نفسية ألخادم
علي عبد الواحد محمد
2025 / 10 / 22 - 12:59
في خضم كفاح لينين وحزبه ألبلشفي في ألتحضير لثورة إكتوبر ألمجيدة ،كان من ألطبيعي أن يكون للعمل بين ألجماهير، وتهيئتها للثورة ألمقبلة ألحصة ألأكبر من ألعمل ألمضاعف كي تكون هذه ألجماهير ألأداة ألفعالة، بذلك، ولكن ألصدمة كانت كبيرة ، عندما لاحظ ألتردد والخوف من ألمشاركة في ألنضال ، وفي ألمواجهة مع ألقيصرية ونظامها ألبوليسي ألقمعي لدى فئات من ألشعب ألروسي أنذاك ، فأخضع هذه ألظاهرة للدراسة وألتحليل ألطبقي وصاغ نتائج دراسته في ألمقال ألتالي:
ألمقال هو "في مرافق ألخدم " وبالإنكليزية " in the servants quarters" حيث يتناول لينين شخصية ألخادم كفئة إجتماعية ويعمل على تحليل هذه ألفئة ألإجتماعية. ويخضع نفسيتها للدراسة ، فهو يرى إن ألخادم ليس مجرد مهنة ، وهي ليست شتيمة بل تشخيص إجتماعي ونفسي لحالة إنسان مقهور،جاءت كنتاج للنظام ألطبقي حيث يكون هناك دائما في هذا ألنظام من يعمل في خدمة ألآخرين ومن يتلقى هذه ألخدمة أي أن في هذا ألنظام ألإجتماعي هناك ألخادم وألمخدوم.
مقالة لينين ألرائعة هذه تذكر إن ألثورة لا تبدأ بالبندقية فقط ، وإنما بوعي ألذات وحين يبدا ألأنسان بالقول " لن أكون تابعا بعد أليوم "
نحن هنا أمام تحليل دقيق أستخدمت فبه أسقاطات على فئات إجتماعية أوسع كانت هذه ألإسقاطات صالحة في زمن لينين وما زالت صالحة حتى أليوم ،إذ إن ليس ألخادم فقط يملك ألذهنية ألتابعة ألخاضعة إجتماعيا وسياسيا ، بل هناك فئات أخرى تملك نفس ألصفات ولها أيضا
موقفا سلبيا من المشاركة والتفاعل ألثوري.
ألميزات ألنفسية للخادم وهي ألتي أسماها لينين " نفسية ألخادم ":
يؤكد لينين إن هذه ألميزات ، هي خاصة بالفئة ألإجتماعيةألتي ينتمي إليها ألخادم، حيث تمتاز هذه ألفئة ألإجتماعية (ألخدم )بسمتين رئيسيتين هما ألنفاق (ألإزدواجية ) وألجبن ( ألخضوع ) ، تترسخان من خلال مهنة ألخدمة حتى لو كان هذا ألإنسان عضوا مثاليافي عائلته ومواطنا صالحا ولكن لا مفر أن يكون منافقا ، ففي مهنته يقتضي ألتوفيق بين مصالح ألسيد ومصالح ألطبقة ألتي جلب منها، إن لينين يتحدث هنا عنه كرمز للذهنية التابعة وخضوعها ألسياسي وألإجتماعي.
فهو مضطر أن يعيش بين عالمين هما عالم ألسيدألذي يجب أن يرضيه بكل وسيلة، وعالمه ألإجتماعي ألأصلي ألذي لايستطيع أن يتنكر له تماما.
أما ألسمة ألثانية ألجبن ( ألخضوع )
هذه ألسمة لاتعني إنعدام ألشجاعة ألفردية ، بل هو خوف إجتماعي متأصل في عدم كسر ألنظام ألذي يبقيه على قيد ألحياة ، لينين يرى إن هذا ألجبن ألإجتماعي هو أحد أكبر عوائق ألثورة وألتحرر ألطبقي.وهو يؤكد ضمنيا أستحالة بناء ألوعي ألثوري إلا إذا تحرر ألناس من نفسية ألخادم. إنها ليست فقط دعوة لثورة إقتصادية ، بل ُثورة في وعي ألذات أن يرى ألعامل نفسه ندا لا تابعا.
وهو كما توضح تحليل يمكن تعميمه على فئات إجتماعية أوسع ، قديما وحديثا ، ألفئات ألتي تشكل وعيها ألمشوه نتيجة ألتبعية ألطويلة والعيش تحت سلطة ألآخر. وفي بلادنا ألآن نعاني من ذات ألمشكلة ألقديمة حيث يعتقد ألكثير من ألناس ( وهم واهمون حقا ) إنهم خدما تابعون لسلطة ألحكام ألتي عجنتهم وخبزتهم في أفران ألمذهبية وألعشائرية وما يترتب عليها.
-----------------------------------------------------------------
هامش :
مقالة لينين:" in the servant quarters" كتبت في تموز/ يوليو من عام 1919 ونشرت للمرة ألأولى عام 1925 ضمن "collected works of V . L enin" بألعربية " أعمال مختارة للينين "المجلد 29 مارس - آب 1919 دار التقدم موسكو .
متوفر على موقع ارشيف الماركسيين بألإنجليزية