الدفاع عن الإله القادر كفر وتحايل بشري
عزالدين مبارك
2025 / 5 / 30 - 12:02
لا يمكن للعقل السليم القبول بمقولة الدفاع عن الإله القادر والموصوف بالعظمة والجبروت والمكر والقدرة الكاملة المطلقة والمعرفة التامة وهو الذي يقول عن نفسه وفي كتابه "إذا أراد الله شيئا، فإنه يقول له: كن فيكون" فكيف لمحلوق ضعيف ومسير أن يدافع عن خالق قدرته في الفعل والخلق غير محدودة وفورية "وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ" ، "وَلِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ" فيجعل لنفسه ندا للإله ويجنى عليه بزعمه أنه يدافع عن الإله ودينه وكتابه فيتحدى بذلك قدرته وعظمته وإرادته ويعتبره ضمنيا عاجزا وغير قادر عن حماية نفسه ودينه وكتابه وهذا هو نفي واضح وجلي لألوهيته وربوبيته ووجوده الفعلي وكفر تام به.فما يقوم به البشر من غزو وقتل وسبي وسلب للدفاع عن الإله ودينه وكتابه مخالف للعقل والمنطق السليم ومجانب لمعنى الألوهية والقدرة وتحايل من طرف البشر قصد الحصول على منافع دنيوية ومتع وشهوات وغنائم وسلطة بانتحال صفة المقدس لتبرير الأفعال المشينة والإجرامية دون تحمل المسؤولية والمساءلة. فالإله يفعل ما يريد وهو قادر على كل شيء وليس من طبيعته تفويض هذه القدرة للبشر ليفعل ما يشاء ويقوم بالجرائم الموصوفة التي تخدم مصالحه الضيقة وتلبي شهواته ورغباته ويقول لتبرير ذلك بأن الإله هو من أمره بالقتل والسبي وسلب أرزاق الناس لكل من يخالف تعاليمه الدينية والسؤال المحير هو أن هذه المقولة تناقض تماما الصفة الأساسية للإله وهي القدرة وتبعا لذلك فالعقل السليم لا يقبل من إله كلي القدرة أن يسمح أصلا بكل الأفعال الشريرة والإجرامية من قبل البشر لنشر دينه وهو القادر في رمشة عين أن يجعل كل الناس مؤمنين كأن يوجد جينا وراثيا وقد أنب الإله في كتابه محمد عندما أراد فرض الدين بالقوة على الناس"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ". فالدفاع عن الإله ودينه وكتابه باستعمال القوة والقتل والسبي والإكراه يتنافى تماما مع القدرة الإلهية التامة والكاملة والمطلقة وكل ما يفعله الجهلة والمتعصبون والمتطرفون والغوغائيون هو تحدي لقدرة الإله وإرادته وكفر بوجوده وليس من الدين في شيء.