بوب أفاكيان – الثورة عدد 119 : سياسيّو الحزب الديمقراطي يمكن أن يساهموا في النضال الحيويّ ضد فاشيّة ترامب / الماغا – لكن الحزب الديمقراطي لن و ليس بوسعه أن يقود هذا النضال إلى حيث يحتاج أن يمضي
شادي الشماوي
2025 / 6 / 7 - 23:41
بوب أفاكيان ، 29 ماي 2025 ؛ جريدة " الثورة " عدد 908 ، 2 جوان 2025
www.revcom.us
بعض سياسيّى الحزب الديمقراطي و آخرين مرتبطين بالحزب الديمقراطي تكلّموا ضد نظام ترامب و حتّى دعوا إلى الإحتجاج الجماهيري ضدّه . لكن الواقع هو التالي : أهداف و أولويّات الديمقراطيّين ، و من الناحية الأخرى ، الحاجة الحيويّة و الإستعجاليّة لإلحاق الهزيمة بفاشيّة ترامب / الماغا [ MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديد ] ، ليست الشيء ذاته – بطرق عديدة هامة هي تتعارض بقوّة. و : إذا ما حدّد كاسرو السلطة السياسيّون من الحزب الديمقراطي ، فإنّ النضال الضروريّ لإلحاق الهزيمة بنظام ترامب الفاشي و الإطاحة به ستنحرف بجدّية و ستضعف بشكل قاتل .
لماذا ؟ أوّلا ، لأنّ التوجّه الأساسيّ للحزب الديمقراطي عامة هو " الضغط " و تقليص النضال ضد ترامب و الجمهوريّين الفاشيّين داخل الحدود الضيّقة للسياسة الإنتخابيّة . و لا سيما الطريقة الخاصة لسير الإنتخابات السياسيّة في هذه البلاد – لذا عدد قليل من الناخبين في عدد صغير من الولايات لهم دور مقرّر في الانتخابات الرئاسيّة – القوى المسيطرة في الحزب الديمقراطي مصمّمة على اللجوء إلى ما يسمّى ب " المنتخبين الوسطيّين المتذبذبين " و لمحاولة كسب بعض " المنتخبين لترامب " . ( و يشمل هذا تجاهل و خيانة القيم و الميولات لدي الكثيرين من " قاعدة " الحزب الديمقراطي ، ممزوجا مع مقاربة إبتزازهم إلى دعم الديمقراطيّين على ايّ حال ، على أساس أنّ الحزب الجمهوريّ الفاشيّ لا يزال أسوأ ) . و إلى جانب الإنتهازيّة المنافقة لهذه المقاربة محدّدة بتاريخ نهاية 2028 )، و على أيّ حال ما من سبب للإعتقاد أنّ فاشيّو ترامب / ماغا سيقبلون ببساطة نتائج الانتخابات الحيويّة و هم لا يرغبون في مآلاتها .
و هناك هذا الواقع أكثر جوهريّة بعدُ : القضاء على الأسباب الكامنة لهذه الفاشيّة هو غير ممكن ضمن حدود هذا النظام ، و الأولويّة القصوى للحزب الديمقراطي ستبحث دائما عن الحفاظ على هذا النظام و فرضه . زعامات الحزب الديمقراطي سيبحث دوما على الإبقاء على النضال ضد هذا النظام الفاشيّ ضمن إطار و في حدود لا تُهدّد إستقرار هذا النظام . لكن ، حتّى أقلّ من ثورة للقضاء على هذا النظام عامة ، يتطلّب النضال الضروري لإلحاق الهزيمة بهذا النظام الفاشيّ و الإطاحة به ، يتطلّب نضالا غير عنيف لكن مصمّم و مستمرّ ، لملايين الناس ، لإيقاف سير هذا النظام ، في ظلّ حكم الفاشيّين ، كمكنسة كبيرة قويّة تكنس بعيدا عن السلطة هذا النظام الفاشيّ .
و مثلما شدّدت على ذلك في رسالتى عدد 115 ، هناك حاجة ماسة " لتطوير تعبأة جماهيريّة ستكون محدّدة في القتال من أجل مطلب حيويّ بأنّه " يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل – الآن ! "
" هذه التعبأة الجماهيريّة يمكن أن يكون لها تأثير على المؤسّسات المهيمنة في البلاد ، بإمكانيّة إيجاد الظروف التي يمكن أن تحدث منعرجات و " إعادة إستقطاب " كبرى ضمنهم . و هذه طريقة من الطُرق التي يمكن وفقها إزاحة نظام ترامب الفاشيّ من السلطة . لكن ، بطريقة أو أخرى ، يجب أن يرحل هذا النظام – و التعبأة غير العنيفة لكن المصمّمة ، و المستدامة و المتنامية الأعداد للجماهير الشعبيّة تحتاج أن تشيّد ، كقوّة حجر أساس لتحقيق هذا الهدف الحيويّ و الإستعجالي ، في أقرب وقت ممكن ، قبل أن يفوت الأوان . "
بالمعنى الأكثر جوهريّة ، وحدها الثورة في سبيل نظام جديد تماما ، بتغيير راديكالي و تحريري للإقتصاد و العلاقات الإقتصاديّة و المؤسّسات السياسيّة ، مترافقا مع ثقافة ملهمة ، بوسعها في نهاية المطاف أن تُنهي الإضطهاد و الفظائع المستمرّة المبنيّة في أسسه و المقترفة بلا هوادة من قبل هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي – و يمكن أن تتحرّك لإجتثاث الظروف و العلاقات التي تولّد الفاشيّة و تشجّع عليها .
و بالمعنى المباشر ، مثلما أشرت إلى ذلك في الرسالة عدد 114 ، أفضل وسيلة لكسب أيّ " ناس عاديّين " تمّ خداعهم ليساندوا هذه الفاشيّة هي النضال الجماهيري للملايين الموحّدين على أساس معارضة مصمّمة لنظام ترامب الفاشيّ .
و الآن بالذات : التوجّه الحيويّ يجب أن يكون تجاوز كلّ خطط " فرّق تسُد " ، لتوحيد كلّ من يمكن توحيدهم – أناس بعديد وجهات النظر السياسيّة و الآفاق المتباينة ، بمن فيهم أولئك الذين لديهم وجهات نظر مصطفّة مع الحزب الديمقراطي إلاّ أنّهم عمليّا مصمّمون على إلحاق الهزيمة بفاشيّة ترامب / الماغا هذه – ما يخلق ، بواسطة التحرّك غير العنيف لكن المصمّم و المستمرّ لأعداد كبيرة من الناس ، وضعا سياسيّا حيث سيتمّ ترحيل هذا النظام من السلطة ، قبل أن يفوت أوان وضع نهاية لهذه الفظاعات الفاشيّة .