عندما يصبح الربحٌ إلهاً: سيرة الإبادة الرأسمالية:من بوتوسي إلى غزة


احمد صالح سلوم
الحوار المتمدن - العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 10:21
المحور: الادب والفن     

حين يُسدل ستار الليل على ضمير البشرية، تبرز صورة واحدة تتكرر منذ خمسة قرون كاملة: وحشٌ هائل الجثة، ذو أنياب من ذهب مصهور وعيون من لهيب الجشع، يُدعى الرأسمالية. ليس هذا الوحش كائناً أسطورياً ينتمي إلى حكايات الجدات، بل هو كيان حيّ يتنفس، يمشي على قدمين، يتكلم بلغة الأرقام، يعبد إلهاً واحداً اسمه التراكم، ويطالب بقرابين لا تنتهي من دماء الشعوب وأشلاء الحضارات. منذ أن انفجر في رحم أوروبا المتخبطة في القرن السادس عشر، لم يتوقف هذا الكيان عن ابتلاع الأرض كلها، من أقصى المحيط الأطلسي إلى شواطئ المحيط الهادئ، ومن سهوب سيبيريا إلى رمال الصحراء الكبرى، تاركاً وراءه صحارٍ من العظام وأنهاراً من الدموع تحولت إلى وقود لمحركاته التي لا تهدأ.

كان البداية في تلك اللحظة المشؤومة التي رست فيها سفن كولومبوس وكورتيس وبيسارو على شواطئ عالم جديد، لم يكن جديداً إلا لعيون الطامعين. هناك، في أرض كانت تُدعى آنذاك "التورتوغا الخضراء" و"الإمبراطورية الشمسية"، عاشت شعوبٌ منذ آلاف السنين في توازن ساحر مع الطبيعتها، تؤمن بأن الأرض أمٌّ لا تُباع ولا تُشترى. لكن الرأسمالية لا تعرف لغة الأمومة، بل لغة الملكية المطلقة. فانطلقت مذابح لم يشهد التاريخ لها مثيلاً: ثمانون مليون إنسان من سكان الأمريكتين الأصليين قضوا في أقل من قرن ونصف، بالسيف والنار والجدري والعبودية في مناجم الفضة في بوتوسي، حيث كان يُقتلع الفضة من بطن الأرض ليُصاغ منها عملات تُشترى بها أرواح جديدة. كانت تلك أول عملية تراكم بدائي عالمية، حيث تحولت الدماء إلى رأس مال، والأرض المسروقة إلى سندات ملكية، والإنسان إلى سلعة تُباع في أسواق بريستول ولشبون.

ثم انتقل الوحش شرقاً، فابتلع أستراليا كما ابتلع الأمريكتين، لكن ببطء أكثر وحشية. لم تكن هناك إمبراطوريات ذهبية تسقط دفعة واحدة، بل شعبٌ متفرق من قبائل عاشت ستين ألف سنة في انسجام مع أقدم قارة على وجه الأرض. أعلن المستعمرون البريطانيون أن الأرض "terra nullius، أرض لا صاحب لها، فبدأت حملات الصيد البشري المعلنة: جوائز على رؤوس الأطفال، سموم في الآبار، كلاب مدربة على تمزيق الأجساد، أمراض متعمدة، وأخيراً "الأجيال المسروقة" التي اقتُلعت من أحضان أمهاتها لتُحوَّل إلى خدام في بيوت البيض. لم يكن ذلك استعماراً فحسب، بل إبادة بطيئة، منهجية، مدفوعة بحسابات دقيقة للربح من الصوف والذهب واليورانيوم، حتى بقي من شعب الأبوريجينال أقل من ثلاثة بالمئة، يعيشون في أطراف المدن كأشباح تذكّر العالم بجريمته الأصلية.

وفي قلب المشرق، حيث تلتقي القارات الثلاث، اختارت الرأسمالية أن تكتب فصلاً أبدياً من الدم والنار على أرض فلسطين. منذ أن رفع هرتزل شعار "شعب بلا أرض لأرض بلا شعب"، ووراءه رأس المال اليهودي الأوروبي الهارب من المذابح، كانت الخطة واضحة: تحويل فلسطين إلى قاعدة متقدمة للغرب الرأسمالي في قلب العالم العربي، تحرس طرق النفط وتضمن تدفقه إلى معامل أوروبا وأمريكا. ثم جاء وعد بلفور، ذلك الورقة المسمومة التي وقّعها وزير خارجية بريطانيا العظمى ليمنح ما لا يملك لمن لا يستحق، فبدأ الاستيطان المنظم، والهجرة المسلحة، والتطهير العرقي المنهجي. عام 1948، فيما سُمّي زوراً "استقلال إسرائيل"، طُرد سبعمئة وخمسون ألف فلسطيني من بيوتهم، دُمرت خمسمئة وثلاثون قرية عن بكرة أبيها، وأُعلنت دولة على أنقاض شعب. ومنذ ذلك اليوم، لم تتوقف آلة الإبادة: 1967، 1982، 2008، 2014، 2021، وأخيراً منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث يُباد شعب بأكمله أمام كاميرات العالم المباشرة، في أول إبادة جماعية مُذاعة على الهواء، بلا خجل، بلا رتوش، بدعم مطلق من سلطة رأس المال في واشنطن ولندن وبرلين وباريس وروما.

