مجرمو نظام ترامب الفاشيّ يتحرّكون ضد فنزويلا ... و كافة أمريكا اللاتينيّة
شادي الشماوي
2025 / 11 / 19 - 23:06
جريدة " الثورة " عدد 932 ، 17 نوفمبر 2025
www.revcom.us
" فاشيّة ترامب نظام يدوس بسفور و عدوانيّة الحقوق الأساسيّة و يصرّح بصراحة و وقاحة أنّه ليس هناك قانون و سيرورة قانونيّة لازمة غير ما يمليه هو ، و أنّ القوّة التدميريّة الخام هي التي يجب أن تُستخدم في المجال العالمي ، دون حتّى زعم الانخراط في القانون الدولي أو الانشغال بسيادة البلدان ، أو حتّى حقّ الوجود لشعوب و بلدان أقلّ قوّة ."
( بوب أفاكيان ، " الثورة عدد 114 : إلحاق الهزيمة بفاشيّة ترامب / الماغا : إنتظار انتخابات ما مستقبليّة ...أم العمل الآن على تعبأة الملايين حول المطلب الموحِّد التالي : يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل ! " )
و هذه السياسة من الإجرام و التهديدات الفاشيّة السافرة بالحرب تتصاعد بسرعة في الهجوم العسكريّ لنظام ترامب ضد فنزويلا ، فيما يصرّحون بنيّتهم بالسيطرة الأتمّ و الواضحة على كامل أمريكا اللاتينيّة .
يوم الجمعة ، صرّح ترامب للصحافة ، " ليس بوسعى أن أقول لكم أنّ ذلك سيحصل لكن قد فكّرت في الأمر و إتّخذت القرار " حول ما إذا يتّم القيام بعمليّات عسكريّة أم لا في فنزويلا . جاء هذا بعد يومين من لقاءات البيت الأبيض حيث قيل إنّهم كانوا يبتّون في هذا الأمر .
و في الأيام القليلة الفارطة فقط :
- فى 15 نوفمبر 2025 ، نفّذت الولايات المتّحدة الضربة العسكريّة ال21 ضد قوارب صغيرة في بحر الكراييب و شرق المحيط الهادي ، و قُتِل أكثر من 83 شخصا .
- في 12 نوفمبر ، وقع تقديم خلاصة لترامب حول الخيارات العسكريّة للعمليّات العسكريّة في فنزويلا ن بما في ذلك إمكانيّة هجمات أرضيّة .
- و الباخرة الحربيّة الأكبر و الأكثر إمكانيّات للقتل التابعة للولايات المتّحدة هي الآن ضمن مسافة تمكّنها من توجيه ضربات لفنزويلا .
- و وقع الكشف في الأسبوع الماضي أنّ طائرات قتال جيش الولايات المتّحدة و طائرتا تجسّس كانت تتحرّك إنطلاقا من القاعدة العسكريّة بالسلفادور . و في الأثناء ، ترسم الولايات المتّحدة مخطّطات لإقامة قاعدة عسكريّة بالأكوادور ، وبدأت بدوريّات جنود في الباناما ، و إعادة فتح قاعدة بحريّة في بورتو ريكو .
نظام ترامب يُصرّ على التحكّم العنيف في " الجيران " :
تبرير هذا الهجوم العسكريّ محض كذب . و يزعم ترامب أنّ فنزويلا تساعد كارتالات المخدّرات و قوارب الولايات المتّحدة تطلق النار من المياه على قوارب تجلب المخدّرات إلى الولايات المتّحدة – لكن ليست هناك أدلّة تدعم هذا و كلّ الأدلّة الموجودة تشير إلى العكس .
نعلم واقع أنّ عديد الذين قُتلوا قرب شواطئ فزويلا و كولمبيا صيّادون و ليسوا من مهرّبي المخدّرات (1) لكن كما كتبنا سابقا " حتّى و إن كانت المحكمة قد أثبتت تهمة تهريب المخدّرات ، لن يكون العقاب قانونيّا القتل ! و إن وُجدت أدلّة على هذه الجريمة ، فإنّ المتّهمين يجب أن يقع إيقافهم و يعرضوا على المحكمة . ثانيا ، إن حاول الناس في هذه القوارب جلب المخدّرات إلى الولايات المتّحدة ، من غير المرجّح إلى أقصى الحدود أنّهم سيجلبون الفنتانيل [ دواء مسكّن للأوجاع ] الذى يُجلب أساسا عبر المكسيك . الكارتالات الكولمبيّة و الفنزويليّة يصدّران كلاهما الكوكايين للسوق الواسعة للولايات المتّحدة اين لمجموعة كاملة من الأسباب ( بدرجة كبيرة إجتماعيّة ) يستخدم الناس المخدّرات لغرضين هما تخدير و تحفيز أنفسهم. و الكوكايين لا تتسبّب في " الآلاف و الآلاف من القتلى " سنويّا ، و الفنتانيل يفعل ذلك .
