بين الانتخابات العراقية والمصرية
كاظم فنجان الحمامي
2025 / 11 / 16 - 09:28
هل سألت نفسك لماذا اختارت الوكالات العالمية التوجه صوب العراق ؟، ولماذا تابعت مجريات الانتخابات التي كانت تجري عندنا بالتزامن مع الانتخابات المصرية ؟. ولماذا قررت المنظمات الدولية ترك الانتخابات المصرية واختيار الانتخابات العراقية، على الرغم من ان انتخابات البلدين كانتا تجريان في توقيت واحد ؟.
الجواب هو اعتماد انتخابات العراق على النظام الفردي، وإعلان المفوضية العراقية العليا المستقلة عن فتح بوابات مراكزها وقاعاتها لجميع وكالات الأنباء، بل انها سمحت لها بالتصوير والمراقبة وإجراء اللقاءات مع المواطنين، وسمحت لكل القنوات بالتواجد في أي مركز، والنقل المباشر من أي مدينة حتى لو كانت في اعماق الأرياف البعيدة. وسمحت للهيئات الدولية بالتقييم ونشر التقارير المفصلة، والأغرب من ذلك انها سمحت بمواكبة عمليات نقل الصناديق من المراكز إلى محطات الفرز. .
في حين كانت الانتخابات المصرية مقيدة ومحددة ومنطوية على نفسها، ذلك لانها عملت بنظام القائمة %50 والفردي %50، ومنعت الوكالات الدولية من دخول المحطات والمراكز الانتخابية، ولم تسمح للمنظمات المحلية بمتابعة أعمال اللجان، وحصرت قوائم التنافس في قائمة واحدة هي: (القائمة الوطنية من اجل مصر)، التي تضم 12 كياناً حزبياً، على رأسهم الكيانات التالية: مستقبل وطن، والجبهة الوطنية، وحماة الوطن، والحزب الجمهوري، والوفد، والتجمع، والمصري الديمقراطي، والعدل، والإصلاح والتنمية، وإرادة الجيل، والحرية، وحزب المؤتمر، وتنسيقية الشباب. .
وهكذا تراكمت الكيانات كلها في قائمة واحدة، وجرى استبعاد بعض الاحزاب لاسباب لا علم لنا بها. .
كانت الانتخابات في مصر شبه مغلقة، حيث لا مكان للمعارضة، ولا مجال لتدخل الاعلام والصحافة، بمعنى آخر انها جرت بنظام الحاويات البحرية المخصصة لتنضيد وتكديس البضاعة فوق بعضها البعض، ومن ثم تهيئتها للشحن والنقل على متن سفينة واحدة من مرفأ إلى آخر. .
لذا كان قرار الوكالات العالمية بالتوجه صوب العراق صحيحا. لأن الأبواب كانت مفتوحة لها هناك، في حين كانت موصدة بوجوههم في مصر، وغير مسموح لهم بالتصوير والتوثيق والتسجيل والمراقبة. .
وهذا يعني اختلاف الجغرافية الانتخابية، وتباين الاجواء الديمقراطية من مكان إلى آخر، ومن نظام إلى آخر. .
ولله في خلقه شؤون