بشر يأكل بشر في صحن الفقه الشافعي


عماد البابلي
2013 / 5 / 19 - 23:02     

( 1 )

وعندما دخل المدينة المظلمة ، هناك أمهات يقفن ورؤسهن محجبة وهن يدفعن بأبنائهن الاعزاء إلى ذروة الاستعراض ويصيحن بهن : ( أمضو إلى الاستشهاد ، قوموا بواجبكم ) ، ويقول الإمام بصوت أبح : ( هل ترى كم يحبونني ؟ ليس هناك طغيان في العالم يستطيع أن يوقف حيال تيار متدفق من المحبة كهذا التيار ) ، ويجبه جبريل باكيا : ( ليس هذا حبا بل هو الكراهية بعينها وهذه الكراهية تدفع بهم إلى أحضانك )
مقتطف من رواية الايات الشيطانية / سلمان رشدي


( 2 )

( في ذلك الزمن الغريب ، الخارج بلا معقوليته عن تقاويم الفصول ، سيحدث ذلك الشيء الرهيب ، المخجل للعصور والبشر ، عندما سيسقط من غبار الريح ، وفي سياق هذر الصحراء النبوية المتعارف عليه داخل العقل الإهليلجي الذي استوطنته الأساطير والخرافات البدائية ، ذلك المسخ الغريب الذي سيطلق عليه رمزيا عبيد الله بن أبي ضبيعة الكلبي . سيقال عن ظهوره فيما بعد على ألسنة العامة وشيعته ، أنه نبوءة تستند إلى تقاويم انتظار ظهورات وتحولات المهدي المنتظر الذي توارى في سرداب مظلم في أعقاب سنوات الفتنة والاقتتال الأهلي التي تلت اغتيال أسد الله الغالب ، الخليفة المغدور علي ابن أبي طالب . كالفطريات سينبت ، بعد أن تقذفه الريح الصفراء الجائحة على سطح الأرض الصالحة كالمزبلة لإنبات كل أنواع الشوكيات والخبازيات والنفل البري والرزين والحماضيات والقتاد واللويفة والصبار الوحشي والتيتان وآلاكال الحرشفي والقراص والزقوم والحلبلوب السام والدهموج الدرعي . سيولد ، حاملا في دمه نسغ هذه النباتات ، على شكل قنطور أو لوياثان . نصفه الأعلى بهيئة ضبع والنصف الأسفل شبيه سرطان رملي زاحف . لكنه بعد أن يخرج من غبار الصحراء زاحفا نحو المدن ، سيعبر أطوارأ من التحولات العضوية ، كما سيمتلك قدرة خاصة ، ربما كانت خارقة للعامة ، على الإيحاء بأنه من أرقى الخارقين لمألوف الزمن . ومع مرور الوقت ، بعد أن يعتلي عرشه ويوطد ملكه بالقتل والنفي والتجويع فتصبح البلاد تحت سوته وعيون بصاصيه ، سينسى أصله الأول وشكله اللابشري . وكما حول شكله الحيواني إلى الهيئة البشرية ، سيغير اسمه واسم سلالته ، وسينشر بين الرعية تاريخا جديدأ لميلاده وفتوته وتمرداته وكفاحه الصلب ضد أعداء الوطن . وبطاقة تجديد الشرق لأساطيره وحكاياته السحرية بفاعلية أشعة الشمس الحادة ، والامتداد الصحراوي ، وتناسخ الديانات الغيبية ، وهيمنة الخيال الجامح ، ستبدأ أسطورة عبيد الله بالتكوين والتبلور والامتداد على مدى ربع قرن من الزمن ، يتداول الناس خلالها معجزات وخوارق هذه الهبة السماوية التي لا تولد إلا مرة واحدة كل ألف من الأعوام . )
مقتطف من رواية وليمة لأعشاب البحر / حيدر حيدر


( 3 )

( إذا كان الميت مسلما والمضطر كافرا فإنه لا يجوز الأكل منه لشرف الإسلام وحيث جوزنا أكل ميتة الآدمي لا يجوز طبخها ولا شيها لما في ذلك من هتك حرمته ويتخير في غيره بين أكله نيئا وغيره وله قتل مرتد وأكله وقتل حربي ولو صغيرا أو امرأة وأكله لأنهما غير معصومين وإنما حرم قتل الصبي الحربي والمرأة الحربية في غير الضرورة لا لحرمتهما بل لحق الغانمين وله قتل الزاني المحصن والمحارب وتارك الصلاة ومن له عليه قصاص وإن لم يأذن الإمام في القتل لأن قتلهم مستحق وإنما اعتبروا إذنه في غير حال الضرورة تأدبا معه وحال الضرورة ليس فيها رعاية أدب وحكم مجانين أهل الحرب وأرقائهم وخنثاهم كصبيانهم قال ابن عبد السلام ولو وجد المضطر صبيا مع بالغ حربيين أكل البالغ وكف عن الصبي لما في أكله من ضياع المال ولأن الكفر الحقيقي أبلغ من الكفر الحكمي .... )

من كتاب : الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع
الجزء الثاني صفحة 427
للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد الشربين الطيب القاهرى الشافعي

المصدر : http://islamport.com/d/2/shf/1/7/305.html
الفتوى خاصة ماذا يفعل المسلم في وقت المجاعة القصوى !!!!


( 4 )

تكوين فوضي ونسق مغلق ، عالمنا المرئي الخجول في داخل ذاته ، تشويه قابع في أعمق المفاصل ، صحراء تنعتق من العالم المحيط بها إلى عالم من صنع طفل مصاب بالتوحد ، ( إني سقيم ) ، كم هو الشعور معقد ذاك الذي يمر به الكائن الذي نصفه كذبة ونصفه الأخر هيولي ينتظر التشكل ، وبقى ( سقيم ) وأورثنا سقمه من جيل لجيل ، يا ليته أورثنا شيء أخر ؟! .. النظام ليس كاملا ، وهم بالغ الحدة لدرجة الجنون أن يوجد النظام خالي من النقص ومن الخطأ ، الخطأ موجود في إحدى زوايا النظام ، دائما في أشد الزوايا ظلمة وأشدها سرية يتناسل الخطأ بشكل بطيء حتى يشل بنية الكائن روحيا ، الشعب المساق كالحمير السعيدة لقدره المحتوم ليدفن تحت المزابل .. ثنائية طبقية مقيتة تنتشر كالبكتريا في كل مكان ، متخم جدا وجائع جدا ، مُدرك جدا وجاهل جدا ، متدين جدا يقابله في الجهة المعاكسة ملحد لا يؤمن حتى بنفسه .. الفساد والجوع يتنقل من بيت إلى بيت ومن شارع لشارع كشبح موت مفزع ، لا أحد يوقف تلك الفوضى الفيزيائية للجسد وللعقل ، يخطف الأنفس كما تخطف الصقور الفئران من بين الحشائش .. غرفة الاعتراف واسعة وتضم كل حفنة العهرة من المقاولين والكومبرادور المنتفع من فتات السلطة ، رغم قسوة الاعتراف لمن تتملكهم أمنية حقيقية بالعودة مجددا لهذا الكوكب ، عودة مباركة بالمزيد من الفساد والصفقات المشبوهة التي تتناسل على أجسد الفقراء والمعدمين ..