عن السابقين المقربين وغيرهم
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن
-
العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 15:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذا السؤال الأول من الأستاذ هشام شوقى ، أكرمه الله جل وعلا ، يقول :
( لقد ذكرت سابقاً أن أهل الجنة هم فئتين أحدهما هم السابقون المقربون والفئة الأخرى هي أصحاب اليمين وأنا أود من سيادتكم أن تفيدنا بإيجاز غير مخل – أو بالتفصيل إن شئت – أن تحدد لنا الأعمال الصالحة التي نفعلها لنكون من السابقون المقربون مثل : قيام الليل وغيرها من العبادات التي ترفعنا في الدرجة والمنزلة عند الله يوم القيامة وانا هنا لا أطلب منك الشرح الوفير – وإن كنت اتمني هذا – ولكن ما أطلبه منك هو خطوات واضحة يتبعها المسلم وأشبه ما تكون بخارطة الطريق والتي يتبعها أي مسلم يرغب بالدرجات العليا من الجنة ، ولك مني خالص الشكر والإحترام والتقدير. )
الإجابة :
الموضوع طويل ، ونستشهد بالآيات ، ونطلب تدبرها معنا .
أولا :
قال جل وعلا : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ( 32 ) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ( 33 ) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ( 34 ) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ( 35 ) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ( 36 ) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ( 38 ) فاطر ).
1 ـ الذين ورثوا القرآن الكريم منهم الظالم لنفسه ( وهم المحمديون ) ومنهم المقتصد الذى تاب وأناب ، ومنهم السابق بالخيرات . ثم في الآخرة سيدخل المقتصدون التائبون والسابقون الجنة ، حيث يحمدون ربهم في دار المقامة ، أما المحمديون وأمثالهم فمأواهم جهنم يصطرخون فيها ، حيث لا خروج ولا موت ولا تخفيف ، ويأتيهم التأنيب أنه جاءهم القرآن الكريم نذيرا وكان لديهم ( عُمر ) ووقت للتذكر ، أضاعوه في الكفر وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . هذه الآيات الكريمة تدق جرس الإنذار لنا ، فلا مهرب من الموت ولا مهرب من لقاء الله جل وعلا وحسابه .
2 ـ لكل منا حريته وهو مسئول عن إختياره ، إن شاء آمن وإهتدى وإن شاء ضل وعصى ، أي هو الذى يحدد مصيره ، والله جل وعلا لا يخلف وعده ولا يخلف وعيده .
ثانيا :
وقع من نسميهم ( الصحابة ) في هذا الإختبار . سورة التوبة من أواخر ما نزل من القرآن الكريم ، وهى تعطى مسحا تفصيلا لمن عاصر نزولها ، من الكافرين والمنافقين والمقتصدين والسابقين . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 100 ). السابقون هنا هم بالايمان والعمل لأنها تشمل من جاء بعدهم وإتبعهم بإحسان . هؤلاء سيتمتعون برضا الرحمن جل وعلا عنهم ، وهم خالدون في الجنة .
2 ـ ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ( 101 ) .
توجد قبل هذه الآيات آيات كثيرة في تفصيل أفعال وأقوال ومكائد المنافقين الصُّرحاء . ثم تأتى هذه الآية ( 101 ) تذكر طائفة أدمنت النفاق وكتمته ، وخدعت النبى محمدا عليه السلام وغيره ، وقد توعّدهم الله جل وعلا بعذاب مرتين في الدنيا ، ثم ينتظرهم عذاب عظيم في الجحيم . أي إنهم لن يتوبوا ، وسيكونون في وضع مسيطر يفسدون فيه ، وهذا ما وقع فيه ( الخلفاء الفاسقون : أبو بكر وعمر وعثمان وعلى ) وصحابة الفتوحات والحروب الأهلية . والمحمديون يقدسون أولئك الصحابة . وجدير بالذكر إن الله جل وعلا توعّد المنافقين الصُّرحاء بالدرك الأسفل من النار ، إلا من تاب منهم . قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ( 145 ) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ( 146 ) النساء ) . المنافقون الصُّرحاء ممكن أن يتوبوا ، أما صحابة الفتوحات والفتنة الكبرى فقد ظلوا على كفرهم وماتوا به ، وتسببوا باعتداءاتهم في قتل الملايين ، وبهم نشأت وتأسّست الأديان الأرضية الشيطانية للمحمديين .
3 ـ ثم نصل الى الصحابة التائبين ، وقد إعترفوا بذنوبهم ووعدهم ربهم جل وعلا بالتوبة إذا حسنت توبتهم ، وأمرهم بتقديم صدقة يتطهرون بها . قال جل وعلا : ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 102 ) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 103 ) أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 104 ) التوبة ) .
ثالثا :
1 ـ نستفيد مما سبق أن التوبة مُتاحة لكل فرد ، مهما بلغت ذنوبه . نرجو تدبر قول ربنا جل وعلا : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( 53 ) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ ( 54 ) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ ( 55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ( 56 ) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ( 57 ) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ( 58 ) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ( 59 ) الزمر ).
