بينما ينصبّ إنتباه العالم على غزّة ، تصعّد إسرائيل من إرهابها و من الإخلاء القسريّ و تتحرّك للإستيلاء على الضفّة الغربيّة


شادي الشماوي
2025 / 6 / 10 - 19:44     

بينما ينصبّ إنتباه العالم على غزّة ، تصعّد إسرائيل من إرهابها و من الإخلاء القسريّ و تتحرّك للإستيلاء على الضفّة الغربيّة
جريدة " الثورة " عدد 909 ، 9 جوان 2025
www.revcom.us

بينما معظم إنتباه العالم منصبّ على الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة الرهيبة في غزّة ، تصعّد كذلك إسرائيل حملتها المتعدّدة الأوجه من الإرهاب و الإخلاء القسريّ و التطهير العرقي في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة ، بالضفّة الغربيّة . و يترافق هذا مع توسّع عنيف للمستوطنات الإسرائيليّة غير القانونيّة بالذات على الأراضي التي يملكها الفلسطينيّون .
و الضفّة الغربيّة منطقة من فلسطين التاريخيّة غرب نهر الأردن ( على الجهة الشرقيّة لما هو الآن إسرائيل ). وهي موطن حوالي ثلاثة ملايين فلسطيني و فلسطينيّة و قد صدرت قرارات من الأمم المتّحدة بكونها جزء من الدولة الفلسطينيّة المستقبليّة. و مع ذلك ، كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ إستولت عليها إسرائيل في حرب 1967 .
و إنّه لمبدأ أساسي في القلنون الدولي أنّ دولة تحتلّ منطقة ليس بوسعها الإستيلاء عليها و جعلها جزءا من بلدها . لكن منذ 1967 ، داست إسرائيل – بدعم من الولايات المتّحدة – القانون الدولي و غزت الضفّة الغربيّة بمستوطنات غير قانونيّة و ب 500 لف مستوطن . و هذه المستوطنات أدوات للسرقة التي تقوم بها إسرائيل لما هو ، وفق القانون الدولي ، أراضي فلسطينيّة ، و لتقطيع أوصالها مجبرة الفلسطينيّين على اللجوء إلى مناطق أصغر فأصغر يحاصرها الجيش الإسرائيلي و نقاط التفتيش . و في الوقت نفسه ، يتعرّض السكّان الفلسطينيّون إلى الإرهاب بلا هوادة على يد غوغاء مدجّجة بالسلاح و " مستوطنين " عنصريّون متطرّفون يعيثون فسادا في الضفّة الغربيّة باثّين الرعب و معنّفين بلا عقاب المزارعين الفلسطينيّن المنزوعي السلاح .
و إليكم بعض أهمّ الهجمات الإسرائيليّة على الفلسطينيّين و الفلسطينيّات في الضفّة الغربيّة في الأشهر الأخيرة :
- توسّع الإستيطان الإسرائيلي الجديد – خطوة هائلة نحو الإلحاق . في 29 ماي 2025 ، أعلنت الحكومة الإسرائيليّة أنّها تخطّط لإنشاء 22 مستعمرة جديدة في الضفّة الغربيّة – أكبر توسّع لعقود . (1) و أيضا في 3 جوان 2025 ، أعلن بيزلال شموتريتش ، وزير الماليّة الإسرائيلي المشجّع على الإبادة الجماعيّة ، أنّ الحكومة ستمضى قُدُما في تنفيذ خطط البناء بما في ذلك بناء 15 ألف وحدة سكنيّة سوف " تقسّم فعلا الأراضي الشماليّة و المناطق الجنوبيّة " ، هذا ما جاء في تقرير لجريدة " هآرتز " . " هكذا يتمّ وأد الدولة الفلسطينيّة ... هكذا ندخل مليون مقيم " قال . " عن شاء الله ، ستكون هناك سيادة إسرائيليّة [ إي إلحاق للضفّة الغربيّة [ خلال هذه الفترة ".
