نظام ترامب الفاشيّ لن يدمّر نفسه – ليس بوسعنا التهرّب من مسؤوليّتنا في التحرّك بالملايين بشكل غير عنيف لترحيله من السلطة ... الآن !


شادي الشماوي
2025 / 11 / 28 - 00:06     

جريدة " الثورة " عدد 933 ، 24 نوفمبر 20258
www.revcom.us

يمكن لشيئين إثنين أن يكونا صحيحين في الوقت نفسه .
أجل ، واجه ترامب معارضة متصاعدة من داخل الطبقة الحاكمة و حتّى من بعض القوى ضمن الماغا [ MAGA – جعل أمريكا عظيمة من جديد ] في الأسابيع الماضية .
و أجل ، ترامب أخطر من أيّ وقت مضى و يجب - بشكل غير عنيف - أن نطيح به من السلطة بإحتلال الملايين للشوارع، مطالبين بنهاية نظام ترامب ، يوما بعد يوم .
و قد شهد هذا الخريف التالي ذكره :
أوّلا ، تحدّث ترامب إلى تجمّع ضخم من الجنرالات و الأدميرالات ليعلن أنّ مهمّتهم الأساسيّة هي خوض الحرب ضد " العدوّ الداخلي " ، و دعا إلى إعادة توجيه القوّات المسلّحة لتحقيق هذه " المهمّة " . ( و قد جاء هذا بعد ستّة أشهر من التطهير للصفوف العليا من القيادات ذات البشرة السوداء و من النساء ، و إعادة تأهيل الكنفدراليّة ، و القطيعة مع كافة أشكال محاولة تجاوز أو حتّى الإعتراف بالتمييز العنصري الماضي ) .
ثانيا ، إستخدم ترامب الجيش في نوبة القتل الجارية في الكراييب وهو ، و نحن نتوجّه إلى طباعة هذا العدد من الجريدة ، يهدّد بالحرب ضد فنزويلا . و بقيامه بهذا تجاوز كلّيا الكنغرس .
ثالثا ، عندما ذكّر ستّة نوّاب ديمقراطيّين بالكنغرس علنيّا و بقوّة العاملين بالجيش بواجبهم القانونيّ بأن يرفضوا بتنفيذ أوامر غير قانونيّة ، دعا ترامب بصفة متكرّرة لإعدامهم . ( من أجل المزيد عن هذا التطوّر الهام ، أنظروا مقالا آخر في هذا العدد من الجريدة ) .
رابعا ، في سبتمبر و أكتوبر ، أصدر ترامب أمرا تنفيذيّا و مرسوما تنفيذيّا في الأساس وصف كافة المجموعات المناهضة للفاشيّة بأنّها " متطرّفة عنيفة " و" إرهابيّة " و نادا إلى حملة " بحث و متابعة قانونيّة و إيقافات " مثل هذه المجموعات. و أثناء هذه الفترة ، وسم أحد المسؤولين السامين في نظام ترامب ، تسيفن ميلار ، الحزب الديمقراطي بأكمله بأنّه " منظّمة متطرّفة محلّية " و دعا مثقّف الماغا الذى له تأثير كبير ، كريس روفو ، النظام ل " يخترق و يفكّك و يوقف و يسجن " كلّ المسؤولين عن ما أطلق عليه نعت " الفوضى " ( أي ، المعارضة السياسيّة لترامب ) .
خامسا ، و عقب أسبوعين من الضجيج حول صانع المحتوى للماغا و الحوار الصحفي الخاطف ( و بالأساس الترويج ) للنازي بسفور نيك فونتاس ، أغلق ترامب الجدل بالدعم الصارم لكرلسن . و يمثّل هذا مزيد التشدّد فى خطّ الحركة الفاشيّة.
سادسا ، عقب مقاومة جماهيريّة لهجمات الحرس الوطني ICE و قمعه و سجنه و الإيقافات في ظروف شبيهة بظروف التعذيب لكلّ من العمّال دون وثائق و المواطنين اللاتينيّين و المقيمين القانونيّين ، تحرّك ترامب ليعاضد ذلك ، مواصلا مزيد نشر الحرس الوطني و حرس الحدود و موجّها نحو 23 ألف شخص ك " قوّة ردّ سريع " للسيطرة المحلّية مكوّنة من عناصر الحرس الوطنيّ .
سابعا ، شكّل ترامب مجموعة إنكار الانتخابات و توخّى كافة أنواع الغشّ لتثبيت إنتصار إنتخابي فاشيّ سنة 2026 ، في حال حدوث انتخابات . و قد لخّص الماغا أنّ الدروس الحقيقيّة بمحاولة إنقلابهم في 6 جانفي 2021 هي أنّهم لم يمضوا بشدّة كافية و بكلّ قواهم . و كما وضع ذلك ترامب بنفسه ، إن تمّت إجراءاته كما ينبغي ، " سنكون قد ركّزنا الأمور بشكل جيّد جدّا ، و لن يكون عليكم أن تصوّتوا " .
