![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
جوهر كتاب الدولة والثورة
يعالج الزعيم فلاديمير لينين في كتابه "الدولة والثورة" مسألة حساسة وجوهرية في الفكر الماركسي والثورة البروليتارية. فبعد أن رأى لينين انزلاق الكثير من المنظرين الماركسيين إلى حفرة الانتهازية مثل كاوتسكي وبليخانوف وغيرهم من منظري الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية، رأى انه يجب عليه تفنيد تفسيراتهم وتحليلاتهم المشوهة للماركسية. فما يثبته لينين في هذا الكتاب هو أن الدولة هي قائمة أساساً بسبب التناقضات الطبقية في المجتمع، وأن الدولة ما هي إلا نتيجة هذا التناقض. فقد شكلت الدولة لتنظيم وإدارة الصراع بين الطبقات لكيلا تتناحر الطبقات الاجتماعية إلى ما لا نهاية في صراع عقيم. وعلى هذا الأساس فالطبقة الأقوى المسيطرة التي تملك وسائل الإنتاج والقوة الاقتصادية هي التي تسيطر على هذه الدولة التي كان من المفروض أن تمثل مصالح المجتمع ككل. إذن فالدولة هي أداة في يد الطبقة البرجوازية المسيطرة لاستثمار العمال المضطهدين ولقمع غالبية الشعب لمصلحة الطبقة المسيطرة. فالحرية في الدولة البرجوازية هي للبرجوازيين والمساواة هي بين البرجوازيين. وهنا بما أن الدولة على علاقات متينة ومعقدة مع الطبقة البرجوازية بحيث لن ينجح الإصلاح في تحويلها إلى أداة في يد البروليتاريا للسير باتجاه المجتمع الشيوعي، يجب على البروليتاريا المسلحة القضاء على آلة الدولة بالكامل وتحطيمها؛ لان وجود الدولة بالأساس مقرون بوجود الصراع الطبقي والدولة البرجوازية الحالية بمختلف أشكالها جمهورية ملكية الخ هي تمثيل لمصالح الطبقة البرجوازية. وبعد القضاء على آلة الدولة وأذرعها الدواوينية والجيش يأتي دور العمال المسلحين لكي يحلوا محل هذه الدولة الديموقراطية للبرجوازيين بدولة دكتاتورية البروليتاريا التي هي على العكس تماماً عن الدولة البرجوازية، فهذه الدولة أكثر ديموقراطية بحيث أن الأكثرية هنا وهم البروليتاريا يقمعون الأقلية وهم البرجوازيون في محاولتهم لاستعادة السلطة من جديد. فدولة البروليتاريا يقودها العمال المسلحون بشكل مباشر عن طريق المجالس العمالية والعسكرية والفلاحية، ودورها الرئيسي هو الرقابة والمحاسبة وبذلك تتحول إلى دولة إدارية وتنتزع عنها صفة السياسية. فالشعب يحكم نفسه في هذا الطور الأولي للمجتمع الشيوعي أو الاشتراكي، ويقمع أي محاولة برجوازية لاستعادة السلطة. ويقضي أيضاً على البيروقراطية بالانتخاب المباشر للقيادات العمالية والنواب في المجالس مع الحق للعمال بسحبهم من وظائفهم في أي وقت، ورواتبهم كرواتب العمال في الكمية. ففي هذا الطور لكلٍ حسب عمله، فمن لا يعمل يموت من الجوع.
|
|