خدوش على القشرة


أمير الحلو
2012 / 2 / 21 - 10:24     


أتابع بأهتمام وشكر ما يقدمه البعض من الخيرين من مساعدات للعوائل المحتاجة والمتعففة التي تظهر مشاكلها على التلفزيون ، ومنها أخيراً قيام رئيس ديوان الــــــــــــوقف السني السيد أحمد عبد الغفور السامرائي من تقديم أثاث وتجهيزات كاملة لأسرة فقدت معيلها واستلم أمورها صبي في الثامنة من عمره من أفراد العائلة ، كما أن أحد الزملاء الذي لا أريد (زيادة ) الأطراء اليومي به والذي تتكفله جريدته الغراء وفضائيته المتميزة ، يلتقط مثل هذه الصور المأساوية المؤلمة ويعالج بعضها بالمساعدة ، مع مبادرات أخرى من قبل مواطنين ومؤسسات.
ومع أمتناني كمواطن لكل هؤلاء المحسنين الكرام ، إلا أنني أردد قول كارل ماركس بأن كل ذلك ( خدوش على القشرة ) أي أن الحالة العامة في العراق بنظري والحالات الخاصة تحتاج الى علاج جذري وليس الى مساعدات فردية قد تنقذ عائلة مثلاً ، ولكن كم من العوائل المحتاجة التي لا تصلها الشاشات الفضائية أو الاعلام ، وكم من المواطنين وحتى أنا منهم لا نطلب مالاً أو أثاثاً للمساعدة ولكننا نرجو أن توفر لنا الدولة الكهرباء المستمر والشوارع المبلطة والحدائق غير الترابية ، وما تعانيه المناطق النائية من حياة بائسة في جميع المجالات وهي لا تعلم شيئاً عن الكهرباء ، لذلك فاتتها المعركة المحتدمة بين وزارتي الكهرباء والنفط حول أيهما المسؤول عن شحة الكهرباء ويتساءل المواطن بانه لا يستطيع الحصول على النفط والكاز إلا بصعوبة فكيف الأمر بوزارة الكهرباء التي تحتاج الى ملايين اللترات منهما ؟
أعود لموضوعي الأصلي لأقول أن الأزمات لا تحل بالمعالجات الفردية ، ولو أنها مفيدة لأصحاب الشأن اعلاميا وماديا ، ولكن بالعمل على حل الأزمات بطريقة علمية ومنع السرقات والنهب والتلاعب بالثروات الوطنية ومنها النفط الذي نرى أسبوعياً أرتالاً من الشاحنات المحجوزة التي تهربه وكذلك إلقاء القبض على البعض ممن يربط أنابيب النفط القريبة من سكنه الى أنابيبه الخاصة او الشاحنات ليحصل عليه وعلى عائداته مجاناً !
إن نقلي لهذه الصورة السوداء ليس للأنارة أو الانتقاد غير الموضوعي ولكني أقولها للمسؤولين عن هذه القطاعات بالعامية ( سووا لنا جاره) أي حلا ، فمن غير المعقول أن يجري بناء البيوت للفقراء عن طريق المعونات الفردية الاهلية ويجري استعراضها بالتلفزيون كدليل علىتقصير المسؤولين في حلّ القضايا الحياتية للمواطنين بشكل جذري ومخلص ، أما هذه المعونات فهي ( حك على الجروح ) لا تضميدها وعلاجها ، وهناك فرق بينهما .
للذين سرقوا أقول الم تشبعوا ، ولمن زور شهادته ليحصل على منصب قد يكون علمياً ومهماً ، الم تخجلوا بعد ، وأقول للمواطن الفقير : لاتصبر بل أعترض وطالب بحقوقك المنهوبة حتى لو ردد البعض (لاحياة لمن تنادي ) !