بوب أفاكيان – الثورة عدد 134 : - اللعب وفق القوانين - و الخسارة – الإستسلام للفظائع الفاشيّة ، أبعد سوءا حتّى ممّا هي عليه اليوم – أم القيام بما يجب القيام به لترحيل نظام ترامب الفاشيّ هذا .
شادي الشماوي
2025 / 9 / 20 - 14:19
جريدة " الثورة " عدد 922 ، 15 سبتمبر 2025
www.revcom.us
هذا بوب أفاكيان – الثورة – عدد 134 .
إليكم حقيقة بسيطة و حيويّة : إذا تمّت مقاربة الأمور على أنّها ديمقراطيّون مقابل جمهوريّون – و يقع تقليص القضيّة إلى كيف يمكن للحزب الديمقراطي أن يُلحق الهزيمة بالحزب الجمهوريّ انتخابيا ، في إطار " كيفيّة القيام بالأشياء في ظلّ هذا النظام "– فإنّ ذلك سيخفق بمرارة في التعاطى مع الفظائع الحقيقيّة جدّا و المتفاقمة بسرعة التي يقترفها نظام ترامب الفاشيّ.
إزاء الأمور الشنيعة للغاية و المطالبة بتحرّك عشرات الملايين الذين يحتاجهم الديمقراطيّون ليصوّتوا لهم ، مقاربة الحزب الديمقراطي تعادل دعم و حتّى تشجيع بعض المعارضة الجماهيريّة بما في ذلك احتجاجات ضد سياسات و تصرّفات نظام ترامب – لكن بهدف شامل هو " تسخين الأجواء " ثمّ توجيه المعارضة كلّها لترامب نحو انتخابات نصف المدّة النيابيّة في السنة القادمة (2006) – وهي انتخابات قد لا يسمح بها حتّى ترامب ، أو يسمح بها فقط إن كان بوسعه التحكّم في نتائجها. إنّ عمق التناقضات التي تضع الإطار و الحدود للحزب الديمقراطي في معارضة نظام ترامب الفاشيّ ليس هنا مجال الخوض فيها بعمق . لكن الواقع الأساسيّ هو التالي : بينما يمكن لسياسيّين معيّنين من الحزب الديمقراطي أن يساهموا في القتال ضد فاشيّة ترامب / الماغا ، فإنّ الحزب الديمقراطي ، كمؤسّسة ، لن – و ليس بوسعه – أن يُطلق العنان و يقود مثل هذا الصنف من النهوض السياسي الجماهيري الضروري لتكون له فرصة حقيقيّة لترحيل نظام ترامب الفاشيّ . و القبول بالإطار ، و الحدود ، التي يفرضها الحزب الديمقراطي سيُعرقل جدّيا النضال اللازم بصفة استعجالية لإلحاق الهزيمة و الإطاحة بهذا النظام .
فقط بوضع الأشياء على أنّها عشرات ملايين الناس المحترمين ضد هذا النظام الفاشيّ ، و الذين يعارضون هذا النظام يرفضون أن يقع تحديدهم بسيرورات – و حدود – " السير العادي لهذا النظام " – فقط بهذه الطريقة ستوجد فرصة حقيقيّة لترحيل هذا النظام . في الرسائل السابقة ، أشرت إلى الأهمّية التاريخيّة للنداء الذى أصدرته منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism.org – " آن الأوان ل ...سقوط نظام ترامب الفاشيّ ، بداية من 5 نوفمبر 2025 ، واشنطن دى سى " – الذى يتحدّث مباشرة و بدقّة كبيرة عن ما نواجهه و ما نحتاج إلى القيام به ، بصورة استعجالية :
" الفاشيّة لم تعد تهديدا يلوح في الأفق ، إنّها تسحقنا الآن .
الأمل الوحيد للإنسانيّة بالنسبة إلى الناس المحترمين في هذه البلاد هو النهوض بالملايين . ليس بوسعنا أن ننتظر المستقبل و الانتخابات المدبّرة . علينا أن نرحّل نظام ترامب الفاشيّ من السلطة .
بداية من 5 نوفمبر ، ذكرى مرور السنة الأولى على انتخاب ترامب ، يجب أن نغمر واشنطن دى سى باحتجاجات غير عنيفة . لنحاصر البيت الأبيض . لنحاصر الكابيتول . لنحاصر المحكمة العليا اللاشرعيّة التي يسيطر عليها الفاشيّون . و لنعد إلى فعل ذلك المرّة تلو المرّة . و عبر البلاد لنرفض الامتثال . كلّ شخص واع ، الملايين منّا معا ، واجبهم إيقاف آلة النظام الفاشيّ .
لا تتوقّفوا إلى أن يتمّ ترحيل ترامب . "
و هنا من المهمّ أن أكرّر ما قلته في رسائل سابقة – و خاصة في الرسالة 132 – حول كيف أنّ نداء منظّمة " لنرفض الفاشيّة " يمكن أن تكون له إمكانيّة واقعية للنجاح عمليّا في ترحيل نظام ترامب الفاشيّ :
" في تناغم مع الطبيعة غير المسبوقة لما يحدث مع الطغيان الرهيب لهذا النظام الفاشيّ ، ما تتمّ الدعوة إليه هو تعبأة تاريخيّة غير مسبوقة و وحدة الملايين في واشنطن دى سى – مصمّمين على خلق " زلزال سياسي من الأسفل " يكون جماهيريّا وعنه تنجم أزمة سياسيّة عميقة بحيث الطبيعة اللاشرعيّة تماما لنظام ترامب الفاشيّ تبرز بشكل أحدّ ما يتسبّب في و يدفع إلى منعرجات كبرى و إعادة اصطفاف عبر المجتمع ، بما في ذلك ضمن المؤسّسات السائدة ، بحيث لا يعود هذا النظام قادرا على السير و لا يمكنه البقاء في السلطة . "
و هناك الحاجة المستمرّة إلى المزيد و المزيد من الناس ، بينما نعمل بلا كلل و لا ملل على البناء من أجل هذه التعبأة و الوحدة الجماهيريّتين ، و كذلك للخوض بنشاط ، على كلّ من المستوى النظري و المستوى العملي ، في كيف يمكن لها النهوض من الأسفل أن يمتزج بانقسامات متعمّقة صلب المؤسّسات الحاكمة كي نتوصّل عمليّا للإطاحة بترامب و كامل نظامه الفاشيّ .
و مثلما شدّدت منظّمة " لنرفض الفاشيّة " في ندائها التاريخي هذا ، الأمر مفتوح للجميع – لكلّ شخص و منظّمة و مجموعة الغاضبين على تسارع فظاعات نظام ترامب الفاشيّ . هناك حاجة مباشرة و ملحّة لتوحيد كلّ من يمكن توحيدهم ، متجاوزين كافة مخطّطات " فرّق تسُد " و عاملين بلا كلل على بناء نشيط للقوّة السياسيّة الضروريّة و على معالجة المتطلّبات العمليّة التي تجعل من الممكن التعبأة الجماهيريّة غير العنيفة و توحيد الملايين في واشنطن دى سى ، بداية من 5 نوفمبر ، بهدف موحّد و مُصمّم على تحقيقه ألا وهو ترحيل هذا النظام الفاشيّ الوحشيّ .