الإعدامات في إيران بأعلى نسق لها خلال عقود ، مفرزة إحتجاجات : - الصمت إزاء الظلم خيانة -


شادي الشماوي
2025 / 12 / 10 - 20:39     

الحملة الإستعجاليّة العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين في إيران الآن! ( IEC )
جريدة " الثورة " عدد 935 ، 8 ديسمبر 2025
www.revcom.us

ملاحظة ناشر موقع أنترنت revcom.us : بلغنا التالي من الحملة الإستعجاليّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين في إيران الآن ! ( IEC ) . الترجمة ترجمة آليّة محسّنة .
------------------------

كيف نتحمّل الثمن الإنساني و التأثير الاجتماعي الحقيقيّين لكون في إيران في الشهر الواحد يقع شنق 5 أو حتّى 10 في اليوم الواحد ؟ لا وجود حتّى لإحصائيّات دقيقة للقتلى . فمنظّمات حقوق الإنسان تقدّر عددا كلّ شهر بالمزج بين مضمون التقارير المحلّية الجديدة و بتجميع أخبار شخصيّا من العائلات و النشطاء . حتّى و إن كان عدد الإعدامات في الشهر الأخير يتراوح بين 152 ( حقوق الإنسان الإيرانيّة و المنظّمات غير الحكوميّة ) إلى 260 و حتّى 303 ، فإنّ عديد هذه المنظّمات تت!فق على أنّ هذا العدد هو الأعلى من أيّ شهر مضى خلال العشرين سنة الماضية .و وفق هذه التقارير ذاتها ، تمّ إعدام بين 1426 و 1702 سجينا إلى حدّ الآن هذه السنة ، لذا تعدّ سنة 2025 السنة الأكثر قتلا خلال عقود .
و كردّ على ذلك ، شهدت مساندة إضراب الجوع الأسبوعي للمساجين " ثلاثاء بلا إعدامات " ضد الإعدامات " توسّعا منقطع النظير " كما أوردت حملة " أحرقوا القفص " ( حملة مساندة للمساجين السياسيّين الإيرانيّين ، مركّزة في أوروبا ) في 25 نوفمبر ، بمسيرات إحتجاجيّة في الآن نفسه في أكثر من 16 مدينة داخل إيران . و في الأسبوع التالي، في 2 ديسمبر، لاحظت " أحرقوا القفص "أنّ أُسر المساجين السياسيّين المحكوم عليهم بالإعدام ، أو أُسر الذين قتلتهم قوّات شرطة النظام في السنوات الأخيرة ، نهضت بدور قويّ في الخطوط الأماميّة لهذه الإحتجاجات الأسبوعيّة . و هذا تطوّر نحن في أمسّ الحاجة إليه و مرحّب به ردّا على النسق المتصاعد للإعدامات في إيران لبعض الوقت ، لا سيما منذ تمرّد " المرأة ، الحياة، الحرّية " ( 2022-2023 )و منذ القصف بلا إستفزاز الذى نفّذته إسرائيل – الولايات المتّحدة ضد إيران في جوان 2025. و قد نمى الآن إضراب الجوع الأسبوعي للمساجين الشجعان ليبلغ 55 سجنا عبر إيران وهو في أسبوعه المتتالي 97 . و في 28 جانفي 2026 ، سيسجّل ذكراه الثانية البارزة .
" الصمت إزاء الظلم خيانة " – أمّ طالب محكوم عليه بالإعدام :
واحد من آلاف المحكوم عليهم بالإعدام هو إحسان فريدي و عمره 22 سنة وهو طالب في البداية وُجّهت له تُهمة عامة ب " الدعاية ضد الدولة " و تمّ إطلاق سراحه بكفالة . ثمّ ، دون أيّ دليل ، فجأة وجّه له قضاء النظام التيوقراطي الفاشيّ تهمة " الإفساد في الأرض " و حكم عليه بالإعدام .(1)
و قد نشرت للعموم والدته شريط فيديو مؤلم على وسائل التواصل الاجتماعي :
" أنا أمّ طوال سنتين كاملتين ، على أمل إثبات براءة إبني ، صعدت بخوف أدراج مكتب المدّعى العام و المحكمة . و بقيت صامتة لأنّى متأكّدة من براءة إبنى . لكن من الآن فصاعدا ، لن أبقى صامتة . لأنّنى صرت أعتقد أنّ الصمت إزاء الظلم خيانة ... آمل أن لا يتعيّن على كلّ أمّ ، لإنقاذ حياة إبنها ، قطعة من لحمها ، أن ترمي بنفسها إلى النار و الماء جرّاء هكذا معاناة و عذاب ."
و ناشطة حقوق الإنسان و الفائزة بجائزة نوبل سنة 2023 ، نرجس محمّدي ، وهي في فترة نقاهة طبّية، تواجه مجدّدا تهديدات جدّية من النظام الإيراني . و في نوفمبر ، طلبت السماح لها بالسفر إلى فرنسا للإحتفال بعيد ميلاد توأميها ال19 الذين لم تراهما منذ كان عمرهما 8 سنوات . (2) و قد أصدر جهازين قضائيّين قراري منع لسفرها إلى خارج إيران أحدهما تميّز بأنّ قرار" دائم " المفعول . و قد لخّصت نرجس بدقّة الوضع المحتدم في 3 نوفمبر أثناء حوار صحفيّ :