- تسجيل أراضي الضفّة الغربيّة : التمكين من نزع ملكيّة الفلسطينيّين . لأوّل مرّة منذ إحتلال إسرائيل للضفّة الغربيّة سنة 1967 ، قرّرت الحكومة الإسرائيليّة أن تطبّق تسجيل الأرض . و هذه خطوة بإتّجاه الإلحاق تمكّن إسرائيل من زعم الملكيّة القانونيّة الدائمة للأرض بينما لن يتمكّن من ذلك الفلسطينيّون ، لأسباب عمليّة تماما . و يدوس هذا القرار منع القوّات المحتلّة من إحداث تغييرات طويلة الأمد على أراضي محتلّة ، وفق محامى حقوق إنسان عالمي . " لا فرصة أن يتمّ الإعتراف لأيّ فلسطيني بحقوقه ." قال ، مضيفا أنّ القرار سيؤدّى إلى " إنتزاع أراضي كبير من قبل إسرائيل لكافة الأراضي في المنطقة ج " ( جزء من الضفّة الغربيّة تحت إدارة إسرائيل ) .
- إسرائيل تُبعد من أراضيهم عشرات الآلاف – " منعرج هائل تحت الرادار " .
أجبرت إسرائيل عشرات الآلاف من الفلسطينيّين على مغادرة ديارهم في الأشهر العديدة الماضية . " و يخشى بعض الفلسطينيّين أنّ هذا يعبّد الطريق لإلحاق الأراضي بإسرائيل " ، هذا ما داء في تقرير لجريدة " النيويورك تايمز " ، ناعتة ذلك ب " منعرج هائل تحت الرادار " في الضفّة الغربيّة . و جينين من المدن المستهدفة . وجينين ذات أحياء كثيفة السكّان حيث " أكثر من 10 آلاف إنسان عاشوا إلى المدّة الأخيرة ، " الآن " هي فارغة – طرقاتها محاصرة بتلال من الأوساخ و هي محاطة بأكوام من الركام . " إلى حدّ الآن 40 ألف فلسطيني وقع إجبارهم على مغادرة ديارهم ، و هذا أكبر عمليّة عسكريّة إسرائيليّة منذ أن إستولت إسرائيل على المنطقة أثناء حرب الشرق الأوسط سنة 1967 .
( أنظروا " إسرائيل تستهدف جنين و تصعّد التطهير العرقي العنيف عبر الضفّة الغربيّة " ، revcom.us ، 27 جانفي 2025 )
- الفترة الأكثر قتلا للسجناء و السجينات الفلسطينيّين المعتقلين بإسرائيل . عقب 7 أكتوبر 2023 ، ساءت أكثر الإعتداءات على المساجين بشكل خطير ، بما لا يقلّ عن 70 من القتلى ، و " في تصعيد دراماتيكي في عدد الفلسطينيّين و الفلسطينيّات وراء القضبان " – أكثر من 10.100 ، تقريبا ضعف عدد ما قبل 7 أكتوبر – و كذلك – " تتزايد الإعتداءات على المساجين و سوء معاملتهم من قبل السلطات الإسرائيليّة ".
- أكبر هجمات للمستوطنين في أزيد من عقدين . هناك الآن عدد أكبر من المستوطنين الإسرائيليّين ضد التجمّعات الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة اكثر من أيّ زمن آخر على الأقلّ في العقدين الأخيرين ، بمتوسّط 44 فلسطيني جريح كلّ شهر بسبب هجمات المستوطنين . (2)
- راية مسيرة يوم القدس : مذابح كبرى مدبّرة ضد الفلسطينيّين . 26 ماي 2025. هذا الإحتفال السنويّ المموّل من الحكومة لإستيلاء إسرائيل للقدس الشرقيّة سنة 1967 ، يُظهر عشرات الآلاف من الشباب المتعصّب من الحركة الصهيونيّة الدينيّة يعربدون عبر شوارع مدينة القدس القديمة ، مهاجمين الفلسطينيّين ، " سارقين السلع ، مدمّرين علامات مغازات و ضاربين على أبواب حديديّة بساريات علم واضعين ملصقات عنصريّة بالمئات ، و غير ذلك كثير ."
إضافة إلى شعار " الموت للعرب " ، إحتفل هذا الشباب الصهيوني المتطرّف هذه السنة بالإبادة الجماعيّة في غزّة : " لا مدارس في غزّة ، لم يعد هناك أطفال هناك " ، " دعوا جيش الدفاع الإسرائيلي ينكح العرب " و " لنسحق غزّة " . و قد لخّص كاتب في جريدة " هآرتز " ، " على خلاف مزاعم القادة القوميّين – الدينيّين ، فإنّ هذا الكره ليس عمل فئة قليلة من الناس ... لم تكن فئة قليلة تنشد أناشيد عنصريّة ، كانت الأغلبيّة ". و أضاف ، " هناك خطّ مستقيم يربط العنصريّة الفجّة و العنف و الوحشيّة الذين تمّ إطلاق العنان لهم في كلّ إحتفال بيوم القدس مع الفظائع الجارية في غزّة ".