قبل ذلك، كانت الرأسمالية قد أشعلت نارين عالميتين لتقاسم تركة "الرجل الإنكليزي المريض"، الإمبراطورية البريطانية التي بدأت تتداعى. في الحرب الأولى، ذُبح عشرون مليون إنسان في خنادق أوروبا لأجل أسواق جديدة ومستعمرات أوسع. في الحرب الثانية، ارتفع العدد إلى خمسة وثمانين مليوناً، وكي تخرج الولايات المتحدة منتصرة كإمبراطورية رأسمالية جديدة، تملك نصف ثروة العالم وكل أسلحته النووية. كان الهولوكوست، تلك الجريمة الفظيعة، وجهاً من وجوه الرأسمالية النازية التي رأت في الشيوعيين اليهود "طفيليات اقتصادية" يجب استئصالها لتحرير رأس المال الألماني، تماماً كما رأت الرأسمالية الإسبانية في الهنود الحمر "عقبة أمام التقدم".

ثم جاء دور الشرق الأوسط الكبير. غزو العراق 2003 لم يكن سوى عملية سطو مسلح على أكبر احتياطي نفطي في العالم، تحت ذريعة أسلحة دمار شامل لم توجد أبداً. مات مليون ونصف مليون عراقي، تيتم ثلاثة ملايين طفل، واستولت شركات هاليبرتون وبلاك ووتر على الثروة. في ليبيا، أسقطت الرأسمالية الغربية أغنى دولة أفريقية بحجة "حماية المدنيين"، فتحولت إلى سوق للرقيق مفتوحة حتى اليوم. في سوريا، مولت الرأسمالية الأمريكية والخليجية والتركية الأطلسية حرباً بالوكالة استمرت أربع عشرة سنة، دمرت فيها دمشق وحلب وحمص كما دُمرت درسدن وهيروشيما. وفي اليمن، أكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، حيث يموت طفل كل عشر دقائق من الجوع، بينما تكسب شركات الأسلحة الأمريكية والبريطانية مليارات الدولارات من قنابل تُلقى على أسواق ومدارس ومستشفيات.

وفي غزة اليوم، تكتمل الدائرة. أكثر من مئة وخمسين ألف شهيد ومفقود منذ أكتوبر 2023، ثلثاهم من النساء والأطفال، مستشفيات مدمرة، جامعات محترقة، أحياء بأكملها صارت ركاماً، أطفال يُستخرجون من تحت الأنقاض بلا أطراف لهم، وكل ذلك بدعم مطلق من إدارة بايدن ثم هاريس، وبمباركة حكومات أوروبا التي تتحدث عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" بينما تقصف المدارس والملاجئ. إنها الرأسمالية في أنقى صورها: الربح فوق كل شيء، والإنسان مجرد تكلفة يمكن شطبها من الميزانية.

لكن التاريخ لا ينتهي باليأس. في أقصى الشرق، يرتفع نموذجٌ آخر، هادئ، صلب، شامخ كالجبال التي يستند إليها. منذ ثورة 1949، اختارت الصين طريقاً مختلفاً تماماً: لا نهب، لا حروب استعمارية، لا إبادات جماعية. راهنت على الإنسان نفسه، على عقله، على قدرته غير المحدودة على الإبداع. استثمرت في التعليم حتى صار لديها أكثر من مئة مليون طالب جامعي، وفي الصحة حتى أخرجت ثمانمئة مليون إنسان من الفقر المدقع في أربعين سنة فقط، وفي البحث العلمي حتى صارت تملك أكبر عدد من براءات الاختراع في العالم. بنت مدناً من الصفر، وشقت طرق حرير جديدة لا تحمل مدافع بل بضائع وأفكاراً، ورفعت مستوى معيشة شعبها إلى درجة لم يحلم بها أسلافهم. لم تطلق رصاصة واحدة خارج حدودها منذ 1979، ومع ذلك صارت ثاني أكبر اقتصاد في التاريخ، ثم الأول من حيث القوة الشرائية.

