بوب أفاكيان – الثورة 132 : مسألة المبدأ برمّتها ...
شادي الشماوي
2025 / 9 / 10 - 00:04
بوب أفاكيان ، 6 سبتمبر 2025 ، جريدة " الثورة " عدد 922 ، 8 سبتمبر 2025
www.revcom.us
هذا بوب أفاكيان – الثورة – عدد 132 .
" مسألة المبدأ برمّـها تتمثّل في أنّه علينا القتال من أجله عندما لا يكون من اليسير القيام بذلك . لا حاجة للمبدأ إن كان الوقت الوحيد الذى يطبّق فيه هو عندما لا يكون مهمّا ." ( من كتاب بوب أفاكيان،" الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته"، الفصل 5 ، " الأخلاق ، الثورة و هدف الشيوعيّة " ) .
بكلمات عامة ، ما أعنيه بالمبدأ هو : مقاربة نزيهة للبحث عن الحقيقة – بما في ذلك الحقيقة بشأن مواقف أولئك الذين يختلفون معنا عمليّا – و العمل بطريقة تقوم على الأخلاق و تعميق قضيّة ، البحث عن العدالة .
و هذا التشديد على أهمّية المبدأ نقطة توجّه جوهريّة في الشيوعيّة الجديدة التي قد طوّرت . إنّها تخدم كمرشد أساسي لكيفيّة مقاربتنا نحن ، الشيوعيّون الثوريّون ، لكلّ ما نقوم به : كيف نناضل من أجل ثورة تحريريّة مستندة إلى هذه الشيوعيّة الجديدة ؛ و كيف نبحث عن الوحدة من أجل أهداف مشتركة مع آخرين لديهم وجهات نظر سياسيّة و إيديولوجيّة مغايرة ، بينما يتمّ التشجيع على و الإنخراط في نقاش و جدال مفتوحين و نزيهين بشأن المشاكل و الحلول الكبرى لمعالجة القضايا الكبرى التي تواجه الإنسانيّة .
و ، حتّى بينما " المبدأ " ، لسوء الحظّ ، " مفهوم غريب " بالنسبة إلى عدد كبير من الناس هذه الأيّام ، فإنّ أهمّيته حيويّة مع ذلك ، خاصة الآن : الإنخراط المبدئيّ ، و البحث عن الوحدة على أساس مبدئيّ ، يحتاج إلى أن يكون مطبّقا على نطاق واسع ، على ضوء الحاجة العميقة لتوحيد كلّ من يمكن توحيدهم – الملايين و الملايين ، من عديد الآفاق السياسيّة المختلفة – في السعي معا من أجل الهدف المشترك و الحاجة الأساسيّة لترحيل نظام ترامب الفاشيّ .
و هذا مُكثّف في النداء التاريخي للتحرّك ، الذى أطلقته منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism.org ، و هو مفتوح أمام الجميع ، و في مستهلّه : " آن الأوان ل ... إسقاط نظام ترامب الفاشيّ ، بداية من 5 نوفمبر 2025 ، واشنطن دى سي ". و يسترسل النداء :
" الفاشيّة ليست تهديدا يحوم في الأفق . إنّه تهديد قائم الآن . أمل الإنسانيّة الوحيد لدي الناس الشرفاء في هذه البلاد أن ننهض بملاييننا . لا يمكننا أن ننتظر الانتخابات المستقبليّة المتحكّم فيها . يجب أن نطيح بنظام ترامب الفاشيّ من السلطة ."
" بداية من 5 نوفمبر ، في ذكرى السنة الأولى من إنتخاب ترامب ، لنغمر واشنطن دى سى في إحتجاج غير عنيف . لنحاصر البيت الأبيض . لنحاصر الكابيتول . و لنحاصر المحكمة العليا غير الشرعيّة التي يسيطر عليها الفاشيّون . عودوا المرّة تلو المرّة . عبر البلاد ، لنرفض الإمتثال . كلّ شخص له ضمير حيّ ، الملايين منّا معا ، لنوقف آلة النظام الفاشيّ ."
" لا تتوقّفوا إلى أن تتمّ الإطاحة بترامب ".
