بوب أفاكيان – الثورة عدد 129 : تشويهات إنتهازيّة غير مسؤولة لا ينبغي أن يُسمح لها بأن تُخرّب وحدة الملايين التي نحتاجها لترحيل نظام ترامب الفاشيّ
شادي الشماوي
2025 / 8 / 10 - 18:16
بوب أفاكيان – 2 أوت 2025 ؛ جريدة " الثورة " عدد 916 ، 4 أوت 2025
www.revcom.us
هذا بوب أفاكيان – الثورة عدد 129 .
لقد خصّص بعض الإنتهازيّين كبير الجهد لعدم توحيد كلّ من يمكن توحيدهم ضد فاشيّة ترامب / الماغا [ MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديدة – المترجم ] لكن في تعارض مع ذلك ينخرطون في التشويه و الهجمات الخبيثة على منظّمة " لنرفض الفاشيّة " Refuse Fascism.orgالتي تعمل بلا كلل بإتّجاه التعبئة الجماهيريّة غير العنيفة و المصمّمة و المستدامة و المستمرّة لأناس من مروحة واسعة من الآفاق السياسيّة ليلحقوا عمليّا الهزيمة و يرحّلوا نظام ترامب الفاشيّ بفظائعه المريعة التي يقترفها بنسق طاغوتي متصاعد الأعمال الشنيعة . و هذه الهجمات غير المبدئيّة على منظّمة " لنرفض الفاشيّة " تقوّض المبادئ الأساسيّة و الوحدة الواسعة و أهمّيتهما الحيويّة في القتال ضد نظام ترامب الفاشيّ . مهما كان رأي هؤلاء في ما يفعلونه ، ما يفعلونه موضوعيّا " عمل وسخ " يخدم نظام ترامب الفاشيّ .
تركيز هذه الهجمات يتمّ على واقع أنّ الشيوعيّين الثوريّين الذين أقودهم ، بمعيّة عديد الآخرين ، جزء من " لنرفض الفاشيّة " ؛ و ، وفق هؤلاء الإنتهازيّين ، ضمن أشياء أخرى ، أنا لست " ديمقراطيّا " بل " أتوقراطيّا " يرغب في أن يصبح " دكتاتورا " . كلّ هذا تشويه فجّ لمواقفى و موقف الشيوعيّين الثوريّين و ما نناضل من أجله .
إن كنتم ترغبون في إهدار بعض المال ، فراهنوا على إمكانيّة أن يكون هؤلاء الإنتهازيّين قد تفاعلوا جدّيا مع ما أقوله حقّا. و لنضرب مثالا هاما ، كم عدد الذين من ضمن هؤلاء الإنتهازيّين قد إطّلعوا على " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " ، الذى ألّفته . مثلما يتمّ توضيح ذلك في بيان الشيوعيّين الثوريّين ، " نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا " :
" " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " مغاير كلّيا و جوهريّا لدستور الولايات المتّحدة . فهذا الدستور من أجل جمهوريّة إشتراكيّة جديدة يوفّر نظرة شاملة ، وهو أساس صلب و مخطّط ملموس لإنشاء مجتمع و في نهاية المطاف عالم خال من كافة أشكال العبوديّة و كافة الإستغلال و الإضطهاد القائمين على الطبقة و العرق و الجندر ، و كافة العلاقات التي يكون فيها جزء من الإنسانيّة خاضع و تهيمن عليه أجزاء أخرى . "
إنّ النظام الإشتراكي الجديد المستند إلى " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة في شمال أمريكا " سيفعل ما لا يمكن فعله أبدا في ظلّ هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي : من خلال مؤسّساته ، و من خلال الانتخابات و بشكل شامل ، هذا النظام الإشتراكي الجديد سيوفّر وسائل التمكين السياسي للجماهير الشعبيّة ، لأجل إنجاز التغيير الثوريّ للمجتمع ، و للمساهمة في هذه السيرورة في العالم ككلّ .
بعدٌ جديد تماما من الحرّية و حقوق الناس :
دور مؤسّسات الحكومة التي يرسيها هذا الدستور الإشتراكي الجديد ، بما في ذلك الشرطة و الجيش ، لن تظلّ مهمّتها إحتواء الناس و السيطرة عليهم و قمعهم و تعنيفهم و قتلهم و إرتكاب المجازر في حقّهم ، هنا و عبر العالم قاطبة . بديلنا هو أنّ هذه المؤسّسات الجديدة راديكاليّا ستحمى حقوق الناس و تدعم الجماهير الشعبيّة في التحرّك بإتّجاه إلغاء كافة أشكال التمييز و اللامساواة ، و كافة العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة . ستدافع عن المجتمع الجديد ، التحريريّ ضد محاولات التخريب و الهجوم عليها و تدميرها ، و ستساعد الناس عبر العالم في القتال في سبيل هدف التحرير .
