رئيس الجمهورية الى مؤتمر المحيطات


صوت الانتفاضة
2025 / 6 / 8 - 20:50     

كل المناصب في دولة الإسلام السياسي هي مريحة ومغرية وتجلب الرفاه لصاحبها، فأن تكن في منصب نائب في البرلمان تغدق عليك الأموال والسفريات دون ان تعمل لمدة أربع سنوات، وان تكون بمنصب وزير او مدير او سفير او ضابط في الجيش او الشرطة او عنصر في المخابرات او الامن الوطني او قيادي في الحشد او قيادي في الميليشيات او تصبح رجل دين معمم، كل تلك المناصب في هذه الدولة هي راحة ما بعدها راحة، انها منافذ للثراء الفاحش، فالنهب هو السمة العامة والواضحة لهذه الدولة.

لكن أفضل تلك المناصب والمراكز هو منصب رئيس الجمهورية، هذا المنصب في شكل الحكم هذا هو منصب شرفي، وترجمة كلمة شرفي بالمعنى العامي هو "لا يهش ولا ينش"، لو انقلبت الدنيا ودخل البلد في ازمة خانقة ومصيرية فلا أحد يتذكر الرئيس ولا هو يتدخل.

رئيس الجمهورية يتمتع بأفضل الامتيازات والمنافع، فمخصص له أفضل قصر في بغداد "قصر السلام"، ولديه فوج من الحماية الرئاسية، ولديه موكب سيارات من الطراز الحديث والمصفح، وله طائرة خاصة، ويمنح اعلى راتب ومخصصات، هو لا يستقبل رئيس او وزير، يمنح المنصب وفقا لمحاصصة طائفية وقومية متفق عليها بين الأطراف، وهذا المنصب من حصة القوى الكوردية منذ تأسيس شكل الحكم.

عبد اللطيف رشيد هو رئيس الجمهورية في هذه الدورة، منذ اقل من أربع سنوات في هذا المنصب، لم يسمع أحد صوته، لم يعط رأيا او مشورة يوما؛ رغم هذه الراحة والرفاهية فقد طالب هذا العام بزيادة راتبه ليصل حسبما يشاع الى 60 مليون دينار شهريا؛ أيضا اشترى منزلا في أحد الأماكن الراقية في بغداد وأجره الى السفارة الكويتية، واثيرت ضجة حول أحد حماياته من انه يتاجر بالمخدرات.

في بعض الأحيان يصيب سيادة الرئيس الملل والسأم، فيقوم بعمل سفرة الى احدى الدول الجميلة، هذه المرة وقع اختياره على فرنسا، فشد رحاله الى هناك، مصطحبا زوجته السيدة الأولى، بحجة حضور "مؤتمر المحيطات"، مع ان العراق لديه منفذ صغير جدا على خليج صغير، بل حتى هذا المنفذ يشاع انه بيع الى احدى الدول الصغيرة المجاورة؛ فالعراق هو أكثر البلدان بعدا عن قضية المحيطات، لكن لا يهم فالرئيس بحاجة الى استنشاق هواء منعش ورؤية مناظر جميلة.

شكرا سيادة الرئيس عبد اللطيف رشيد لأنك ستمثل العراق في مؤتمر مهم وحساس "مؤتمر المحيطات"، لكن نبقى في حيرة ترى ماذا ستقول في هذا المؤتمر الحساس والخطير؟ فقط نتمنى عليك ان لا تتبرع بأي مبلغ لإنقاذ المحيطات!!!! فتكاليف سفرتك هذه كافية.

طارق فتحي