوت وأهل السلطة في العالم العربي والاسلامي ، معروفة وواضحة ، يتفق عليها غالبية كتاب هذا الموقع .