وكما جرى عرض ذلك في " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " ، لن يُسمح للناس في المجتمع الجديد و إنّما سيقع تشجيعهم على و تمكينهم من التعبير بحرّية تامة سياسيّا و من التعبير عن ذواتهم فنّيا و بطرق أخرى، و من المعارضة و الإحتجاج مع حماية دستوريّة و مؤسّساتيّة لحقّهم في القيام بذلك . و سيمنحون وسائل للقيام بذلك ذلك أنّ الأمر جزء هام من خلق جوّ حيث يمكن للناس أن " يتنفّسوا " و يشعرون بالراحة ن و حيث يلهمهم المسار ليلتحقوا بآخرين في الخوض في ما سيساهم و ما لن يساهم في التغيير التحريري للمجتمع ككلّ .
كلّ هذال يمثّل أساس ما شدّدت عليه بشأن " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " :
" إنّه لأمر واقع أنّه لا يوجد في أيّ مكان آخر و لا يوجد في أيّة وثيقة تأسيسيّة أو مرشدة ، حاليّة أو مقترحة لدي أيّ حكومة، شيء مثل ليس حماية فحسب بل توفير ما يلزم للمعارضة و النقاش الفكري و الثقافي كما يتجسّد في هذا الدستور ، بينما لهذا ، كلبّ صلب ، أساس في التغيير الإشتراكي للإقتصاد ، بهدف إلغاء كافّة الإستغلال ، و ما يتناسب مع ذلك من تغيير في العلاقات الإجتماعيّة و المؤسّسات السياسيّة ، لإجتثاث كلّ الإضطهاد و الترويج ، عبر النظام التعليمي و في المجتمع ككلّ ، لمقاربة سوف " تمكّن الناس من إتّباع الحقيقة مهما كان المكان الذى تؤدّى إليه ، بروح التفكير النقديّ و الفضول العلميّ ، و على هذا النحو مراكمة المعرفة بإستمرار حول العالم و أن نكون في وضع أفضل للمساهمة في تغييره في إنسجام مع المصالح الجوهريّة للإنسانيّة ".
و هذا صحيح بعمق . و هذا ممكن – لكن هذا ليس من الممكن إلاّ بإلغاء النظام الرأسمالي- الإمبريالي الذى يحكم هذه البلاد، و يهيمن على العالم ، و الذى ولّد فاشيّة نظام ترامب . هذا ممكن مع تركيز النظام الإشتراكي المستند إلى " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في أمريكا الشماليّة " .
المبادئ و المناهج التي أفضت إلى تطوير " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " هي أيضا أساس و مرشد كيفيّة مقاربتنا نحن الشيوعيّين الثوريّين للعمل مع عديد الآخرين ، من مشارب سياسيّة مختلفة ، لأجل توحيد كلّ من يمكن توحيدهم في نضال غير عنيف جماهيري و قويّ و مستدام و مستمرّ لإلحاق الهزيمة بنظام ترامب الفاشيّ و ترحيله – و هذا ، من وجهة نظرنا ، جزء حيويّ من التحرّك نحو إنجاز الثورة التي ستفضى إلى نظام تحريريّ بعمق يتجسّد في " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " ، و الهدف هو تحرير الإنسانيّة ككلّ من كلّ الأنظمة و العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة في كلّ مكان من العالم .
هذا هو عمليّا الموقف الذى أدافع عنه و الموقف الذى يدافع عنه الشيوعيّون الثوريّون و كرّسنا حياتنا و جهودنا للقتال في سبيله . الأسئلة النزيهة و أو الإختلافات المبدئيّة حول هذا مرحّب بها و يمكن أن تكون أساس نقاش و جدال لهما مغزى – و في الوقت نفسه ، يكون متّحدين كلّ من يرفضون القبول بأمريكا فاشيّة كقوّة عتيّة تلبّى الحاجة الإستعجاليّة لإلحاق الهزيمة و ترحيل نظام ترامب الفاشيّ .