و مثلما شدّدت على ذلك أيضا " لنرفض الفاشيّة " : هذا نداء لتوحيد كلّ الأشخاص و كلّ المنظّمات و كلّ المجموعات التي تزعجها و تغضبها الفظائع المتصاعدة التي تقترفها تساعد طغيان نظام ترامب الفاشيّ . و هذا النداء الصادر عن منظّمة " لنرفض الفاشيّة " يؤكّد بوضوح لماذا يجب على الملايين أن يتحرّكوا بصفة إستعجاليّة كما يتطلّب ذلك الوضع :
" نظام ترامب الفاشيّ يمزّق حكم القانون . يستهزئ بالسيرورة اللازمة . و ينشر بصفة لاشرعيّة الجيش على تراب الولايات المتّحدة . يختطف و يخفى المهاجرين و أناس آخرين من ذوى البشرة السمراء في معسكرات إعتقال وحشيّة . و بعدوانيّة يعيد إحياء تفوقّ البيض الإبادي الجماعي . و ينقلب على مكاسب ليس ستّينات القرن العشرين فحسب و إنّما أيضا مكاسب الحرب الأهليّة و تفرة إعادة البناء . و يسحق المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا . و يدوس الحقوق الديمقراطيّة . كما يدوس القانون الدوليّ . وهو يهاجم و يهدّد السياسيّين و القضاة . ويعبّد الطريق لإرهاب لا حدود له ضد الناس . و يسرّع تداعي البيئة . و يقطع تمويل العلم و الطبّ و كلفة ذلك خسارة حياة الملايين . إستنفاذ مخزون المعرفة الإنسانيّة . تدمير الحقيقة . إستهداف كلّ شيء نزيه ، أخلاقي و خيّر . كلّ تنفيذا لنزوة طاغية مجنون ساقط ".
و سيتطلّب بناء الوحدة الضروريّة للملايين و الملايين ، على طول البلاد و عرضها ، في تعبأة غير عنيفة نحو واشنطن دى سى ، بتصميم صارم على ترحيل هذا النظام الفاشيّ ، سيتطلّب تجاوز عديد العراقيل – بما في ذلك على الأرجح تحرّكات قمعيّة من نظام ترامب و كذلك مخطّطات " فرّق تسُد " للذين ، لأسباب متنوّعة ، لا يرغبون في نجاح هذا و سيحاولون تقويض و تخريب الوحدة الواسعة للناس و المنظّمات و المجموعات ، الوحدة التي ينبغي أن تبنى بنشاط و تتحرّك بقوّة صوب هذا الهدف الحيويّ .
و في الوقت نفسه ، هناك المسألة الواقعيّة جدّا التي أثارها بجدّية العديد من الناس : بعدُ قد إحتجّ الملايين ضد ما يقوم به نظام ترامب ، و مع ذلك يظلّ هذا النظام في السلطة و هو يمضى قُدُما بسرعة في إقتراف الفظائع تلو الفظائع – لذا كيف يمكن أن تتوفّر فرصة حتّى لتعبأة جماهيريّة إلى واشنطن دى سى في النجاح ، لتحقيق النجاح في عمليّا ترحيل هذا النظام؟
و الإجابة هي انّ ، مهما كانت الإحتجاجات جماهيريّة ، ما تدعو إليه منظّمة " لنرفض الفاشيّة " ليست مجرّد إحتجاج آخر. بتوافق مع الطبيعة غير المسبوقة لما يحدث مع الطغيان الرهيب لهذا النظام الفاشيّ ، ما تجرى الدعوة إليه هي تعبأة تاريخيّة غير مسبوقة و اجتماع الملايين في واشنطن دى سى – مصمّمين على إنشاء " زلزال سياسي من الأسفل " يكون جماهيريّا، و إيجاد أزمة سياسيّة عميقة بحيث أنّ الطبيعة اللاشرعيّة تماما لنظام ترامب الفاشيّ تبرز بوضوح أتمّ ، محدثين و مشجّعين على منعرجات كبرى و إعادة الإستقطاب عبر المجتمع ، بما في ذلك ضمن المؤسّسات المسيطرة ، بحيث أنّ هذا النظام لا يستطيع الإستمرار في السير و لا يستطيع البقاء في السلطة .
و صحيح أنّ توحيد و تعبأة الملايين المصمّمين على الترحيل العملي لهذا النظام الفاشيّ سيواجهان صعوبات رهيبة و عراقيل كبيرة ؛ لكن من الصحيح بعمق أيضا أن السماح لهذا النظام بالبقاء في السلطة ستكون له عواقب مريعة ، أبعد بكثير من الفظائع التي يفرضها بعدُ . و هناك هذه الحقيقة العميقة أيضا : التعبأة الجماهيريّة التي دعت إليها منظّمة " لنرفض الفاشيّة " ، وهي مفتوحة للجميع ، تمثّل الإمكانيّة الواقعيّة – الإمكانيّة الواقعيّة الوحيدة – لترحيل عملي لهذا النظام الفاشي، و وضع نهاية للفظائع التي لا تنتهى التي هو مصمّم على إقترافها .
و لتكرار هذه النقطة العميقة : " أمل الإنسانيّة الوحيد بالنسبة إلى الناس الشرفاء في هذه البلاد هو النهوض بملاييننا "– لتحقيق النداء القويّ للجميع من منظّمة " لنرفض الفاشيّة " ، على أرض الواقع .