هذا هو الدرس العظيم: حين تُستثمر الثروة في الإنسان بدلاً من استثمار الإنسان في الثروة، تنشأ حضارة جديدة تقوم على العلم والعدل والكرامة، لا على النهب والدم. الصين لم تبنِ إمبراطورية من المستعمرات، بل بنت إمبراطورية من العقول، ولم تُخضِ حروباً للسيطرة على الموارد، بل طورت تقنيات تجعلها تستغني عن سرقة موارد الآخرين. هذا هو الطريق الوحيد للإنسانية لكي تنجو من وحش الرأسمالية الذي التهم خمسة قرون من تاريخها، وما زال جائعاً.

في النهاية، تبقى الحقيقة الوحيدة الصلبة: كل قطرة دم أُريقت منذ كولومبوس حتى غزة اليوم، كانت ثمناً لتراكم رأس المال في جيوب قلة متناهية الصغر. وكل طفل يولد في بكين أو شنغهاي اليوم بكامل حقوقه في التعليم والصحة والسكن اللائق، هو دليل حي على أن هناك طريقاً آخر، طريقاً إنسانياً، طريقاً يضمن أن المستقبل لا يجب أن يكون امتداداً للماضي الدامي، بل يمكن أن يكون نقيضه تماماً.

عندها فقط، حين تُهزم الرأسمالية الهمجية، وتنتصر الإنسانية الخلاقة، ستبدأ البشرية في كتابة تاريخ جديد، لا يُكتب فيه اسم فلسطين أو العراق أو اليمن بدماء الأطفال، بل بأحلام الشباب الذين سيولدون في عالم يؤمن أن قيمة الإنسان أغلى من كل ذهب الأرض ونفطها مجتمعين.


…..

المادة الساخرة :

عندما يصبح الربح إلهاً:
دراسة ساخرة في علم الإبادة الرأسمالية المقارن
من منجم بوتوسي الفضي إلى بورصة غزة المعاصرة

في سياق الدراسات ما بعد الكولونيالية المُحَدَّثة، يُجمع الباحثون المرموقون على أن الرأسمالية ليست مجرد نظام اقتصادي، بل هي كيان ميتافيزيقي متكامل، ذو طقوس دقيقة وآلهة واحدة لا تُجمع ولا تُثنى: معدل العائد على الاستثمار. هذه الآلهة، التي تتجسد في جداول إكسل وتقارير بلومبرغ، تطالب بقرابين دورية من الدم البشري، وكلما ارتفع المعدل ارتفع حجم القربان وازدادت فخامة الطقس. ونحن، كباحثين موضوعيين، لا يسعنا إلا أن نُعجب بكفاءة هذا النظام الديني الذي نجح، على مدى خمسة قرون متتالية، في تحويل الإبادة الجماعية إلى «خسائر جانبية» يمكن استيعابها محاسبياً تحت بند «التكاليف الخارجية».

لنبدأ من حيث بدأ كل شيء علمي وأخلاقي: مناجم بوتوسي. هناك، وبحسب الوثائق الاستعمارية الدقيقة، تمكَّن النظام من تحقيق إنجاز هندسي عبقري: تحويل ثمانين مليون إنسان إلى ما يقارب 45 ألف طن من الفضة النقية، بمعدل تحويل يفوق كفاءة أي مفاعل نووي حديث. كان العلماء الإسبان يسمون هذه العملية «التراكم البدائي»، بينما نسميها نحن اليوم، بلغة أكثر رقياً، «الاستثمار الأجنبي المباشر ذو العائد الممتاز». والمذهل حقاً أن هذا الإنجاز هو أن التكلفة البشرية لم تُحسب يوماً ضمن المصاريف التشغيلية، بل صُنِّفت كـ«تأثيرات بيئية غير مقصودة»، تماماً كما نصنف اليوم انبعاثات الكربون.

ثم انتقلت المنهجية نفسها، بعد تحديث بسيط للبرمجيات، إلى قارة أستراليا، حيث طوَّر الخبراء البريطانيون مفهوماً قانونياً رائعاً اسمه terra nullius، أي «أرض بلا مالك»، وهو تعبير أنيق جداً للقول: «أرض ليس عليها أحد يملك سندات ملكية مسجلة في لندن». وبفضل هذا الابتكار القانوني، تمكَّن المستثمرون من خفض تكلفة الاستحواذ على قارة بأكملها إلى ما يقارب صفر جنيه إسترليني، مع استثناء بسيط هو ثمن بعض البطانيات المصابة بالجدري التي وزِّعت مجاناً كـ«مساعدات إنسانية أولية». ويحق لنا أن نصف هذه العملية بأنها أنجح عملية استحواذ عدائي (hostile takeover) في تاريخ الأعمال.