و في حين إستمرّ هغساث في نشر كذبته هذه في موقف أصدره حديثا ، فإنّ مضمون الجمل أوضح بأكثر جلاء نوايا الولايات المتّحدة . و قد نشر على منصّة آكس الإسم الرسميّ لهذه العمليّة العسكريّة : " عمليّة الرمح الجنوبيّ " . كتب هغساث ، " تدافع هذه المهمّة عن وطننا و تبعد إرهابيّى المخدّرات عن مجالنا و تُؤمّن وطننا ضد المخدّرات التي تقتل ناسنا . المجال الغربي جار لأمريكا – و سنحميه ." ( التشديد مضاف )
هذه النظرة ، نظرة أنّ كامل المجال الغربيّ " جار أمريكا " تتخلّل بوضوح قنوات عقيدة جيش الولايات المتّحدة التي صاغها الرئيس جامس مونرو في بداية القرن التاسع عشر : أمريكا اللاتينيّة " مجال تأثير " الولايات المتّحدة ، لذا للولايات المتّحدة تبرير لتأكيدها العنيف للسيطرة الأمريكيّة . و توسّع إمبرياليّة الولايات المتّحدة مع هذا التبرير أدّى إلى قرنين من الغزوات و الإنقلابات الأمريكيّة الصنع و تمويل فيالق الموت و توسيع أصابعها الطفيليّة عميقا في إقتصاديّات كافة البلدان عبر أمريكا اللاتينيّة . ( لمزيد التعمّق في هذا التاريخ ، أنظروا مقالات ضمن سلسلة مقالات " الجرائم الأمريكيّة " على موقع أنترنت revcom.us ).
و كما كتبنا سابقا :
" هدف نظام ترامب هو تعزيز أمريكا اللاتينيّة ضمن الكتلة السياسيّة الإقتصاديّة مع الولايات المتّحدة على رأس هذه الكتلة . إنّهم يرون هذا كضرورة إستراتيجيّة للإمبرياليّي الولايات المتّحدة في نزاعها مع منافسها الإمبريالي العالمي الأكبر ، الصين – التي صارت قوّة إقتصاديّة مهيمنة في أمريكا اللاتينيّة . و الصين الآن أكبر شريك تجاري لأمريكا اللاتينيّة و مصدر كبير لكلّ من الإستثمار الأجنبيّ المباشر و الطاقة و تشييد البنية التحتيّة .
و فنزويلا ، على سبيل المثال ، تتحوّل بصفة متنامية إلى بلد يعوّل على الصين التي قدّمت لهذه البلاد حوالي 60 بليون دولار كمساعدة عسكريّة . و تشترى الصين 90 بالمائة من إنتاج النفط الضخم لفنزويلا . و لبّ نظام ترامب يرى أنّ الإطاحة برئيس فنزويلا كخطوة أولى بإتّجاه إسقاط النظامين الآخرين اللذين يعتبرونهما بيد " رجال يساريّين أقوياء " ( أي أولئك الذين لا يطيعون الولايات المتّحدة ) – كوبا و نيكاراغوا . و في الوقت نفسه ، يتحرّكون نحو معانقة و مجازاة الحكومات اللواتي توافق على الخضوع لسيطرة الولايات المتّحدة ، و عقاب الآخرين الذين يقاومون ذلك .
و قد إقتطفت جريدة " واشنطن بوست " مسؤولا من نظام ترامب لم يُذكر إسمه وهو يقول ، " الإستراتيجيا العامّة هي أمريكا أوّلا . و البلدان التي تختار الإنحياز إلى مصالح الولايات المتّحدة و تكون مفتوحة للإتفاقيّات المتبادلة الفائدة تحصد الفوائد و لديها خيار الشراكة مع جيشنا و خدمات مخابراتيّة لا تصدّق ... [ لكن ] الذين يمكّنون و يساندون الكارتالات التي تسمّم مواطني الولايات المتّحدة أو تسمح للأم العدوّة بالتمكّن من السيطرة على البنية التحتيّة الحيويّة أو إقامة قدرات عدوانيّة في فنائنا الخلفيّ سيشعرون بالضغط لتغيير المسار ". ( التشديد مضاف )
هذه أمم ذات سيادة ، و الولايات المتّحدة – مثل مجرم صريح – تقول ، " إشتغلوا معنا و إلاّ ".