و هذه ليست تحرّكات شخص مستعدّ لتخفيف قبضته على السلطة ؛ إنّها تحرّكات شخص يتّجه بيأس و لكن بتصميم بأسرع و أقوى ما أمكن للتشديد من هذه القبضة . و الحقيقة الإستعجاليّة التي يجب على الملايين مواجتها هي :
لا يمكن إيقاف فاشيّة ترامب . إنّها تتحرّك على كافة الجبهات لتكريس أجندتها الفاشيّة لتفوّق البيض السافر و إستعباد النساء و تطهير المجتمع من المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا ، و التطهير العرقي للمهاجرين ، و تدمير البيئة بجنون معادي للعلم مغلّف ب " نحن ننفّذ مهمّة أوكلها إلينا الإلاه " المسيحي الفاشيّ .
الإعتقاد في أنّ الماغا ستتفجّر من الداخل أو تتحطّم ذاتيّا و بالتالي التركيز أساسا على المدى المتوسّط وهم في زمن فيه الخداع و الأوهام يمكن أن تكلّف تماما الإنسانيّة مستقبلها مهما كان . و حتّى إن حدث مثل هذا وهو من المرجّح أن لا يحدث ، فإنّ انتظار مثل هذه الأشياء شيء لاأخلاقي بعمق بينما الآلاف يعانون من غياهب مراكز الإعتقال ، و الملايين من المهاجرين يشعرون بالرعب و المثليّين تقع شيطنتهم و الذين يصرّحون بمعاداتهم للفاشيّة يطردون من وظائفهم ، و قد بدأ إستخراج النفط في الأركتيك ، و قد إنتشر مرض الحصبة و يبلغ جنون معاداة التلاقيح درجة دعم الدولة ... هذه الفاشيّة يجب إلحاق الهزيمة بها و الإطاحة بها من السلطة الآن ! لا يمكن التعايش مع هذه الفاشيّة !
على ضوء ما تقدّم ، نلفت إنتباهكم مرّة أخرى إلى هذه الكلمات لبوب أفاكيان في بيانه المهمّ ، " يداهمنا الوقت بصفة إستعجاليّة – لترحيل نظام ترامب الفاشيّ ! " :
" الواقع العميق هو : التعبأة الجماهيريّة التي دعت إليها منظّمة " لنرفض الفاشيّة " ، وهو مفتوح للجميع ، تمثّل الإمكانيّة الواقعيّة – الإمكانيّة الواقعيّة الوحيدة – للإطاحة بهذا النظام الفاشيّ و وضع نهاية للفظائع التي لا تنتهى التي هو مصمّم على اقترافها . "
أجل ، يمكن أن يستغلّ نظام ترامب حول التعبأة لخمسة نوفمبر كتعلّة لمزيد القمع . لكن ّ هذا النظام بعدُ قد بيّن بوحشيّة أنّه يحاول أن يضطهد بخبث الذين إختار تشخيصهم ك " أعداء " و يقمع بلا هوادة لأيّ قوى معارضة فعليّة و ممكنة ، في صفوف الطبقة الحاكمة ذاتها كما في المجتمع الأوسع ، سواء قاوموا بنشاط أم لم يقاوموا هذا النظام .
في هذه الظروف التي نواجهها ، الإخفاق في مجرّد محاولة الإطاحة بهذا النظام الفاشيّ ، بينما لا تزال هناك إمكانيّة نجاح، سيكون أسوأ بكثير من الإخفاق في محاولة الإطاحة بهذا النظام . و كما وضع ذلك نداء منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism.org " إن أخفقنا حتّى في المحاولة فإنّ الأجيال القادمة – إن وُجدت – لن تغفر لنا ذلك أبدا . "
لكن قد لا نخفق ، مثلما تبيّن دراماتيكيّا بتسريع طاغوت نظام ترامب الفاشيّ - و من الناحية الأخرى ، بمواصلة الإحتجاجات و المسيرات و المظاهرات الجماهيريّة المتكرّرة ضد هذا الإرهاب الفاشيّ – هذا الزمن ليس " زمنا عاديّا " . في هذا الزمن النادر ، يمكن للأشياء أن تتغيّر بسرعة كبيرة ، على نطاق واسع و بتأثير هائل . و يمكن لهذا أن ينسحب ليس فقط بشكل سلبيّ للغاية و إنّما أيضا بطرق إيجابيّة جدّا : الإحتجاجات المتكرّرة ضد هذا النظام يمكن البناء عليها و تاليا يعطى التعبير الأقوى في التحشيد و الإلتقاء في واشنطن دى سى ... التي تدعو عليها " لنرفض الفاشيّة " ، مع دعوة مفتوحة لجميع الذين يمقتون فاشيّة ترامب / الماغا .
و إن أفلحنا في ذلك ، سيكون مكسبا تاريخيّا حقّا للإنسانيّة الآن ، و شيئا سيساهم بصفة عميقة في إمكانيّة إنشاء عامل أفضل بكثير للأجيال القادمة .