" لقد إشتدّ القمع . و الوقاع هو أنّ الإعدامات تعكس درجة العنف و الوحشيّة الذين أطلقت العنان لهما الجمهوريّة الإيرانيّة ضد الشعب الإيراني . و و قد توسّعت كثيرا الإحتجاجات و بلغت الآن فئات إجتماعيّة رغم أنّها تحت التهديد لم يقع إستهدافها على هذا النحو من قبل . أري القمع الآن على أنّه في منتهى الجدّية . عنف النظام القائم ضد شعبه عنف خبيث و أعلم أنّ الناس غاضبون بعمق . " (3)
و جرس الإنذار الذى دقّته نرجس محمّدي و مسانديها يجب أن يلقى آذانا صاغية . في العالم الذى نعيش فيه اليوم من الرأسمالية و الإمبرياليّة الخبيثتين مع صعود الفاشيّة و قمع الدولة السافر ، يقف النضال المصمّم للمعارضين و المساجين السياسيّين الإيرانيّين منارة لكافة الذين يمقتون الظلم . إنّه ناقوس خطر ينادي إلى النهوض في مقاومة مناسبة و القتال الأشرس من أجل عالم أفضل بكثير من هذا .
في زمن التحدّيات هذا ، هناك شرارات نضال من أجل الكرامة و الإنسانيّة تبرز من أعماق غياهب السجون الإيرانيّة و علينا تثمين ذلك . فمثل هذا الشعاع من الضوء هو من فنّ مرتضى برفين و ناشط أزاري في سجن أفين و فنّهما من وراء جدران السجن يرفض اليأس و يقدّم خدمات للروح الإنسانيّة و التفكير الحرّ الذى لا يُقهر و الذى يحتاج الكثير منه عالمنا في الوقت الحاضر . و مثلما ورد في تقرير ل @iranprisonatlas ، في 18 نوفمبر 2025 :
" جرى عرض يوم واحد للرسوم التجريديّة لمرتضى برفين ، سجين سياسي و فنّان في حقل الفنون البصريّة و الإنجازات... عُرض 50 رسم من رسوم مرتضى برفين رسمها بأدنى الأدوات و فقط في 5 أيّام للمساجين ... و قدّم عديد المساجين الآخرين خطابات حول قيمة الفنّان و عدم إستسلامه حتّى في السجن و مواصلته عمله الفنّي بالرغم من كلّ الممنوعات . و كذلك نظّم مرتضى برفين عروضا في سجن أفين بمناسبة اليوم العالمي للعمّال و اليوم العالمي للمرأة في السنة الفارطة ...
نصّ خطاب مرتضى برفين أمام المساجين السياسيّين الذين زاروا مكان عرض الرسوم هو التالي :
" أرسم لأنّى أعتبر من الضروريّ ترك الأعمال لهذه اللحظة و بالطبع للأجيال القادمة ؛ ربّما بالنسبة إلى الذين يعبّرون بالكلمة و الذين يستعملون أيديهم الفنّية محرومون الأقفال و عراقيل الصمت . و بالنسبة إلى أتباعي من البشر و الإخوة و الأخوات ... الذين يعدّون الحرّية هي الأجمل و الوصف المستحقّ . و بالنسبة إلى طاهر نغهافي و فادود أسادي [ ناشطان سجينان من أذربدجان ] ، الذين حكم عليهما بالإعدام و أسرهم تعتصم خارج أبواب سجن أفين كلّ يوم . و أهدى هذا العرض إلى هؤلاء الأعزّاء . "
أطلقوا سراح كافة المساجين السياسيّين الآن !
أوقفوا الإعدامات !
لا لتهديدات الولايات المتّحدة و تحرّكاتها الحربيّة !
هوامش المقال :
1- Student Faces Execution After Iran s Supreme Court Rejects Retrial, iranwire.com, October 23, 2025.
إستبعدت المحكمة العليا الإيرانيّة مطلب محاميه في إعادة المحاكمة و ذلك " في أقلّ من ساعة ".
2- " عقب ارتفاع حديث للإعتقالات عبر إيران ، بما في ذلك للمدافعين عن حقوق الإنسان و المحامين و الأساتذة و الكتّاب و الصحفيّين و الأكاديميّين و المدافعين عن حقوق النساء ، نحن منشغلون بعمق بمصير الفائزة بجائزة نوبل للسلام ، نرجس محمّدي التي خرجت من السجن بتعليق مؤقّت لحكمها منذ ديسمبر 2024 ، وهي ممنوعة من مغادرة البلاد و الحصول على جواز سفر . و لا تزال تواجه سنوات عشر إضافيّة من السجن عندما تعود إلى السجن " .
” Iranian Government Must All Charges Against Narges Mohammadi and Allow Her to See Her Children, narges.foundation, November 25, 2025.
3- Translation by Bloomberg interpreter. Excerpt posted by Narges on YouTube, November 3, 2025.