أما في فلسطين، فقد بلغت الرأسمالية مرحلة النضج الفني. هنا لم يعد الأمر مجرد استيلاء على أرض، بل إنشاء كيان كامل الخدمات يعمل كناقلة نفط برية دائمة التزود بالوقود البشري. وعد بلفور نفسه، تلك الوثيقة التي لا تتجاوز الستين كلمة، يمكن اعتبارها أقصر عقد استثمار في التاريخ، وأكثرها ربحية، إذ منحت مجموعة مستثمرين أوروبيين الحق الحصري في إعادة تهيئة منطقة جيوسياسية بكاملها مقابل لا شيء تقريباً، عدا بعض الوعود الشفوية التي لم يُكتب لها أن تُنفذ. ومنذ ذلك الحين، يواصل هذا المشروع تقديم أعلى عائد سنوي على رأس المال الاستعماري في العالم، مع ميزة إضافية فريدة: إمكانية بث الإبادة مباشرة على منصات التواصل الاجتماعي بجودة 4K، مما يتيح للمستثمرين متابعة أداء استثماراتهم لحظياً من راحة منازلهم في تل أبيب أو نيويورك.

وعلى صعيد آخر، لا يمكننا إغفال الإنجازين العلميين الكبيرين اللذين حققتهما الرأسمالية في القرن العشرين: الحربان العالميتان، وهما مشروعان بحثيان عملاقان في مجال «إعادة توزيع الثروة عبر التدمير الخلاق». الحرب الأولى نجحت في تحويل عشرين مليون شاب أوروبي إلى سماد عضوي للحقول، بينما نجحت الثانية في رفع حصة الولايات المتحدة من الثروة العالمية من 20% إلى 50% في غضون ست سنوات فقط، وهو معدل نمو يُدرَّس اليوم في كليات إدارة الأعمال باسم «استراتيجية الخروج السريع».

أما في الشرق الأوسط المعاصر، فقد طورت الرأسمالية نموذجاً اقتصادياً مبتكراً يُعرف بـ«الإبادة عن بُعد بالوكالة». في العراق، على سبيل المثال، تمكنت شركة واحدة فقط (هاليبرتون) من تحقيق أرباح صافية تتجاوز 39 مليار دولار مقابل استثمار أولي لا يتعدى بضعة ملايين في حملات العلاقات العامة التي أقنعت العالم بوجود أسلحة دمار شامل، وهي أسلحة لم تُعثر عليها حتى الآن، لكن ذلك لم يمنع السهم من الارتفاع. وفي اليمن، يجري حالياً تجربة نموذج «الجوع كسلاح مالي»، حيث يتم تحقيق وفر سنوي يصل إلى مليارات الدولارات في فواتير الاستيراد الغذائي، مقابل استثمار متواضع في قنابل ذكية تُلقى على الموانئ والمزارع.

وفي غزة، وصلنا أخيراً إلى ذروة الابتكار الرأسمالي: الإبادة المباشرة عالية الوضوح (HD Genocide). هنا يتم دمج ثلاثة قطاعات رائجة في وقت واحد: صناعة السلاح، الإعلام الرقمي، والعقارات (إذ يجري حالياً تطوير مشاريع سكنية فاخرة على أنقاض شمال القطاع تحت اسم «غزة ريفييرا»). والجميل في هذا النموذج أن التكلفة الإعلامية تكاد تكون صفراً، لأن الضحايا أنفسهم يقومون بتوثيق الجريمة ورفعها على تيك توك، مما يوفر ملايين الدولارات التي كانت ستنفق على كاميرات المراقبة.

لكن، ولأن البحث العلمي يقتضي الموضوعية التامة، يجب أن نعترف بوجود نموذج منافس في أقصى الشرق يُدعى «الصين». هذا النموذج، الذي يُصرُّ أصحابه على تسميته «الاشتراكية ذات الخصائص الصينية»، يعتمد على فكرة بدائية جداً وغير مربحة على الإطلاق: استثمار الثروة في تعليم الناس وبناء مستشفيات ومصانع بدلاً من استثمار الناس في حروب ومشانق. والأنكى أنهم يدّعون أنهم أخرجوا ثمانمئة مليون إنسان من الفقر دون أن يضطروا لإبادة شعب واحد، وهو ادعاء يصعب تصديقه علمياً لأنه يناقض كل نظريات الاقتصاد النيوليبرالي المقدسة.

في الخلاصة العلمية البحتة: الرأسمالية نظام ناجح جداً، فعال، شفاف، ومُربح إلى حد يثير الإعجاب. الشيء الوحيد الذي يعيبه هو أنه يتطلب، كل بضعة عقود، قرباناً جماعياً من ملايين البشر لكي يبقى معدل النمو إيجابياً. ونحن، كباحثين أكاديميين محايدين، لا نملك سوى أن نرفع قبعاتنا احتراماً لهذا النظام الذي استطاع، على مدى خمسة قرون، أن يحافظ على قدسية الربح حتى لو اقتضى الأمر تحويل الكرة الأرضية بأكملها إلى دفتر حسابات كبير مكتوب بدماء الأطفال.

…….