انتفاضة التقدميين: بيرني ساندرز ونادي القتال يقودان التمرد اليساري داخل الديمقراطيين


ليث الجادر
2025 / 11 / 30 - 21:37     

في قلب الصراع الطبقي داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي، يتصدر السيناتور بيرني ساندرز وتحالف "نادي القتال" التقدمي، الذي يضم إليزابيث وارن وتينا سميث، معركة حاسمة ضد النخبة التقليدية برئاسة تشاك شومر. يدعم ساندرز مرشحين مستقلين مثل أناليليا ميخيا في نيوجيرسي، التي قادت حملات ناجحة لأجور خمسة عشر دولارًا وإجازات مدفوعة الأجر، وعبد الإل-سيَيد في ميشيغان، الطبيب الرافض لتمويل اللجان السياسية للشركات وناشط في قضية "الرعاية الصحية للجميع"، رافضًا تدخل "لجنة الحملات الديمقراطية السناتورية" التي تدعم مرشحين موالين للمصالح الرأسمالية مثل هالي ستيفنز وأنجي كريغ وجانيت ميلز. بدأ هذا التمرد كرد فعل على إغلاق الحكومة في نوفمبر 2025، حيث صوت ثمانية سناتورات معتدلين لإعادة الفتح بدون تمديد دعم التأمين الصحي لأربعة وعشرين مليون أمريكي، مما يهدد بارتفاع أقساط التأمين بأربعة أضعاف، ويضع هيمنة شومر على المحك في الانتخابات التمهيدية لعام 2026.دور بيرني ساندرز: مهندس الثورة الشعبية ونجاحاته الملموسةبيرني ساندرز، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 84 عامًا، ناضل عقودًا من أجل إصلاحات جذرية مثل "الرعاية الصحية للجميع"، رفع الحد الأدنى للأجور إلى خمسة عشر دولارًا، والدفاع عن حقوق العمال، مجددًا دور الحزب كمنصة للطبقة العاملة بعيدًا عن نفوذ الاحتكارات. النجاح الأبرز له في 2025 هو دعم زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي الشاب الذي فاز بمنصب عمدة نيويورك بنسبة 50.4% في نوفمبر، محققًا مفاجأة سياسية تاريخية كأول مسلم وأصغر عمدة للمدينة. نفذ ممداني برامج جذرية، مثل الرعاية الطفولية الشاملة، الحافلات المجانية، والسكن الميسر، مما خفّض تكاليف المعيشة للفقراء في معقل رأسمالي مثيرًا هجومًا من أثرياء كبار.نادي القتال: جبهة الطبقة العاملة وآلياته التنظيميةتشكّل "نادي القتال" في نوفمبر 2025 كرد فعل على فشل تشاك شومر في مواجهة الجمهوريين خلال أزمة إغلاق الحكومة، حيث لم يُفرض تمديد لدعم التأمين الصحي كمطلب قوي. يضم النادي سناتورات تقدميين مثل ساندرز ووارن وسميث، ويهدف إلى تقويض سيطرة شومر ولجنة الحملات الديمقراطية السناتورية عن طريق تمويل مشترك من مانحين تقدميين صغار، قوائم مانحين مشتركة، وحملات ميدانية تشمل مظاهرات وتعبئة قواعد شعبية في عدة ولايات مثل ميشيغان، مينيسوتا، ماين، تكساس، وآيوا. يدعم النادي حركة "إنديفيزيبل" التي ترفض أي مرشح ديمقراطي لا يطالب باستقالة شومر، محولة غضب الطبقات الشعبية إلى قوة انتخابية، وترفض اللجان السياسية التابعة للشركات التي تمول المعتدلين، ما يجعل هذه الحركة تمردًا نضاليًا داخليًا ضد معتدلي الحزب.التحليل اليساري: الانقسامات والتحديات والمقارنة التاريخيةمن منظور طبقي، يمثل ساندرز و"نادي القتال" انتفاضة على النيوليبرالية التي حوّلت الحزب الديمقراطي إلى حارس لمصالح الأغنياء. لكن يوجد انقسام داخل التيار التقدمي بين المعتدلين الداعمين للتوافقات التدريجية، والراديكاليين الذين يرفعون شعارات اشتراكية جذرية. نجاح ممداني يؤكد جاذبية البرامج الاشتراكية للجماهير في مواجهة ترامب والرأسماليين، لكنه يواجه تحديات مثل مقاومة التمويل الكبير للمرشحين المعتدلين وضغط الدوائر الانتخابية. رغم أن حركة "نادي القتال" تشبه الحركات التقدمية السابقة مثل "شاي حزب اليسار" وحملة "براند نيو كونغرس"، إلا أن الظروف الحالية تهيئ لانتقال محتمل نحو حزب عمال حقيقي إذا تجاوزت الحركة الانقسامات التنظيمية.ترجمة هذه الأحداث تعكس أن هناك حركة يسارية جديدة تضغط لإعادة توزيع الثروة ومقاومة الخصخصة داخل الحزب الديمقراطي، تجسد تحديا رئيسيا لنخبة الحزب التقليدية خاصة في الانتخابات النصفية لعام 2026