ماهي دلالات حرب اسرائيل على ايران


عواد احمد صالح
الحوار المتمدن - العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

ما هي دلالات حرب اسرائيل على إيران

الحرب التي شنتها دولة الكيان الاسرائيلي على ايران هي حلقة اخرى في سلسلة الحلقات التي سبقتها لاستكمال تغيير وجه المنطقة وفرض الهيمنة الصهيوامبريالية عليها ...ومن الواضح ان اميركا والغرب الجماعي يحاولون اعادة فرض وتقسيم مناطق النفوذ في الشرق الاوسط وان اسقاط الانظمة المعادية لدولة الكيان الاسرائيلي في الشرق الاوسط هو مخطط قديم ...بغض النظر عن وجهة نظرنا السياسية في تلك الانظمة نظام صدام والقذافي وتقسيم اليمن وليبيا ثم اسقاط سوريا وتنصيب اكثر القوى الارهابية رجعية وطائفية في السلطة واخيرا الحرب على ايران التي تخطط لها دولة الكيان منذ عقود بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة .
ان القوى الامبريالية تريد تنصيب اسرائيل دولة امبريالية فاشية تهيمن على الجميع في الشرق الاوسط واعادة المنطقة الى عصر الاستعمار المباشر وغير المباشر ..من خلال مشروع حصان طروادة نتنياهو المسمى (مشروع الشرق الاوسط الكبير ) وانهاء القضية الفلسطينية وهضم حقوق الشعب الفلسطيني بشكل نهائي
الحرب من جانب النظام في ايران هي حرب دفاعية مشروعة وعادلة بصرف النظر عن طابع النظام الديني والاوتوقراطي ... ان مهمة تغيير الانظمة الرجعية هي مسؤولية الشعوب والحركات الثورية ومن المستحيل ان تجلب عملية قلب اي نظام بأدوات الحرب والاعتداء الصهيوني الامبريالي نظاما يخدم الجماهير بقدر ما يكون نظاما تابعا لإملاءات الامبرياليين وخاضعا لسياسة التبعية والهيمنة
اما موقف القوى الثورية المفترض فهو الوقوف بوجه الحروب الامبريالية وادانتها بقدر ما يجب عليهم النضال لإسقاط انظمة البرجوازية بمختلف اشكالها ومسمياتها في بلدانهم ...
و بموجب الجدل الديالكتيك لايمكن تطبيق حالة معينة حدثت في الماضي على حالة اخرى خارج ظروف الزمان والمكان وطبيعة الانظمة وتوازن القوى اليوم الامبريالية في مواجهة دول المحيط الرأسمالي المستقلة حديثا ومنذ نصف قرن او اكثر هذا خارج اطار المركز الراسمالي باستثناء الحرب الامبريالية التي قادها الناتو واميركا ضد يوغسلافيا داخل اوربا والتي افضت الى تقسيمها الى دويلات عرقية وقومية.
اليوم الامبريالية تحاول تصفية حساباتها مع انظمة دول العالم الثالث المستقلة نسبيا ذات الطبيعة البرجوازية خاصة الدول التي لديها طموحات لامتلاك مستلزمات التطور العلمي والتكنولوجي والقوة العسكرية بالطبع لإعادة دمجها بالنظام الرأسمالي واستثمار ثرواتها واخضاع شعوبها وجعلهم عبيدا للرأسمال واسرائيل الكبرى .
القوى الثورية اليوم ليست بمستوى المهمة التاريخية الكبرى الملقاة على عاتقها وهي عموما غير مقتدرة وغير موحدة تفتقد للروح الثورية والقدرة والجرأة على استلام السلطة ولذلك فأن الحروب الامبريالية اليوم تسقط نظام سيء وتجلب نظام اسوء منه .
الامبريالية الاميركية وهي القوة المهيمنة عالميا ومنذ سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفييتي خاضت بنفسها حروب عدوانية في افغانستان والعراق ومن ثم بواسطة وكلائها القوى الارهابية والدولة الصهيونية اليوم الوضع مختلف تماما عن حرب ١٩١٤ وحرب ١٩٤٠
يجب ان نبحث عن الفوارق النوعية بين الامس واليوم الرأسمالية تعفنت واصابها مس من الجنون في مواجهة ازماتها المستعصية والتي لاتجد لها حلا سوى بالحروب الرجعية والعدوانية وهي مستعدة لتدمير الكوكب للحفاظ على بقائها واستمرارها في ظل تأخر الثورة البروليتارية . لذلك القضية لاتحل في دول المحيط الرأسمالي الصغيرة والضعيفة في ظل التفوق العلمي والتكنولوجي للإمبريالية وقوتها العسكرية نعم على القوى الثورية في بلداننا ان تبني نفسها وتمتلك القدرة للوصول الى السلطة السياسية لكن الظروف العالمية الحالية تؤكد فشل امكانية قيام الاشتراكية الحقيقية في بلد واحد ..بلد خارج اطار دول المركز الرسمالي وتؤكد كل الوقائع ان ازمة البشرية اليوم الصراعات والحروب الرجعية والازمات والدمار والقتل الناجم عن الصراعات والحروب التي تخلقها الرأسمالية لتنفيس ازماتها لا يوجد له حل جذري الا بإسقاط النظام الرأسمالي برمته واستبداله بنظام اشتراكي انساني حر ان (الرأسمالية هي الرعب بلا نهاية) كما قال لينين .البشرية اليوم تواجه خطر الحرب النووية في اية لحظة التي تهدد بفناء الكوكب .
اما الثورة الاشتراكية او فناء الجنس البشري .

عواد أحمد