نصوص... شهيد... مقاتل
أحمد الناصري
2013 / 5 / 2 - 23:04
شهيد
نصوص
1-
إشراقة الموت في عينيك مذهلة
فأغمض عيونك كي لا نرى موتك
وأمسك بأيامك كي تبقى هنا
يا بن الحياة...
......
......
قد تحتاج إلى معجزة كي تنجو
لكن تقويم الأيام يقول أنك ميت
راحة اليد
الكتاب المفتوح
العرافة الغجرية المثيرة
البرزخ النازل نحو الغيب
القدر الغادر
الخطأ
الغموض
العدو....
لكن مع كل هذا وذاك... لماذا تخليت عني؟ فقد كان لي أن أكون معك، وكان موعدنا عند الصباح القتيل، لكن التقويم لا يصدق أحياناً...
لماذا تركت أيامك كي تهدر، وجعلت أوراقك تطير في مهب المصير؟
كيف غادرت مقعدك اليومي قبل أن يحل الأوان؟
كيف تترك الأرصفة الصديقة؟
من يرتب المائدة؟
من يطرح الأسئلة ومن يشاكس؟
كيف تنسى ولا تأتي الى الموعد القادم؟
كيف لا تلقّح نخلتك الأثيرة في موسمها القريب؟
كيف لا تلقي الصباح على الجبال الأبية؟
كيف لا تقرأ الكتاب الجديد؟
ماذا ستقول لتلك المرأة الناطرة فوق حرارة الأشواق؟
أين ضاع ضحكك العارم؟
ضاع عمرك في ركاكة المراثي
......
......
صورة الحائط تحكي عن لحظة غامضة
عن أسف وشوق ومودة مقتولة هناك
في العراء البعيد، في ساحات مجهولة، في يوم مجهول...
بين صورة الحائط والجثة اليابسة تمتدد خطوط الطول وخطوط العرض
يمتد الحبل السري الأول
يحاول أن يمتد وأن يبقى...
قد ينجح... لكنك غبت أو غُيبت!
......
......
ستبقى حاضراً بين مكان الولادة ومكان القتل وحديث المساء الصداقي
تدير الجدال الأخير، السؤال الأخير، تسخر، ترش المودة على الأصحاب، تصافح الأيادي، وتلعن القدر...
....
أهذا ما كان يريده قاتلك؟
2-
مقاتل
إلى ذكرى رفيق جميل سقط في بشتآشان
أنت ترقص
أنت تقرأ وتبني وتجادل
أنت تطلق النار على الأخطاء
أنت تحب الحياة (ما استطعت أليها سبيلا)...
في الطريق الطويل إلى الوطن
أنت تنسى الألم، تتذكر صوت النساء وصوت الغناء الطويل
ومراثي المدن
الطريق المؤدي إلى جنة خاوية
الطريق المؤدي إلى المذبحة
تُقتل في لحظة غادرة
بطلقة من زنيم...
لكنك تبقى هناك تقاوم بحروف أسمك
برسمك
بالبهاء الجميل
والوفاء الجليل
ودم القتيل!
1.5.2013