دولة نص كُم خير من عصابة بكُم


محمد فرحات
2025 / 7 / 17 - 16:52     

يا ناس يا هو!
كل يوم بيعدّي يؤكد لنا أن مصيبة الإسلاميين في الحكم مش مجرد زلّة، ولا سقطة، ولا غلطة مطبعية في كتاب التاريخ… دي كارثة بجلاجل ولها حناجل!

والعجيب في الحكاية إن كل مرة يطلع لنا واحد منهم عامل فيها صلاح الدين أو بيبرس في صورة عصرية، ويقول لك: "إحنا جايين ننقذ الدولة، ونقيم شرع الله!"، وما إن يسخّن الكرسي تحتيه شوية، إلا وتلاقي الدولة راحت في داهية… الكراسي بتتباع، والمحاكم الشرعية بتطلع قرارات ع الطاير، والناس مش لاقية عيش ولا مية، لكن تلاقي لافتات: "الدولة الإسلامية باقية وتتمدد!"

خذ عندك تجربة الشقيق حمادة الجولاني ثم الموسادي ثم الأمريكاني في سوريا: الراجل بدأ حكاية جهادية تحررية، وانتهى به المطاف زعيمًا لـ"هيئة تحرير الشام" اللي هي حاجة بين العصابة الداعشية والمصلحة الحكومية.
ثم رئيس لسوريا يا حسرتي على سوريا
وسوريا اليوم يا حضرات مش باينة: مش دولة ولا مش دولة، مش خلافة ولا محافظة… حاجة كده زي شقة مفروشة محكومة بلجنة شعبية، لكن اللجنة دي معاها مدرعات وراجمات صواريخ ومجموعة مشايخ بيحلّوا وبيحرّموا على مزاجهم.

والمدهش إنك لو سألت واحد من اللي هناك: "فين الدولة؟"، يقول لك: "عند الأمير!"
يعني بدلاً ما تبقى مؤسسات وقوانين ودستور، بقت كلمة واحد، وصورة واحد، وحساب واحد على تليغرام!

والحقيقة اللي مافيهاش هزار: جيش الدولة — أي دولة ولو كانت مقصوفة الرقبة — هو أحسن مليون مرة من حكم ناس لابسة جلابيات قصيرة ورافعين شعارات طويلة.
الجيش الوطني حتى لو طلع فيه فساد ولا خلل، على الأقل فيه ضبط وربط وميري، مش لجان شرعية بتوقفك في نص الليل تسألك: معاك تصريح ولّا لا؟ ومعاك فتوى ولّا لا؟

فمن الآخر:

دولة نص كُم أبرك لنا من عصابة بكُم،
وعلم عليه نسر أحسن من راية سودا عليها كلمة التوحيد متعلقة في يد واحد بيذبح الناس باسم ربنا!
الشهداء
يوليو ٢٠٢٥