2 ـ ولكن التوبة المقبولة ( النّصوح ) تستلزم تغييرا في السلوك ، بإرجاع الحقوق لأصحابها ، والإلتزام بالتقوى . وهذا يستلزم وقتا ، وإلا لا فائدة . نرجو تدبر قول ربنا جل وعلا :
2 / 1 : ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ( 17 ) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ( 18 ) النساء )
2 / 2 : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) (82 ) طه )
2 / 3 : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ( 68 ) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ( 69 ) إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ( 70 ) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ( 71 ) الفرقان )
رابعا :
يختار الفرد ما يشاء من الضلال أو الهدى:
1 ـ عند الاحتضار تبشره ملائكة الموت بمصيره . قال جل وعلا : ( (فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ( 83 ) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ( 84 ) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ ( 85 ) فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ( 86 ) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( 87 ) فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( 88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ( 89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ( 90) فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ( 91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ( 92 ) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ( 93 ) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94 ) الواقعة ). أي إمّا ان يكون من السابقين أو من أصحاب اليمين ، وإما أن يكون من أصحاب الجحيم .
2 ـ في اليوم الآخر : نفس الدرجات الثلاث . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً ( 7 ) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ( 8 ) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ( 9 ) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ( 10 ) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ( 11 ) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ( 12 ) ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ ( 13 ) وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ ( 14 ) عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ ( 15 ) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ( 16 ) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ( 17 ) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ( 18 ) لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ ( 19 ) وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ ( 20 ) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ ( 21 ) وَحُورٌ عِينٌ ( 22 ) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ( 23 ) جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 24 ) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا ( 25 ) إِلاَّ قِيلا سَلامًا سَلامًا ( 26 ) وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ( 27 ) فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ ( 27 ) وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ( 28 ) وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ( 29 ) وَمَاء مَّسْكُوبٍ ( 30 ) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ( 31 ) لّا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ( 32 ) وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ( 33 ) إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء ( 34 ) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ( 35 ) عُرُبًا أَتْرَابًا ( 36 ) لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ( 37 ) ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ ( 38 ) وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ ( 40 ) وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ( 41 ) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ( 42 ) وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ ( 43 ) لّا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ( 44 ) الواقعة )
2 / 2 : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ( 46) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ( 48) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50 ) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51 ) فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ ( 52) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ( 54) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56 ) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ( 58) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 59) هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ ( 60) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61 ) وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ( 63) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ( 64) مُدْهَامَّتَانِ ( 65) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 66) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ( 67) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 68) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ( 69) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 70) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ( 71) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 72) حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ( 73) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 74) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ( 75) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 76) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ( 77) الرحمن ). الفروق بين نعيم السابقين ونعيم اهل اليمين يستلزم تدبرا كبيرا .
خامسا :
ماذا نفعل لنكون من السابقين المقربين .
ليس صعبا على الاطلاق . هو كالآتى :
في الصلة برب العزة جل وعلا :
ليس مجرد الصلة به بالصلوات الخمس خشوعا في أدائها وإقامة لها في السلوك بالتقوى وإبتعادا عن الفحشاء والمنكر ، بل أيضا قيام الليل صلاة وتسبيحا وقراءة للقرآن الكريم . قال جل وعلا :
1 ـ (كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ( 17 ) الذاريات )
2 ـ ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) (9 ) الزمر )
3 ـ ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 20 ) المزمل ) . المحمديون يؤمنون بما جاء في البخارى من حديث أنس بن مالك ان النبى محمدا كان يقضى الليل في ممارسة الجنس مع نسائه ، وهم كانوا يتابعونه يتكلمون أنه أُعطى قوة 30 رجلا في الفحولة الجنسية .. هذا هو قيام الليل في دين المحمديين الشيطانى .!
في التعامل مع الشيطان ووسوسته :
المسارعة بالاستعاذة منه . قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام ولنا :
1 ـ ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 36 ) فصلت )
2 ـ ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) ( 201 ) الأعراف )
في التعامل مع اشخاص الناس :
قال جل وعلا :
عن قول الحُسن لهم : ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا ) ( 83 ) البقرة )
عن الصفح عنهم إذا أساءوا : ( وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) ( 40 ) الشورى )
( وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) ( 65 ) الحجر )
عن الصفح عن غير المؤمنين :
1 ـ ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ( 109 ) البقرة )
2 ـ ( وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاء قَوْمٌ لّا يُؤْمِنُونَ ( 88 ) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ( 89 ) الزخرف )
3 ـ ( قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( 14 ) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ( 15 ) الجاثية )
في الدعوة للحق :
قال جل وعلا :
1 ـ ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) ( 96 ) ) المؤمنون )
2 ـ ليست بين الداعية للحق وأصحاب الباطل خصومة شخصية ، بل هو إختلاف في الدين . هم لا يؤمنون بالله جل وعلا وحده ، بل يؤمنون بآلهة وأولياء مقدسين عندهم مع الله جل وعلا . في دعوتهم للحق لا يتعرض لأشخاصهم ، بل يقول يصدع بالحق القرآنى في دينهم ، مع الاعراض عنهم لو أساءوا اليه . قال جل وعلا : ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ( 94 ) الحجر ) فإذا تجاوزوا في حقه عليه أن يردّ ليس بالحسنى ، بل بالتى هي أحسن . وتلك هي المرتبة العليا من أخلاق الدعوة الإسلامية . قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ( 33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ( 34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) ( 35) فصلت )
ودائما : صدق الله العظيم .!
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran