تقرير عن جرائم الحرب : لماذا يجب إطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن ! – قصف مساجين أفين بالقنابل و تعنيفهم و نقلهم إلى مواقع جحيم أخرى
شادي الشماوي
2025 / 7 / 12 - 10:42
الحملة العالميّة الإستعجاليّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين في إيران الآن IEC
جريدة " الثورة " عدد 913 ، 7 جويلية 2025
www.revcom.us
ملاحظة ناشر موقع أنترنت REVCOM.US :
) . قام بالترجمة ICE ( بلغنا التالي من الحملة العالميّة الإستعجاليّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين في إيران الآن
من اللغة الفارسيّة إلى الأنجليزيّة متطوّعون من الحملة .
-----------------------------
في وضع إكتضاض يشبه سمك السردين في العلب ، فاقدين لقنوات الصرف الصحّي الأساسيّة ، و الغذاء ، و الماء لكن مغمورين ببقّ الفراش و الذباب و الحشرات : شريط الفيديو أدناه من موقع أنترنت لنحرق القفص Burn the cage
( عن إذاعة فردا Farda ) يبيّن مساجينا من الرجال من جحيم سجن أفين الذى قصفته إسرائيل بالقنابل في 23 جوان ، و تاليا جرى نقلهم إلى جحيم سجن أكبر في طهران ( GTP ) . و العديد منهم مساجين سياسيّون " جريمتهم " الوحيدة هي مقاومة نظام إيران من العصور الظلماء و كاره النساء إلى أقصى الحدود . و البعض محتجّون من التمرّد التاريخي " المرأة ، الحياة ، الحرّية " لسنتي 2022-2023 .
و كما وضعت ذلك ناجية من القصف ، " لم يقتلنا قصف الولايات المتّحدة و إسرائيل . ثمّ جلبتنا الجمهوريّة الإسلاميّة إلى مكان سيقتلنا عمليّا ". و وصف ناجى آخر كيف جرى نقل المساجين ليلا ، وسط غارات جوّية شديدة ، في أصفاد و مقيّدين، مثل سجناء الحرب ، و كيف كان ذلك " أحد أكثر تجارب حياتى رعبا و إهانة " .
التنديد بالمجرمين الحقيقيّين : إسرائيل – الولايات المتّحدة و النظام الإيراني :
نُشرت عديد البيانات ضد القصف الإسرائيلي الشنيع لسجن أفين المعلوم بأنّ عددا كبيرا من المساجين السياسيّين يقبعون به – جريمة حرب . لكن فشل جمهوريّة إيران الإسلاميّة في حماية المساجين شيء في حدّ ذاته مقرف . والكثير من الروايات، بما فيها روايات شهود عيان أو ناجين و ناجيات من جرائم إسرائيل ، أوردت تقاريرا بأنّ في الأيّام السابقة ، المساجين السياسيّين " حذّروا السلطات و مسؤولي الأمن في سجن أفين من المخاطر الجدّية و التبعات الممكنة لهجوم و طالبوا بتطبيق الأحكام القانونيّة بإطلاق السراح المؤقّت للمساجين في ظروف حرب ". ( من موقع أنستاغرام للمخرج الشهير محمّد رسولوف ممضى من قبل 16 سجين سياسي ). و أصدر المجلس القانوني الأعلى لإيران مرسوما سنة 1986 يعد فيه بحماية المساجين في زمن الحرب – مرسوم قيمته دون قيمة الورق الذى كُتب عليه مقارنة بالكنز الثمين للحياة البشريّة .
و جاء في قسم من بيان لرابطة الكتّاب الإيرانيّين ( نُشره موقع Burn the cage ) ( ترجمة ميكانكيّة ) :
" إسرائيل التي ما فتأت تقتل الناس في غزّة لأشهر و تفرض على الناجين الموت جوعا ، وسّعت الآن طغيانها و عدوانها على الناس في إيران بمخطّطها ل " شرق أوسط جديد " . الناس الذين وقفوا لسنوات ضد اضطهاد الجمهوريّة الإسلاميّة و جرائمها ، فقدوا أطفالهم الأجمل في مجازر الشوارع و الإعدامات و السجون و مراكز الإيقافات ، و عانوا من الفقر و الفساد و التمييز المنظّم ، يشعرون الآن بآثار أحذية العدوّ الأجنبيّ موضوعة على رقابهم ... و صمت العالم إزاء هذا العدوان ، بتعلّة مغامراتيّة و طغيان النظام الإيراني ، لن يفعل سوى توسيع أبعاد الكارثة . تعبّر رابطة الكتّاب الإيرانيّين عن تنديدها بالعدوان الإسرائيليّ البيّن على الأراضي الإيرانيّة و تدعو الكتّاب المحبّين للحرّية و المثقّفين و المؤسّسات ذات القيم ذاتها في إيران و في العالم للنهوض بأدوارها الحقيقيّة و التنويريّة و كسر الإستقطاب المهيمن على وسائل الإعلام لأجل أن نسمع الصوت المستقلّ للشعب و نعزّز حركاته المحبّة للحرّية . "
و قد ورد في رسالة مفتوحة من نساء ناشطات من أفغانستان :
" الجثّة المتعفّنة للجمهوريّة الإسلاميّة كان يجب أن تُدفن تحت خطواتكم الصارمة ، و ليس بإطلاق الصواريخ من قبل الذين أيديهم ملطّخة بدماء آلاف النساء و الأطفال في فلسطين . أفغانستان ، سوريا ، اليمن ، السودان ، لبنان ، و الآن إيران . كان يجب أن يكون سقوط هذا النظام تتويجا ذهبيّا لنضالكم ، و ليس صفحة أخرى في كتاب الجرائم العالميّة للأنظمة الإمبرياليّة ! كان يجب تحطيم الجمهوريّة الإسلاميّة ، لكن على يد الأنظمة المصّاصة للدماء التي أتت إلى أفغانستان قبل عشرين سنة من الآن حاملة شعارا مخادعا هو تركيز " الديمقراطيّة " و " حرّية النساء " ، و " حقوق الإنسان " و " محاربة الإرهاب " .خلال هذه السنوات العشرين ، لم تكسب النساء حرّية و إنّما قُدّمن في نهاية المطاف إلى إضطهاد طالبان و دوس تام لكافة حقوق الإنسان من طرف ذات الأنظمة ...
أخواتنا الصامدات : نعلم أنّكنّ تمرّون بأيّام و ليالي صعبة . نعلم أنّ قلوبكنّ تزخر بالغضب و الأسى و الصرخات و الآلام. و نعلم مدى ألم رؤية مضطهِد يعوّض آخر ، بعدما قدّمتم حياتكنّ و ممتلكاتكنّ و مساكنكنّ و سلمكنّ لهم لأكثر من أربعين سنة . و نحن ، نساء أفغانستان ، نتفهّم هذا جيّدا . لكن في قمّة هذه المصاعب ، لا تنسوا أنّ الأكتاف المجروحة لكن الصامدة لأخواتكنّ الأفغانيّات تقف إلى جانبكنّ . نعرف الألم ، عشنا في المنافي و مشرّدات ، و مع كلّ تمرّد قمتنّ به ، يزداد نبضنا سُرعة ... لا تنسوا أن قمّة هذه العروض الباحثة عن السلطة من قبل البطرياركيّين / الذكوريّين الثلاثة ( الخامنئي ، نتنياهو و ترامب ) ، لستنّ وحيدات . قلوبنا و أيدينا إلى جانبكنّ ؛ و كنساء نشعر أن مرّة أخرى أرضنا تضيع و تتعرّض للقصف بالقنابل ، و نحن نتعرّض للتهجير مرّة أخرى ، و ندمّر من جديد ، يضعوننا في المرّبع الأوّل من جديد ؛ لكنّنا لا نستسلم و لن نستسلم . سنواصل ، جنبا إلى جنب ، بوحدة أكبر ، بأكثر إنسجام و و أكثر أخويّة من ذي قبل ! ذلك أنّ ما يجمعنا ليس العذابات فحسب و إنّما أيضا الحلم بالحرّية !
و تبيّن هذه المواقف إمكانيّة أن تتحرّك شعوب العالم وفق المصالح المشتركة في نضال شرس من أجل مستقبل أفضل بالتعويل على مبادرتنا الخاصة و مسك التاريخ بأيدينا نحن .
مشهد جريمة وحشيّة :
وصفت رسالة مفصّلة من القلب بعث بها السجين السياسي رضا خندان (1) كيف أنّه أثناء عمليّة النقل إلى السجن الجديد، كان المساجين المرعوبين في الأغلال و كانت القوّات المسلّحة توجّه
" ... الأسلحة لصدورهم . في ردهتنا ، لم يتمّ نقل ايّ من الجرحى إلى المستشفى ... و إنّما رُبط كلّ إثنان معا ، و كلّ واحد بيد حرّة لحمل كافة أمتعتهم إلى سيّارات عند الساعة الثالثة ظهرا ، و جرى نقلهم عبر رائحة كريهة نتنة لا تُحتمل من خلال مواقع نفاية سجن أفين إلى طريق يستغرق عادة 90 دقيقة و إستغرق يومها 6 ساعات ". و أشار إلى أنّ أفين ، الذى فتح أبوابه أوّلا الشاه العميل للولايات المتّحدة سنة 1972 ، يملك تاريخا مديدا " ...يزخر بالتعذيب و القتل بالرصاص و الإعدامات و الجرائم . إنّه رمز فريد من نوعه من العنف و القمع . إنتهى سجن أفين لكن الإيقافات و التعذيب و الإعدامات إلخ لم تنته في سجون إيران . لم يتغيّر سوى المكان ".
و يسترسل : " لمّا كانت قافلتنا تتحرّك عبر الطرق السيّارة و الطرق الأخرى ليلا ، كنّا نخشى أنّ في أيّ لحظة سيقع الهجوم على عشرات الشاحنات التي تقلّ المساجين لشكّ في كونها تنقل جنودا . و كانت الشاحنات تصاحبها سيّارات جيش و شرطة ... و كان الجنود المسلّحون يمرّون قربنا و يعاملوننا بحقد و عنف لفظيّ و تهديدات ... و الخطّ الهائل من المساجين الذين وقع الآن إعتقالهم يذكّرنا بالأفلام عن ألمانيا النازيّة و معسكرات الإعتقال ... العُرضة لأبشع أنواع العنف و الهرسلة و الإهانة ، بما أنّ إنسانيّتنا كانت تُداس ."
في حوار صحفي حديث ، ستّار رحماني ، المقيم بلندن و الممثّل القانوني للسجين السياسي مهران رؤوف ، أشار إلى إلحاحيّة تسليط الضوء على وضعه و ندّد بعدم تحرّك المملكة المتّحدة ، و أشار إلى السبب الحقيقي للماذا شخص مثله و عديد الآخرين يقع سجنهم – لنشاطاتهم السياسيّة :
" إنّه يعانى من مرض السُكري و آلام الظهر و مشاكل صحّية أخرى مرتبطة بالتقدّم في السنّ . و رغم هذه الأشياء ، لم يُسمح له بأيّ علاج طبّي خارج إطار السجن . لم يُمنح و لو يوم إجازة . عقب هجوم إسرائيل على سجن أفين ، تمّ نقله إلى سجن آخر ظروفه أسوأ من السجن السابق . لا خدمات طبّية مهما كانت ، و لا يُسمح له بالزيارات و صحّته تسوء في الوقت الحاضر . و يحدث هذا بينما بريطانيا لم تعر إنتباها لهذا الشخص الحامل لجنسيّة مزدوجة رغم واقع أنّي قد أبلغت الموضوع لعناية البرلمان و وزراء الخارجيّة . و لم ينجم عن ذلك و لو إجتماعا واحدا بشأن مهران ، و لم يقدّم وزير الخارجيّة البريطاني في إيران أيّ دعم لمهران على الرغم من كون منظّمة العفو الدوليّة أبلغت السياسيّين البريطانيّين بالمسألة ... ظاهريّا ، قد يبدو أنّ مهران إعتُقل أوّلا لأنّه كان يحمل جنسيّة مزدوجة و نظرة عميقة بدلا من ذلك تبيّن أنّه وقع إعتقاله بسبب نشاطاته السياسيّة . إلاّ أنّ الأحزاب الحاكمة و السلطات السجنيّة كانت على وعي تام بوضعه كمواطن مزدوج الجنسيّة. كانت تعلم أنّه كان أستاذ أنجليزيّة بالنسبة لهؤلاء النشطاء [ الذين كانوا معه في المقهى ] ، و أنّه كان مترجم عدّة كُتب بما فيها كتابا عن بحث عن الوضع في المجتمع الإيراني . أظنّ أنّ هذا هو سبب عدم قيام الحكومة البريطانيّة بأيّ شيء باسم مهران رؤوف .
أوقفوا الإعدامات ! أطلقوا سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين !
في إفتتاحية جريدة النيويورك تايمز الورقيّة ( 7-4- 25 ) ، جاء في تقرير لمركز حقوق الإنسان في إيران :
" ... في 24 جوان ، شرعت الجمهوريّة الإسلاميّة في حملة إعتقالات داخليّة عنيفة . حوالي 1500 إيراني وقع إيقافهم ، وفق النشطاء و المحامين المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران . و يشمل المعتقلون أساتذة و موسيقيّين و طلبة و معارضين و شعراء و مساجين سياسيّين سابقين و أعضاء من الأقليّات الدينيّة و الإثنيّة الإيرانيّة و أولياء تملّكهم الحزب على قتل المحتجّين . و الإعدامات جارية . و السيرورة القانونيّة اللازمة غير موجودة ... و ورد في تقارير أنّ مئات المواطنين و المواطنات تمّ إيقافهم و إتّهامهم بالقيام بالدعاية المناهضة للحكومة لنشرهم تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي . و ما زاد الطين بلّة ، هو أنّ البرلمان الإيراني تحرّك ليسرّع في إصدار قانون سيبرّر هذا القمع و يصعّد منه . و الإجراءات اللغويّة الضبابيّة ستجعل من النشاط على الأنترنت و تقاسم المعلومات يساوى إرهابا و خيانة للوطن . و كلّ من يقع إتّهامه بتقويض الأمن القوميّ أو تقاسم مضمون مع وسائل إعلام أجنبيّة يمكن أن يُواجه سجنا مدى الحياة أو الموت .
و إضافة إلى المجموعات الإثنيّة مثل الأكراد و البالوش الذين يواجهون قمعا شديدا للغاية ، هناك كذلك هجوم ضخم و ترحيل لعشرات الآلاف من اللاجئين الأفغانيّين ، و العديد منهم عمّال بلا وثائق (2) ، كجزء من رفع منسوب قومي رجعي ضمن القاعدة الإجتماعيّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة بالتسوية الخاطئة عمدا بين " الأجانب " أو المهاجرين مع التجسّس لفائدة إسرائيل و الولايات المتّحدة .
و يشمل هذا موجة جديدة من القمع على نطاق واسع تنطوى على إعدامات لمساجين سياسيّين يوميّا . و يمثّل هذا تهديدا كامنا لحياة جميع المساجين السياسيّين و تهديدا لأيّ معارض سياسي مزعوم أو حقيقيّ ( و شرعيّ ) لجرائم حرب إسرائيل و الولايات المتّحدة و جمهوريّة غيران الإسلاميّة التي ترى الآن " جسوسا تحت كلّ فراش " أو في كلّ ركن من أركان الشوارع .
و مجدّدا يشدّد هذا على إستعجاليّة دعم و نشر وجهة النظر السياسيّة و عمل الحملة الإستعجاليّة العالميّة في النضال من أجل إطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين كما وقع التأكيد على ذلك في النداء الإستعجالي الذى ينطبق على حكومات المملكة المتّحدة مثلما ينطبق على الولايات المتّحدة و جمهوريّة إيران الإسلاميّة اليوم :
" جميع المساجين السياسيّين الإيرانيّين يجب أن يُطلق سراحهم بلا قيد أو شرط . و تعمل حكومتا الولايات المتّحدة و إيران لأجل مصالح كلّ منها القوميّة . و بهذا الصدد ، نحن شعوب الولايات المتّحدة و إيران ، إلى جانب شعوب العالم ، لدينا مصالحنا الخاصة المشتركة ، كجزء من إنشاء عالم أفضل : الوحدة للدفاع عن المساجين السياسيّين الإيرانيّين . في الولايات المتّحدة ، نتحمّل مسؤوليّة خاصة في الوحدة على نطاق واسع ضد هذا القمع الخبيث من قبل جمهوريّة إيران الإسلاميّة ، و معارضة بنشاط أيّ تحرّكات حربيّة من حكومة الولايات المتّحدة التي ستجلب حتّى المزيد من العذابات لشعب إيران . نطالب جمهوريّة إيران الإسلاميّة ب : إطلاق سراح كلّ المساجين السياسيّين الآن ! و نقول لحكومة الولايات المتّحدة : لا للتهديدات أو للتحرّكات الحربيّة ضد إيران ، إرفعوا العقوبات التي سلّطتها الولايات المتّحدة على إيران !
هوامش المقال :
رضا خندان ناشط حقوق إنسان زوجته نرسين سوتوده ، وهو محامي حقوق إنسان بارز أمضى أكثر من سبع سنوات في سجن أفين قبل أن يتمّ إطلاق سراحه لمرض طال قلبه و هدّد حياته . ثمّ جرى إيقاف رضا نفسه سنة 2024 لتوزيعه أزرارا تعارض إجباريّة الحجاب . و صدر ضدّه حكم بثلاث سنوات و نصف سجنا بأفين ، وهو الآن بسجن GTP .
2- Record 256,000 Afghan Migrants Return from Iran as IOM Warns of -dir-e Funding Shortfall, IOM UN Migration, June 30, 2025.