- إسرائيل تغلق أبواب مدارس و معاهد الأونروا UNRWA و تُرسل مئات التلامذة و الطلبة إل ديارهم . الأونروا ، ، وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة و تشغيل اللاجئين الفلسطينيّين، تشكّلت سنة 1948 لمعالجة الحاجيات الأساسيّة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الغذاء و الملاجئ و التعليم و الحاجيات الأساسيّة الأخرى . و الأمر الصادر في 8 ماي 2025 عن قوّات الأمن الإسرائيلي ، أجبرت زهاء 700 تلميذ و طالب شرق القدس على ترك المدارس و المعاهد و العودة إلى ديارهم . و قد منعت نشاطات الأونروا في إسرائيل ، و هذا تصعيد لحملته لتحيطم المنظّمة التي تقدّم الدعم و الخدمات الإنسانيين الحيويّين للفلسطينيّين و الفلسطينيّات .
- الجيش الإسرائيلي يُطلق النار على الدبلوماسيّين الأجانب . فى 21 ماي 2025 ، تعرّضت بعثة دبلوماسيّة من الإتّحاد الأوروبي إلى إطلاق نار إسرائيلي ( " طلقات تحذيريّة " ) وهي تجرى تحقيقا رسميّا عن الوضع الإنساني في مخيّم اللاجئين جنين المحاصر الذى هاجمته إسرائيل بعنف .
- إسرائيل تشنّ حملة علاقات عامة لشرعنة المستوطنات غير القانونيّة في الضفّة الغربيّة . في 7 ماي 2025، أعلن وزير يهود الشتات الإسرائيليّ شنّ حملة علاقات عامة عالميّة كلفتها تقريبا مليون دولار ل " تعزيز شرعنة المستوطنات " على الصعيد العالميّ .
- نظام ترامب يُغلق قنوات التواصل المباشر مع الفلسطينيّين . " يخّطط سفير الولايات المتّحدة إلى إسرائيل ، مايك هوكابي، لإغلاق قنوات التواصل المباشر بين دبلوماسيّى الولايات المتّحدة في القدس العاملين على القضايا الفلسطينيّة و الوكالات في واشنطن " ، كما ورد في تقرير لجريدة " النيويورك تايمز " . و هذه إشارة كبرى إلى كونه في ظلّ ترامب ، لم تعد الولايات المتّحدة تعتبر القضايا الفلسطينيّة ذات أهمّية كبرى ، أو أنّ الضفّة الغربيّة و قطاع غزّة الذين تحتلّهما إسرائيل منفصلين عن إسرائيل . بإختصار ، هذه خطوة بإتّجاه الإلحاق الإسرائيلي .
تمثّل هذه الهجمات الإسرائيليّة اللاقانونيّة قفزة جدّية و قاتلة . و كما هو الحال في غزّة ، تتسارع هذه الجرائم بفضل الضوء الأخضر من نظام ترامب / الماغا [ MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديد ] الفاشيّ .
الهجوم الذى شنّته حماس في 7 أكتوبر 2023 شنّته من غزّة و ليس من الضفّة الغربيّة . و مع ذلك الناس في الضفّة الغربيّة أيضا هم أيضا يسجنون و يعذّبون و يتعرّضون للإرهاب و يُقتلون و أرضهم تفتكّ منهم على أيّ حال . و هذا دليل آخر لا يقبل الدحض على أنّ إسرائيل ليست " تدافع عن نفسها ضد الإرهاب " – إنّها تستغلّ اللحظة لتنفّذ إبادة جماعيّة شاملة للشعب الفلسطيني .
هوامش المقال :
1- " بنت إسرائيل حوالي 160 حيّ سكني إستيطاني لحوالي 700 ألف يهودي منذ أن إحتلّت الضفّة الغربيّة و القدس الشرقيّة . – وهي أراضي يطالب بها الفلسطينيّون ، إلى جانب غزّة ، من أجل دولتهم المأمولة مستقبلا – خلال حرب الشرق الوسط سنة 1967 . و يقدّر أنّ 3.3 مليون فلسطيني و فلسطينيّة يعيشون في تلك المناطق " .
Israel announces major expansion of settlements in occupied West Bank, BBC News, May 29, 2025.
2. “Israeli Forces Kill 14-Year-Old West Bank Palestinian as Settler Attacks Soar,” Democracy Now!, June 3, 2025.