مشكلة الخريجين وخطر الانفجار الاجتماعي
نجم الدليمي
2025 / 5 / 12 - 21:45
معروف ان وزارة التربية والتعليم العالي ليس لديهم اي استراتيجية واضحة المعالم والاهداف حول مستقبل التعليم ولجميع مراحله الدراسية ومن هنا يتبع الخطر على قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية من حيث اعتماد نهج اسلمة التعليم ولجميع مراحله الدراسية وكذلك اعتماد نهج الكمية وليس النوعية من حيث الاعداد وتخرج الطلبة والطالبات في قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية.
ان غياب الاستراتيجية لهذا القطاع الهام في اي مجتمع ينذر بخطر انفجار اجتماعي في المجتمع العراقي من حيث الاعداد الكبيرة من الخريجين ومن مختلف الاختصاصات العلمية والادبية ،ومعروف ان الغالبية العظمى من الخريجين منذ الاحتلال الاجنبي للعراق ولغاية اليوم لم يتم تعينهم ولا توجد امكانية لتعينهم في الإقتصاد الوطني لان غياب الاستراتيجية لدى النظام الحاكم منذ الاحتلال الاجنبي للعراق ولغاية اليوم سيخلق مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية...لدى الشباب
القطاعات الانتاجية الزراعة والصناعة...مهملة ويسودها الخراب المنظم والموجهة ،قطاع الخدمات غير مؤهل لا ستيعاب الخريجين ومن مختلف الاختصاصات العلمية والادبية واذا افترضنا سنويا يتخرج من القطاع الحكومي والقطاع الخاص ما بين 500--600 الف خريج وخلال العشر سنوات القادمة سنحصل على عدد الخريجين ما بين 5--6 مليون خريج.ناهيك عن عدد العاطلين من الخريجين خلال المدة من 2003--2024 ،كم سيكون عدد العاطلين من الخريجين ؟ ناهيك عن الخريجين من الدراسات العليا من الماجستير والدكتوراة من داخل وخارج العراق وان سوق مريدي داخل وخارج العراق يعمل بشكل كبير ؟.
من الرابح ومن الخاسر من غياب الاستراتيجية في قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية ؟ الجواب الرابح الاول هو القطاع الخاص الراسمالي المافيوي في التعليم ولجميع مراحله الدراسية لانه يعمل بهدف الحصول على الربح وتعظيمه وغير مسؤول عن الخريجين ،فالعلم لديه سلعة تباع وتشترى وبثمن وفق قانون العرض والطلب والطالب والطالبة واولياءهم لا يفكرون بمستقبل ابناءهم حول قضية التعيين وهم يدركون ان القطاع الخاص الراسمالي في قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية غير ملزم بتعيين الطلبة والطالبات ،ومن هنا تنبع مشكلة الخريجين بخصوص التعيين ؟
ان الخاسر الاول هو الدولة العراقية واولياء الطلبة وان الحكومة العراقية ليس لديها امكانية لتعينهم وكذلك القطاع الخاص غير مسؤول عن ذلك ؟ ماذا سيحصل لهولاء الخريجين في عام2035؟ .من هنا تنشأ الكارثة للمجتمع والاقتصاد الوطني العراقي ؟.
ما العمل ؟
نعتقد من اجل ابعاد شبح الانفجار الاجتماعي يتطلب الآتي::
اولا:: ينبغي على الحكومة العراقية وضع استراتيجية واضحة المعالم والاهداف ما لا تقل عن 20 سنة قادمة تحدد الاهداف والمعالم المطلوبة لتطوير القطاعات الانتاجية والخدمية وفق الخطة الاقتصادية الخمسية واعطاء الاولوية لتطوير القطاعات الانتاجية الزراعة والصناعة... والعمل على تشغيل المصانع والمعامل المتوقفة والتي تجاوزت اكثر من 15 الف معمل ،مصنع .
ثانيا:: تحديد حاجة الإقتصاد الوطني العراقي للكادر المهني والعلمي وفق الخطة الاقتصادية اخذبن بنظر الاعتبار معدل النمو السكاني خلال ال 20 سنة قادمة
ثالثا:: ينبغي ان يكون مالا يقل عن 70 بالمئة من الخريجين من المرحلة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية يتم قبولهم في القطاعات الانتاجية والخدمية وفق الاختصاصات المهنية والفنية والعلمية..،وان 30 بالمئة من الخريجين يتم قبولهم في المعاهد والجامعات العراقية وخلال السنة الاولي يمكن ان يبقى من الطلبة والطالبات نحو 25 بالمئة وبهذا يتم اعداد الكادر الوطني العلمي الذي يحتاجه الإقتصاد الوطني العراقي.
رابعا:: ينبغي التخلي عن نهج اسلمة التعليم ولجميع مراحله الدراسية واعتبار المستوى العلمي للطالب هو المعيار للقبول في المعاهد والجامعات العراقية وليس الاعتبارات السياسية ،الطائفية...
خامسا:: ان الحكومة العراقية ملزمة بتعيين الخريجين من الطلبة والطالبات من خريجي المعاهد والجامعات العراقية الحكومية ،اما الطلبة والطالبات من خريجي المعاهد والجامعات الخاصة فإن القطاع الخاص الراسمالي هو المسؤول الاول عن تعينهم عبر نشاط القطاع الخاص الراسمالي في الإقتصاد العراقي.
سادسا:: ينبغي ان يتم تعزيز دور ومكانة الدولة في الحياة الإقتصادية والاجتماعية والمالية... واقرار مجانية التعليم والعلاج والسكن وضمان الشيخوخة للمواطنين وبدون تمييز وكما يتطلب ايضا التخلي عن خصخصة مؤسسات الدولة العامة والتخلي عن النهج الليبرالي والنيوليبرالي ونتائجه الكارثية والمدمرة والجنونية على الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين .
سابعا:: بدون ما تم ذكره اعلاه وغيره وعدم الاخذ بذلك سوف يتعرض المجتمع والاقتصاد العراقي إلى انفجار اجتماعي مرعب ومخيف وكارثي يسبب تنامي معدلات البطالة وسط الخريجين وتنامي معدلات الجريمة والمخدرات... احذروا خطر الانفجار الاجتماعي في المستقبل القريب.