البكداشيون فخر الانتماء وروح الأممية


غيفارا معو
2025 / 10 / 30 - 08:33     

في كل مرحلة من مراحل النضال السياسي، يتكرر مشهد مألوف: تُطلق الأنظمة القمعية وأعوانها من الظلاميين سهام التخوين والاتهام بالتطرف على كل من يرفع صوته بالحق أو يطالب بالحرية. هذه ليست مجرد ردود فعل، بل هي مؤشرات على أن الصوت الحر قد اخترق جدار الصمت، وأوجع من اعتادوا على السيطرة دون مساءلة.
كلما اشتدت الاتهامات، زادت قناعتنا بأننا نسير في الطريق الصحيح.
النباح لا يصدر إلا حين يُوجع الكلب، كما يقول المثل، وهذا النباح السياسي هو اعتراف غير مباشر بقوة التأثير الذي أحدثه الصوت الحر.
وهذا رد على سلطة الظلام في دمشق واعوانها ضد الحزب الشيوعي السوري ومناضليه ورفاقه
ننحني لسيرة وذكرى مناضل شيوعي أممي وهب حياته من أجل مبادئه وفكره وقناعاته هذا الشبل كان من ذاك الأسد
البكداشيون فخر الانتماء وروح الأممية
في زمن تتقاذفه التيارات الفكرية المتضاربة، يظل الانتماء إلى الفكر الثوري الماركسي اللينيني مصدر اعتزاز لمن اختاروا طريق النضال الطبقي والوعي الأممي. نحن بكداشيون، ونعتز بهذه الصفة، لا لأنها مجرد تسمية، بل لأنها تعكس جذورًا فكرية وروحية عميقة، وتجربة نضالية لا تُنسى.
البكداشية في سياقها التاريخي، ليست طريقة صوفية أو تيار فكري، بل تحولت إلى رمز للتمرد على الظلم، والانحياز للفقراء والمهمشين.
لماذا نعتز بكوننا بكداشيين؟
لأننا نحمل في داخلنا روحًا لا تُقهر، تؤمن بأن التغيير ممكن، وأن التاريخ يُصنع بأيدي الشعوب الواعية.
لأننا نرفض الانعزال، ونؤمن بأن النضال لا يعرف حدودًا، ولا يتوقف عند لغة أو عِرق أو دين.
الرفيق عمار بكداش
في 13 يوليو 2025، فقدت الحركة الشيوعية السورية والعربية أحد رموزها البارزين، بوفاة الدكتور عمار خالد بكداش إثر نوبة قلبية في العاصمة اليونانية أثينا. كان يشغل منصب الأمين العام للحزب الشيوعي السوري منذ عام 2010 وحتى وفاته
وُلد عمار بكداش في دمشق بتاريخ 16 أغسطس 1954، ونشأ في بيئة سياسية مشبعة بالفكر الماركسي اللينيني وهو ابن عميد الشيوعيين العرب خالد بكداش كان ذلك حمل آخر .
درس الاقتصاد في جامعة بليخانوف الروسية، ثم حصل على دكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة موسكو الحكومية.
هذا التكوين الأكاديمي العميق مكّنه من الجمع بين النظرية الاقتصادية والممارسة السياسية.
انضم إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1969، وكرّس حياته للدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء، وكان صوتًا قويًا في مجلس الشعب السوري لصالح الفئات المهمشة.
عُرف بمواقفه الحازمة ضد الكيان الصهيوني، ودعمه المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير.
كما كان من أبرز المدافعين عن سيادة سوريا ووحدتها الوطنية، في وجه النزاعات الطائفية والمذهبية التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الأخيرة.
لم يكن نضاله محليًا فحسب، بل حمل راية النضال الأممي ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية، وكان محل احترام واسع في أوساط الأحزاب الشيوعية العالمية، بما فيها الحزب الشيوعي اليوناني والفلسطيني.
رحيله شكّل خسارة كبيرة للحركة التقدمية في المنطقة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا. وقد عبّرت العديد من القوى السياسية عن حزنها العميق لفقدانه، مشيدةً بثباته وإخلاصه لقضايا التحرر والعدالة الاجتماعية.