من الممكن نشر عدد كبير من الجنود في المنطقة :
إلى هذه اللحظة ، من غير الواضح ما إذا كان ترامب يرسل كلّ هذه التجهيزات العسكريّة للضغط على رئيس فنزويلا ، ينكولاس مادورو ، ليتنحّى جانبا – أو هو يحاول تنفيذ هجوم برّيّ أو حتّى غزو برّي .
السفينة الحربيّة ، وهو القطعة المفتاح في " مجموعة فورد الضاربة " توجد الآن بالقرب من سواحل فنزويلا و هي الأكثر تقدّما و أوسع حاملة طائرات تملكها الولايات المتّحدة . وزنها 100 ألف طن ، وهي قادرة على حمل 4500 من المبحرين و جنود المارينز . و هذا فضلا عن ال10000 آلاف جندي الموجودين بعدُ في المنطقة . و تحمل السفينة 75-90 طائرة (من المسيّرات إلى الطائرات المروحيّة و طائرات التجسّس). حسب قناة " أ بي سى نيوز "،" تشمل المجموعة الضاربة" ثلاثة مدمّرات توسّع مساحة السفن البحريّة الثمانية الموجودة بعدُ في منطقة الساوثكوم SOUTHCOM و يشمل حجم حضور الولايات المتّحدة العسكريّ في المنطقة غوّاصة و طائرة النهضة ، و 10 مقاتلات أف 35 و مسيّرات ريبر ".
هذه قوّة عسكريّة ضخمة .
و موقع أنترنت أخبار الجيش Stars and Stripes إقتبس كلاما لمسؤول متقاعد من جيش البحريّة ، برايان كلارك ، يقول إنّ " ذلك المستوى من القوّة الناريّة يبدو مثل الإسراف بالنسبة إلى المهمّة الراهنة في الكراييب ... لكن إضافة حاملة الطائرات سيكون طريقة فعّالة لديمومة الضربات ضد أهداف على اليابسة ، قال كلارك ، ملاحظا أنّه ليست للولايات المتّحدة أيّة قواعد في أمريكا الوسطى و الجنوبيّة . "
بكلمات أخرى ، إن كانت الولايات المتّحدة لتشرع في حرب ، هذه السفينة – تعمل كقاعدة عسكريّة – ستكون أساسيّة .
لا تعايش مع هذه الفاشيّة :
لقد قُتل أكثر من عشرين شخصا جرّاء ضربات الولايات المتّحدة قرب سواحل فنزويلا و كولمبيا . و قد تأثّرت صناعة الصيد في هذه البلدان نتيجة الخوف الشديد في صفوف الصيّادين من الخروج إلى أعماق البحار حيث يجدون ما يعيشون به.
و ليس هذا مجرّد تجاوز للقانون الدوليّ ، ذلك أنّ نظام ترامب يصرّح بقدرته على خوض الحرب في أيّ مكان يراه مناسبا ، دون مصادقة الكنغرس أو إشرافه . و في 23 أكتوبر ، أفاد ترامب ب : " لا أعتقد أنّنا سنطلب بالضرورة تصريحا بشنّ الحرب [ من الكنغرس ] . أعتقد أنّنا سنقتل أناسا يجلبون المخدّرات إلى بلدنا ، أليس كذلك ؟ سنقتلهم ، تعلمون ؟ سيكونون من القتلى ".
جرائم ترامب الدمويّة المتكرّرة في البحار و تصريحه بأنّه بوسعه قتل أيّ شخص يرغب في قتله في أيّ وقت ، و التهديدات بجرائم حرب أكبر حتّى ضد فنزويلا و بلدان أخرى في المنطقة ، لاقانونيّة و لاشرعيّة تماما . و تمثّل هذه التحرّكات منتهى الخطر على الشعوب في فنزويلا و كولمبيا ، و كافة أمريكا اللاتينيّة ،ى تعزيز أمريكا فاشيّة ، و العالم قاطبة . وهي تمثّل قفزة إضافيّة أخرى ، و تشدّد على لماذا يجب على الملايين أن ينهضوا للمطالبة ب :
باسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمريكا فاشيّة !
يجب على ترامب أن يرحل !
هامش المقال :
1- من أجل المزيد بهذا الصدد ، أنظروا :
Trump Threatens War in Venezuela, While Carrying Out Unprovoked Murder: at revcom.us, and Family of Fisherman Killed in U.S. Military Strike Says It Wants Justice, New York Times, Nov. 13, 2025.