منتصر العائد من موته!


أحمد الناصري
2013 / 9 / 14 - 23:52     

منتصر العائد من موته!

نصوص

منتصر

مثل نبتة صبار تعاند موتها
مثل ذكرى طرية مبللة بالحنين
عاد إلينا منتصر من رحلته الأخيرة
يجر الخطى المثقلة بالموت والغياب والحيرة ويشير الى قبره...
......

منتصر كالخيط الناحل
كقصب الناي النائح بين الأيام
كالشباب الذاوي في حقول الفجيعة
منتصر الغائب
وهو الحاضر
منتصر العائد من موته
ببقايا من تراب القبر المجهول
وأزهار الموت
ورائحة القتل
وآثار الطعنات
ووجه القاتل
عاد ألينا من ذاك الغيب الجامد، يلعب بنجوم على شاطئ دجلة
ويركض في أتربة (الثورة) ويشاكس بغداد
ويراقب جبال يعرفها
جبال ستظل صديقة رغم الموت
ويراجع كتباً يعشقها
ويعد قصائده للنشر
منتصر عاد ألينا (كزهرة صبار) تحت القيظ
عاد طليقاً ونقياً من آثام الماضي
كالماء الصافي
كنبي يخذله قومه
كنبي يقتله قومه ويظل يسامح!
منتصر اللائذ بالحزب من خطر آخر يقتله ذاك الوغد!

أنت!

كم كنت تعشق نجاة الصغيرة، وصبية صغيرة أتتنا من بلاد فارس المجاورة
هي غادرتنا للجنون
وأنت استدرت الى المقبرة!
كنت تغني لها (مجنونة وحبت ...)
فيا للفاجعة
يا ليت الجنون بقى واستمر واستراح هنا
بأن لا يروح الجنون الى المقبرة!




مقبرة

دليلنا قبرة ومقبرة
فكيف أضعت الطريق الى المقبرة؟
أو إن قبرك السري مجهول عليك؟
أم ضاع قبرك والطريق الى وطن المقابر؟
وضاع الطريق على وطن المقابر!

قتيل

أنا القتيل مشتاق جابر عبد الله (منتصر)
أطالب بدمي منكم
أطالبكم بدمي
وأكتب النص الذي سوف يقتل قاتلي
فانا اعرف قاتلي
أطمأنوا
أعرف حروف أسمه
ولون سحنته الذاوية
أعرف جيداً روحه الخاوية!
فيا قاتلي
قتلتني ونسيتك
حتى نسيت أني قد نسيتك
فأترك نزيفي يستريح!

قاتل

يا قاتل كيف قتلت رفيقك؟
والناموس الأول يوصيك (أن لا تأكل لحم عدو)
فكيف شربت دم رفيق؟
وكيف نظرت الى جثته الباردة
جثته الهامدة؟
وكيف ترى ما ترى ووجه القتيل قبالتك أيما أدرت وجهك تلاقيه؟

فيا قاتل
يا هذا...
ستقتل فيه
أو تقتل فيك ومنك و(لو بعد حين)
لأنك قاتل!
فلا تسال كيف؟
ستعثر بجثته يوماً وتسقط مغشيا
والجثة تعينك، تحاول إيقاظك إنهاضك،
لكنك ميت قبل الآن!



عن التعذيب!

التعذيب هو التعذيب، ولا تعريف أو تفسير آخر له. وهو وحشي ومذل بكل أنواعه ودرجاته الجسدية والنفسية، ويشوه قطعة من الجسد أو الروح مع كل جلده أو كلمة قاسية. ولا يوجد تعذيب عنيف وآخر خفيف، فكله عنيف بل غاية في العنف والهمجية. وهو محاولة قتل متعمد مع وبقرار مسبق ومحسوم، بسبب التدخل العنيف على وظائف وحالة الجسد الطبيعية. حيث لا يحق لأحد، أي كان، ومهما كانت الأسباب، أن يضرب إنساناً بباقة ورد، بقصد الضرب. فكيف له أن يجلده بسياط رهيبة بقصد القتل؟ وأساليب التعذيب كثيرة، لكن كلها قذرة وإجرامية، حسب درجة لوثة عقل الجلاد وأجرامه. وعندما يتدخل طبيب في التعذيب ويشرف عليه فهو يعرف نقاط ضعف وقوة جسم الإنسان، عندها يكون القتل سهلاً وسريعاً. هذا ما حصل للشهيد منتصر على يد الطبيب المحقق الذي قتله. وبالمناسبة هو طبيبه ويعرف أمراضه منها (عجز كلوي) فضربه عليها وعلى رأسه كي يقتله. وعليه أن يثبت العكس! أين هو التقرير الطبي بقضية القتل؟ ربما التقرير موجود بين أوراق أو في ذاكرة الرفيقة الطبيبة، التي ساهمت في كتابته، لكنها تمارس الصمت أيضاً!

* ملاحظة هذه المادة ليست جزء من الرد المنتظر.